-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“الخضر” فوق كل اعتبار

ياسين معلومي
  • 1362
  • 1
“الخضر” فوق كل اعتبار
ح.م

عندما انتهى لقاء الطوغو – الجزائر، بفوز كتيبة بلماضي برباعية كاملة، بعد القحط الكروي الذي أصابنا ولمدة تجاوزت الثلاثين شهرا، قلت في نفسي إن مدربنا الوطني الشاب قد تأقلم مع الأجواء الإفريقية، وتمكن من كسر حاجز الخسارة خارج الديار، وتمكن ربما من إيجاد الوصفة المثالية التي مكنتنا من التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا بالكاميرون قبل آخر جولة، رغم أنه ما زال لا يحسن فن الخطاب الصحفي، الذي يعرضه دائما إلى انتقاد هو في غنى عنه. تمنيت لو استطاع مسؤولو الإعلام في الفاف كيف يوجهونه، ويساعدونه في خرجاته الإعلامية التي قد تخلق له متاعب مستقبلا، خاصة في نهائيات كأس إفريقيا القادمة، حيث سيتواجد عدد كبير من الصحفيين، وقد يحاول كل على طريقته استفزاز المدربين.

وبضمان التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم، يكون المدرب الوطني قد ارتاح من الضغط الذي كان يعاني منه، وسيبدأ تحضيراته إلى المنافسة القادمة في راحة تامة، مع البحث عن التعداد المناسب، خاصة مع الوجه المشرف الذي ظهر به عدد من اللاعبين، وفي مقدمتهم رياض محرز الذي يكون قد أدى أحسن لقاء له منذ مجيئه إلى المنتخب رفقة المحترف فيغولي، لكن أتمنى ألا يكون فوز الطوغو بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة، فالمنتخب لايزال ينتظره عمل كبير، وهذا الجيل من اللاعبين لن يتركوا بصماتهم في الكرة الجزائرية إلا بتحقيق نتيجة إيجابية في نهائيات “الكان”، لأن هذه المنافسة لا تحتفظ في آخر المطاف إلا بمن يتوج بها، وذلك حقا سيكون أمرا صعبا على التشكيلة الوطنية ولو أن ذلك ليس مستحيلا، خاصة أن الدولة الجزائرية عادة ما تمنح المنتخب إمكانات كبيرة للمنتخب الوطني، غير أني متأكد أن بعض الأمور داخل المنتخب ليست على ما يرام، وعلى بلماضي تنقية وتصفية الأجواء قبل فوات الأوان.

تأهل المنتخب الوطني يجعل الاتحاد الجزائري يعمل دون ضغط على الأقل إلى شهر جوان القادم، تاريخ بداية نهائيات كأس إفريقيا، لكن الحقيقة التي لا بد من ذكرها، هي أن الكرة الجزائرية بعيدا عن المنتخب الأول تعيش مشاكل كبيرة أهمها استقالة التقنيين رابح سعدان وبوعلام شارف لأسباب قيل إنها تتعلق بتدخل بعض المتطفلين في عملهما، ما أجبرهما على رمي المنشفة، وهو ما سيعيد فئاتنا الشبانية إلى نقطة الصفر، وهي التي عرفت تطورا كبيرا في عهد التقني بوعلام شارف، في وقت فضل مسؤولو الفاف الإطار الإسباني على الجزائري رغم أننا خرجنا من تجربة فاشلة عندما كان التقني الاسباني مدربا للمنتخب الوطني.

لا أود إصدار أحكام مسبقة عن مستقبل الكرة الجزائرية، لكن الواقع يدل على أن كرتنا تسير نحو الكارثة، خاصة في طريقة تطبيق القوانين، فالكيل بمكيالين هي السمة السائدة في مكاتب هيئاتنا، فلم أكن أتصور يوما أن كل مسؤولي الاتحاد والرابطة يدافعون عن أنديتهم في وضح النهار، حتى أن هناك من لا يزال رئيسا لفريقه، ويسير الكرة الجزائرية.

أبدا لم تصل الكرة الجزائرية إلى هذا المستوى الضعيف في التسيير، فعندما تصبح ملاعبنا أسبوعيا أماكن للعنف والرشوة والمحسوبية، فما عسانا أن نفعل سوى أن نطلب من وزاراتنا التدخل قبل فوات الأوان، وأن لا ندخل منتخبنا الأول وكل المنتخبات في مشاكلنا الأسبوعية لأن “الخضر” فوق كل اعتبار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جزائري حر

    أنصحك أن تبدل الستيل تاعك في الكتابة لأن الجزائرين بدؤوا يستفيقون بدؤوا يعلمون أو أولاد الحركى لن يتربوا وجب إعلان ثورة ضدهم لأنهم لا يحشمون بل ما عندهم حتى حاجة يحشمو عليها لان أبائهم أساؤوا إليهم حين خانو وطنهم من أجل لقمة تقيهم شر مغص بطونهم. خان وطنه على جال كرشو.