الخارجية الأمريكية تنشر تغريدة هامة تخص النساء الحوامل
نشرت وزارة الخارجية الأمريكية تغريدة هامة تخص النساء الحوامل كونهن عرضة للأزمات النفسية أثناء فترة الحمل وحتى بعد الإنجاب.
وأشارت الخارجية الأمريكية، الأربعاء، في تغريدتها إلى أن القدرة على الوصول إلى الرعاية النفسية يمكن أن يقلل من الوفيات المبكرة.
تجدر الإشارة إلى أن علاج الصحة النفسية للأم يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، حيث أنه حين تُتاح أمام الأمهات في كل مكان القدرة على الوصول إلى الرعاية النفسية عالية الجودة، يمكننا تقليل نسبة الوفيات المبكرة وتعزيز رفاه المجتمعات. @USAIDMiddleEast pic.twitter.com/xSxbgITeNb
— الخارجية الأمريكية (@USAbilAraby) May 24, 2023
وأتت التغريدة انطلاقا من إطار عمل وضعته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “USAID”، والتي أكدت على أن تلقي الأم العلاج للصحة النفسية يلعب دورا حاسما في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
وقالت ريبيكا ليفين، كبيرة مستشاري صحة الأم لدى “USAID”، إن التركيز يقوم عادة على الصحة الجسدية فقط للأم، ما يغيب جزء هاما وهو الصحة النفسية.
وتشير ليفين إلى أن الكثيرين لا يدركون أن اضطرابات الصحة العقلية شائعة في الفترة المحيطة بالولادة، ومنها القلق والاكتئاب.
وفي لقاء استضافه مركز تابع للوكالة، قالت ليفين إن الصحة العقلية تتأثر في الفترة المحيطة بالولادة، إذ يمكن أن يؤثر الاكتئاب والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة على الأداء اليومي للأم.
وأشارت إلى أن واحدة من كل عشر نساء حوامل تعاني من هذه الأعراض في الدول مرتفعة الدخل، وأضافت أن التقديرات المتعلقة بنفس الأرقام في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط أعلى بكثير.
ويحدد “المؤتمر الأمريكي لأطباء النساء والتوليد” اضطرابات المزاج قبل الولادة وبعدها، ويشير إلى أن اضطرابات الفترة المحيطة بالولادة قد تؤثر سلبا على الولادة لأنها تظل غالبا غير مشخصة ولا تعالج.
ويشير في موقعه على الإنترنت إلى أنه بعد الولادة تكون الاضطرابات شائعة، وتعاني الأم حديثة الإنجاب من تقلبات مزاجية مفاجئة، أو تشعر بالسعادة الشديدة، ثم الحزن الشديد، أو تبكي دون سبب واضح.
من جانبه يحذر الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية بالمغرب، من أن الكثير من المشاكل النفسية أثناء الحمل وبعد الولادة لا يتم تشخيصها من قبل مقدمي الرعاية الصحية وقد تدفع بالمرأة إلى الانتحار.
ويشير حمضي في حديث لموقع “الحرة” إلى أن المرأة الحامل تعيش تغيرات بيولوجية هرمونية، وتغيرات في شكلها، لأنها تحمل حياة أخرى في أحشائها.
تبدأ هذه التغيرات، بحسب الطبيب، على شكل تساؤلات تنتاب الأم حول صحة الطفل وكيف سيولد، هل سيكون طبيعيا أم لا؟ هل ستعرف كيف تعتني به أم لا؟ وهذه كلها تساؤلات تقلق الأم خلال فترة الحمل وتخلق مشاكل نفسية.
يشير الخبير إلى أن المشاكل النفسية تختلف حتى داخل أشهر الحمل، ففي النصف الأول من الحمل تكون هناك هشاشة عاطفية واكتئاب، توتر وخوف على صحة الجنين وحتى الخوف من الحمل، فيما يتضاعف التوتر خلال النصف الثاني من الحمل، وقد تعاني الأم من قلة النوم ويزداد الاكتئاب.
ويقول الخبير إن ما بين 7 إلى 13 في المئة من النساء يمكن أن يعانين من اكتئاب ما قبل الولادة، وهو ما قد يتطور إلى الهذيان أو ما يعرف باسم “ذهان النفاس”، وهو نوع من انفصام الشخصية يحدث بعد الولادة.
ويرى حمضي أن اكتئاب بعد الولادة يلزمه تدخل الطبي، لأنه قد يؤدي حتى إلى الانتحار، مشيرا إلى أنه غالبا لا يتم تشخصيه.
أما “ذهان النفاس” والهذيان، بحسب الطبيب، فيصيب نسبة قليلة جدا من النساء، وغالبا ما يحدث بعد شهر إلى شهرين من الولادة، وخلاله تعاني الأم من الهذيان والانفصام، وهو ما يستجوب تدخلا طبيا عاجلا ونقل الأم وحتى المولود إلى المستشفى.
ويحث خبراء “USAID” على ضرورة ربط صحة النساء أثناء الحمل بتدخلات طبية لمعالجة المشاكل النفسية، من خلال تدخلات متعددة المستويات مثل توعية المجتمع والتعليم والتدريب والفحص والوقاية.
وتقوم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتشكيل ودعم السياسات والممارسات والبرامج التي تقودها البلدان والتي تعمل على تحسين جودة الرعاية وتعزيز الإنصاف وتحقيق التغطية المثلى للرعاية المنقذة للحياة.