-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الخطاب الحالق.. الذي نخشاه!

محمد سليم قلالة
  • 3978
  • 14
الخطاب الحالق.. الذي نخشاه!

…وكأننا اليوم لم نعد نستمع إلا لخطاب الحِدّة، خطاب البحث عما يفرقنا لا عمَّا يجمعنا. الخطاب الحالق للدين والعرض والأرض.

خطاب التشدد ورفض الآخر وعدم القَبول بالحلول الوسطية، أصبح هو الذي يُحرِّكنا أكثر من خطاب العلم والحكمة والاعتدال والعقل.

خطاب حاد نخوض به معركة ضد بعضنا البعض وكأنها بين عدو وعدوه، لا بين جزائريين أبا عن جد تربطهم رابطة الدين والتاريخ والوطن. هل نحن اليوم بصدد مواجهة أجنبي محتل أو غاز جديد لبلدنا؟ أم بصدد مواجهة بعضنا البعض ونحن لا ندري؟ 

كيف ننسى حقيقة المتربصين بنا من كل جانب، والمستثمرين في خلافاتنا، والمُشجِّعين للتناحر بيننا؟ كيف ننسى أن المعركة الحقيقة ليست بين أبناء الشعب الواحد، بل بين هذا الشعب بجميع مكوناته ومَن يتربص به الدوائر طمعا في نهب ثرواته وإذلاله مرة أخرى؟

لقد جانبنا الصواب بالأمس قبُيل العشرية السوداء عندما تطرفنا في الخطاب ضد بعضنا البعض، وحدث ما حدث لنا، وذهب عشرات الآلاف ضحية ذلك، كانت أغلبيتهم الساحقة من أبناء الشعب البسطاء… ونُجانبه اليوم وسنُجانبه غدا إذا ما تطرفنا في مواقفنا مرة أخرى في مسائل لها علاقة بالهوية أو الدين أو السلطة. وإذا لم نبحث فيما يجمعنا أكثر فيما يُفرِّقنا، أي ما لم نعتمد منهجية إصلاح ذات البين أسلوبا في حياتنا باعتبارها جوهر ديننا وثقافتنا، بدل سياسة إفساد ذات البين التي أصبح يُشيد بها أكثر من طرف؟

مؤشر خطير ينبغي أن نخشاه، هذا الذي أصبحنا نرى الجزائري من خلاله متعلقا بالحِدَّة أو المواقف الصفرية الحالقة، عبر فيديوهات التواصل الاجتماعي، وعبر التعاليق المجهولة في معظمها على الأخبار الالكترونية، وحتى عبر شاشات التلفزيون الوطنية والأجنبية التي يفترض أن تكون أكثر واقعية وانضباطا.

وكأن صوت العقل قد غاب، وكأنه علينا نحن الجزائريين، على خلاف السُّنَن الإلهية، أن نكون صورة نمطية لبعضنا البعض لا تنوع فيها ولا ألوان ولا اختلاف في الدرجات، وأن كل تمايز بيننا أو اختلاف في وجهات النظر، حتى داخل البيت الواحد، هو بالضرورة تنافر وتناحر، وليس تنوعا وتكاملا.

بكل تأكيد إن ضيق الأفق، وغياب الرؤية الشاملة، وضيق مساحة الأمل لدى الناس، وقبل ذلك الجهل الحاكم بيننا والمُطبِق علينا، هو من يُغذِّي هذه الحالة… وليس أمامنا سوى إيجاد الدواء لكل هذا، وأول الدواء هو نشر العلم والوعي بين الناس. هل قرأنا الحديث الصحيح:

” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى قال صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة”… كم مِناّ سعى لإصلاح ذات البين بدل الاستمرار في الخطاب الحالق هذا ظنا منه أنه يُحسن صُنعا؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • بدون اسم

    لماذا ابنتها تدرس في المدرسة الخاصة و هى مفرنسة اى تقبل بالفرنسية ولا تقبل بالامازيغية شيئ محير من طرف برلمانية

  • بدون اسم

    أعتقد ياسليم أن قضية ألهوية الشمال افريقية قضي الامر فيها
    مازال فقط قليل من الميكروبات تضع العصا بين الدواليب
    وللتأكيد بان هويتنا شيء مقدس لايمكن لا لعباسي مدني ولانعيمة صالحي ولا ليلى علوي ولا زيطوط مسحها كما مسحوا بلدانهم بالخيانة و..
    اسبانيا فرنسا والعرب*العلويون* 1957حاولوا بالقنابل الكيمياوية والقنابل العادية بالمغرب مسحها لكن .. حاول عرب الجزائر وتونس وليبيا بمساعدة الصهاينة وايضا فشلوا
    لاخوف ياسليم على هويتنا ومستقبلنا

  • habitoucheamar

    هذه التعاليق الواردة لا تخدم الموضوع المطروح من طرف الاستاذ سليم الداعي الى التعقل والتوءدة وحل مشاكلنا بالطريق الحضارية الايجابية لتفويت الفرص على الاعداء لكي لا ينالوا منا ولكن المتمعن للواقع الجزائري يرى العجز الفضيع في أداء الادارة الرديء وما لحق به من فساد وعليه اعتقد من \اراد أن يدلي بدلوه أن يرى هذا الواقع بكل عناصره ومقوماته حتى اذا اقترح حلولا يجب أن تلمس جميع المساهمين في المشهد الجزائري و لا يكيل بمكيالينو لايقف مع الواقف طمعا فيه او مغازلته لتضليل المتتبع والتملق للمتنفذ .

