-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
انتشرت في كل الولايات وصارت ملجأ للعائلات

الحدائق المائية تفرض قوانين “مجحفة” على زبائنها

إسلام.ب
  • 2046
  • 0
الحدائق المائية تفرض قوانين “مجحفة” على زبائنها
أرشيف

الظاهرة المسيطرة على المشهد السياحي في مختلف الولايات، خاصة الساحلية، في السنتين الأخيرتين، هي انتشار الحدائق المائية أو “الأكوا بارك”، بشكل كبير ولم تكن موجودة، منذ ثماني سنوات.

حيث توجد في ولاية سكيكدة فقط، في الوقت الراهن، ثلاث حدائق مكتظة بشكل يومي بالمواطنين ومعظمهم من العائلات، من القادمين من داخل الوطن ومن خارجه، كما انتشرت هذه الحدائق في الولايات الداخلية مثل قسنطينة وباتنة وحتى الصحراوية مثل بسكرة، في شكل مسابح وألعاب مائية وشواطئ اصطناعية، ولم تكن تتوفر الجزائر إلى غاية 2017، سوى على حديقتين مائيتين إحداهما تابعة لفندق خاص في سكيكدة، وأخرى تابعة لفندق خاص في مستغانم، قبل أن تتكاثر وبلغت مداها في صائفة 2023.
الشروق اليومي، تنقلت إلى عدد من الحدائق المائية، التي تمرّ بتجربة جديدة، مازالت تفتقد للاحترافية الكاملة في التعامل مع مثل هذه المنتجعات السياحية ذات البعد الترفيهي، التي تلقى الرواج في الأجواء الحارة، التي عرفتها الجزائر في صائفة 2023، ولا حظنا شبه اتفاق على الأسعار مع تباين في الخدمات.
يتفق أهل الحدائق المائية على جعل سعر الدخول لا يقل عن 2000 دج للبالغين و1200 دج بالنسبة للأطفال، وحتى كلمة أطفال يختلفون فيها وغالبيتهم يجعلونها ما بين سنة واحدة و14 سنة، كما يتفقون على منع نقل الأطعمة وحتى الماء المعدني، ويقومون بعملية تفتيش دقيقة تكاد تكون بوليسية، لحقائب الزوار، ليس لمنع نقل أسلحة بيضاء مثلا أو علب السجائر، وإنما لمنع إدخال الطعام حتى ولو بسكويت خاص بالأطفال.
وكثيرا ما يتحول الدخول إلى الحدائق المائية عبارة عن شجارات شفوية بين شد ومدّ، تنتهي أحيانا بانسحاب الزبون الذي يصرّ على أن لا يرمي طعاما اشتراه من السوق أو جهزه في البيت في القمامة، وتنتشر في هذه الحدائق المائية العديد من المطاعم غالبيتها تقدم الهامبرغر والبيتزا والشوارما والطاكوس وطبعا المشروبات والمثلجات والقهوة والحليب ولا يوجد فيها من يقدم الأطعمة الجزائرية المعروفة، وحجتهم في ذلك طبيعة الصيف الذي هو فصل هذه الحدائق.
يقول لطفي، وهو مهاجر في الثلاثين من العمر، يقضي بضعة أيام في الجزائر، بأن حداثة الحدائق المائية هي ربما من تجعل القائمين عليها يرتكبون أخطاء تنظيمية يراها مسيئة للسياحة: “فمن غير المعقول أن تجبر المواطن على أن يأكل ما تطبخه أنت، خاصة في حالة وجود زبائن يعانون من أمراض مزمنة تمنعهم عن تناول السكريات في غياب أكلات خاصة بمرضى السكري، أو تناول ما هو مالح، ومثل هذه المطاعم الخفيفة لا تراعي مثل هذه الأمور”، فضلا عن وساوس بعض الناس الذي لا يثقون في وضع النظافة لدى المطاعم الخاصة، وتقترح السيدة لبنى التي قدمت مع أبنائها الصغار من مدينة من غرب الوطن، زيادة سعر الدخول إلى الحدائق والاستفادة من الألعاب المائية بالضعف، وترك المواطنين يُدخلون ما شاؤوا من أطعمة، حيث توجد بعض العائلات التي تفضل الاحتفال بعيد ميلاد أبنائهم في الحدائق المائية، ويتعذر عليهم الأمر في منع إدخال كعكة الاحتفال والمشروبات حسب أذواق الحاضرين.
كما أن أسعار المأكولات الخفيفة مبالغ فيها، وأحيانا ليست لذيذة، حيث لا تقل سعر البيتزا عن 500 دج وسعر قارورة المياه المعدنية عن 50 دج وترتفع في بعضها إلى 100 دج، أما المثلجات والمرطبات فإنها غالية جدا بحسب زائري هذه الحدائق، وقالت سيدة قادمة من الجنوب الشرقي بأن أي عائلة تريد قضاء يوم مريح، عليها أن تكون مسلحة بمبلغ مالي، لا يقل عن مليوني سنتيم، خاصة أن غالبية الحدائق المائية تجبر الزبون على دفع ألف دينار مقابل الاستفادة من طاولة وأربعة كراس للفترة الزمنية التي تقضيها في الحديقة.
أما عن  التعامل الفني والرياضي مع الزبائن، فيرى الزوار، بعض الجشع في المعاملات، حيث يُصدم بعض الزبائن بالتواجد الكثيف للناس داخل الحديقة فيصعب الجلوس في أجواء مريحة، أو السباحة من دون تصادم مع السياح، أما عن الألعاب المتوفرة فهي جميعا مستوردة من إسبانيا أو الصين أو تركيا أو إيطاليا، وهي مقبولة ولا تختلف عن تلك الموجودة في الفنادق الفخمة والمركبات السياحية التي يزورها الجزائريون في دول البحر الأبيض المتوسط.
رؤساء البلديات ومديرو السياحة والتجارة، يرون بأن حداثة التجربة هي التي أفرزت بعض الخلل التنظيمي، كما هو الحال في الأسعار غير المضبوطة ومع مرور السنوات ستعود الأمور إلى نصابها بحسب مدير السياحة في ولاية عنابة، وبحسب غالبية أصحاب هذه الحدائق المائية على كثرتها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!