“الخضر” في ظروف استثنائية

يخوض المنتخب الوطني مباراتين، أمام بوتسوانا هذا الجمعة بمدينة فرانسيس تاون، والموزمبيق الثلاثاء القادم، بملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو لحساب الجولتين الخامسة والسادسة من التصفيات المؤهِّلة لمونديال 2026 في ظروف صعبة جدا واستثنائية، خاصة بعد إصابة ثمانية لاعبين أغلبهم أساسيون، زد على ذلك، أن اللقاء الأول المقرر هذا الجمعة يُلعب على الساعة الثالثة زوالا، وتحت درجة حرارة عالية قد تصل إلى 30 درجة، واللاعبون صائمون، وهو ما قد يؤثر على المردود العامّ للتشكيلة الوطنية، التي فضلت السفر على غير العادة أربعة أيام كاملة قبل موعد المباراة، وفي رحلة خاصة، وهو ما قد يقلل من المعاناة التي تنتظر زملاء القائد رياض محرز المجبرين على العودة بنتيجة إيجابية للبقاء في الصدارة والتأهُّل إلى نهائيات كأس العالم 2026 المقررة السنة القادمة بالولايات المتحدة المكسيك وكندا.

المدرِّب الوطني، بيتكوفيتش، في خرجته الإعلامية، أكد أنّ على كتيبة المحاربين العمل على مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية التي سجِّلت في بداية التصفيات، مؤكدا أن المقابلتين أمام بوتسوانا والموزمبيق “مهمّتان في رحلة التصفيات، وعلينا تقديم الأفضل وخوض كل لقاء بـ100 بالمائة من إمكاناتنا”، وهي اللغة التي تحدَّث بها مع اللاعبين في أول التدريبات، مطالبا إياهم ببذل قصارى جهودهم للبقاء في الريادة، رغم هاجس الإصابات الذي ضرب المنتخب، إذ لم يسبق له أن عانى من هذا العدد المرتفع للّاعبين المصابين، وهو ضغط كبير على الطاقم الفني المطالب بإيجاد الحلول اللازمة والمستعجلة، وعلى اللاعبين وخاصة الكوادر على غرار محرز وماندي وغيرهم المطالبين هم أيضا بمباغتة المنتخب البوتسواني في عقر داره والعودة بنتيجة إيجابية تعبّد طريق التأهل للعرس العالمي المقرر السنة القادمة.

المتتبعون لمشوار المنتخب الوطني منذ مجيء المدرب بيتكوفيتش يكون قد لاحظ أنه أعاد الهدوء إلى المنتخب، وبعث المنافسة بين اللاعبين، فالمتتبع للقائمة التي استدعاها لمواجهتي الموزمبيق وبوتسوانا يلاحظ أنه اعتمد على اللاعبين الذين سبق أن عمل معهم من قبل، والذين وضع فيهم كل ثقته، مع الاعتماد أيضا على اللاعبين الأكثر جاهزية، مع ترك الباب مفتوحا لكل من بإمكانه تقديم الإضافة، إذ أعاد بلايلي إلى المنتخب، وقال إن الوقت أصبح مناسبا لعودته إلى التشكيلة الوطنية، والجميع ينتظر منه الإضافة، في ظل أزمة الصيام والإرهاق والإصابات التي يعاني منها المنتخب.

مباراة الجمعة أمام المنتخب البوتسواني قال عنها الناخب الوطني إنها غير مصيرية لكنها حاسمة من ناحية النتيجة، خاصة وأنه قال إنه يحترم المنافس الذي حضّر للمواجهة منذ عدة أيام، لاسيما في حالة الفوز، لأنه سيعبد له الطريق إلى المونديال والفوز بالمقابلة يسهِّل المهمة في اللقاء الثاني أمام الموزمبيق بتيزي وزو، علما أنّ الموزمبيق هو المنافس الأوّل الآن للمنتخب بنفس عدد النقاط (9 نقاط لكلّ منهما)، مع فارق الأهداف لصالح المنتخب الجزائري.