  • انشر الله يرحمك

    أقسم بالله إنك عميل الموساد. رائحتكم ومكركم والكيد وتشطين وتحريميت معروفة عندنا.
    تريد تزرع الفتن بين الجزائريين!! ان شاء ربى يخرب كل كيدكم ويجعل فتنة بينكم

  • خالد الجزائري

    وهل نحن نعمل بالسنة والقرآن ؟لو كان ذلك ماكان هذا حالنا ثم كفانا عنصرية تجاه العرب فهم اخواننا وكانوا دائما بجنبنا ثم جزء كبير من الشعب الجزائري من أصول عربيةهلالية والكثير الكثير امتزج عن طريق التزاوج والأكثر تعرب كفانا فتنة وعنصرية ثم ان نعيمة صالحي عبرت عن رأيها فهي لا تقبل امازيغية مفرنسة لمنطقة القبائل ولا يمكن لأي جزائري انكار ذلك اي تفرنس منطقة القبائل فجولة في شوارع تيزوزو و لافتات محلاتهاتثبت ذالك فاستثمار الاستعمار من خلال التبشير والفرنسة اتى اكله فإشكال الهوية لم يكن موجود قبل مجيئه

  • نصيرة/بومرداس

    منذ ان اصبحت التعددية في الجزائر ونحن نتشتت بدءا بالعشرية السوداء وصولا الى ما نحن عليه اليوم

  • بدون اسم

    (ذوي الاصول العربية هم من يحاربون الجزائر) انتبه جيدا لما تقول ولا تتهم عرب الجزائر ولا تنجر وراء عواطفك فكل عرق آدمي فيه الصالح والفاسد , ولا تكترث وتهتم بما يفعله السفهاء منا في بلادنا, فنحن امة اسلامية واحدة, المهم ان تتبع ربك ونبيك. تغمدنا الله برحمته.

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا ..
    مشكلتنا هي
    غياب أو غابت البساطة ، القناعة بين شريحة واسعة في المجتمع ،
    أصبحت نظرتنا للأشياء سطحية ، مادية ،
    طبايعنا تبدلو بالبزززاف ،
    تبراااادي شا يجيب كنا موتى واليوم رانا عايشين !!؟
    - العنف العائلي - المدرسة الأولى للتربية
    ساهمت في رفع بورصة الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع ووو ... !
    وشكرا

  • محمد

    بارك الله فيك يا أستاذ..والله إن العين لتدمع لما آلت إليه الجزائر ولا هناك من يصلح.
    أشد أعدائنا كما قلت هو الجهل وغياب الوعي. والوعي الذي هو جزء كبير من الحكمة لايحصل عليه إلا من كان غير متعصب متفتح على كل الآراء والأفكار. فكل شيء له زوايا متعددة. وكل ماحسبناه حقيقة مطلقة هو ليس كذلك. بل هناك جوانب أخرى لكل شيء مهما حاول بعضهم تقديس بعض الأفكار والمعتقدات بدون أي علم وبدون أي دليل قوي. أغلبنا كسالى العقول. يرى في بحثه عن الحقيقة والقراءة مشقة كبيرة
    نعم الدواء هو نشر العلم والوعي، خير ماقلت.

  • زائر

    الحل بسيط والدواء موجود لمن اراد ذلك, وهو الرجوع باخلاص الى كتاب الله وسنة نبيه, اما هذه المظاهر الفاسدة للمجتمع من خطاب التشدد ورفض الاخر وما ذكرته وغيره كثير, ما هو الا نتيجة اغراقنا وتقبل الكثير منا لقوانين وافكار و ايديولوجيات وغيرها من طرف حضارة علماية زائفة والتي من اهدافها تمزيق الاسرة الواحدة فكريا وعمليا فما بالك بالمجتمع والامة. والله تعالى يبتلينا بعصياننا وتمردنا عل شريعته, ومن مظاهر هذا الابتلاء ان يجعل الفتنة بيننا بالقول او حتى بالفعل وما تعيشه بلادنا لخير شاهد على ذلك.

  • بدون اسم

    صالحي نعيمة *البرلمانية التي تمثل الخليجيين بالجزائر* وصالحي سليم *المغاربية* الممثل لاحفاد العرب ببريطانيا لاعلاقة لهم بالجزائر ولغة الجزائر وهوية الجزائر
    خلاصة القول
    ذوي الاصول العربية هم من يحاربون الجزائر
    ماعدا هؤلاء فالجزائر ثابتة وشامخة و..
    اسمحلي ياسي سليم الحديث والقرآن من يصغى ويطبق
    بالمقابل شعوب اخرى تتحد وتعمل بدون لاسنة لا قرآن

  • FARID

    وفي سنن أبي داود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية (4) » وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد (5) »

  • FARID

    وفي سنن أبي داود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية (4) » وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد (5) »

  • فوضيل

    ربما كلام الأستاذ موجه إلى السيدة النائبة نعيمة صالحي، وأنا بدوري أقول لها ألا تستحين بقولك هذا... سأقتل ابنتي لو تكلمت اللغة الأمازيغية، وإن كنت تشعرين ولو بالقليل من الشك في هذا الانتماء، فما عليك إلا بالبحث عن أصلك ونسبك ،ولو كنت أجنبية في هذه البلاد الأمازيغية ،فنحن سنحتضنك ونتعايش معك ،لأن الشعب الأمازيغي شعب كريم ومسالم ومتحضر ولا يهدد غيره بالموت ،وما بك بأبنائه كما تفعلين أنت مع ابنتك البريئة، متى يفهم أمثال هؤلاء يا أستاذ أن اللغة عند الله هي المحبة والتعايش والاحترام؟