-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الخوف من الهروب!

جمال لعلامي
  • 1252
  • 1
الخوف من الهروب!
ح.م
نورية بن غبريط

عندما تعلن وزارة التربية أن “لا عطلة” قبل 30 جوان، فهذا يعني في ما يعنيه، أن الوصاية تتخوّف من “هروب” التلاميذ والأساتذة، قبل هذا التاريخ، خاصة أن رمضان على الأبواب، لكن هل بهذه الطريقة تدار العطل؟ وهل بالتخويف يتمّ إمساك “الهاربين” ومنعهم من البقاء في المدارس إلى غاية هذا التاريخ الذي يبدو أنه سيكون طويلا على الجميع؟
بالمقابل، ليس بعيدا عن المشكلة، وزارة التعليم العالي، تأمر مديري الجامعات، بالشروع في تحضير الدخول القادم، وتأمرهم بأن هذا الدخول الجديد سيكون يوم 15 سبتمبر، كأقصى تقدير، ولكم أن تتصوّروا يا عباد الله، لماذا الوزارة “مقلقة” على الدخول وهي “حاصلة” في الخروج، في ظل احتجاجات الطلبة، وعدم إنهاء الموسم الجاري، وتأخير المناقشات وتعطل الامتحانات؟
المفروض أن تنشغل وزارتا المدارس والجامعات، بالطرق السلسة لإنهاء الموسم الحالي بالسلامة، خاصة في ما يتعلق بالامتحانات والشهادات النهائية، البكالوريا و”البيام” و”السيزيام”، إضافة إلى مناقشات الليسانس و”الماستر” والدكتوراه، أمّا أن ينغمس قطاعان حيويان في تأخير العطلة وتقديم الدخول الجديد، فهذا سيدخلهما في نفق آخر!
صحيح أن العدوى انتقلت إلى الجميع، فالأساتذة والمعلمون والتلاميذ والطلبة والإداريون، ينتظرون بفارغ الصبر العطلة، لكن ينبغي القول، بالمقابل، إن هناك من هؤلاء، من يعيشون العطل والهبل طوال الموسم الدراسي، وعندما يقترب الصيف، يُفتح النقاش للمواضيع التافهة وتلك التي لا تسمن ولا تغني من جوع، اللهمّ إلاّ إذا تعلق الأمر بالراحة و”التشماس”!
عقلية “الكونجي” هي التي دفعت الوزارتين إلى تسبيق تعليماتها وأوامرها بشأن نهاية الموسم والدخول الجديد وتواريخ الامتحانات الرسمية، لكن الواقع يقول، إن العطلة تبدأ دائما قبل الأوان، لأن الجميع متواطئ، والجميع يُريد أن ينصرف إلى العطلة، والجميع متورط في سرقة الوقت، على حساب القانون والأخلاق والقيم، وبعدها فلتصدر الوصاية أمرياتها أو لا تصدر، فالأمر سيان!
نعم، إن مرض “راقدة وتمونجي وتستنى الكونجي”، استشرى، وللأسف تحوّل من العدوى إلى الوباء، يزحف من قطاع إلى آخر، ولم يعد يهدد “حياة” المدرسة والجامعة فقط، وإنـّما أغلب، بل كلّ القطاعات تعاني منه، ولو أن بعضها يريده أن يكون صامتا و”سامطا”، حتى تكون فاتورة الدواء بأقلّ التكاليف، حتى وإن كان آخر العلاج الكيّ!
في النهاية، فإن الأهم في المهمّ، هو الحصيلة، وكشوف النقاط التي سيخرج بها التلاميذ والمدرسة، والعبرة بلا شكّ ليست بتقديم العطلة أو تأخيرها، وإنّما في ما قدّمه الأستاذ والمعلم والتلميذ والطالب، وهذه هي الطريقة الوحيدة، والطريق الأوحد لقضاء عطلة مريحة وبلا مشاكل!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • نصيرة/ بومرداس

    التلاميذ هم من اصبح يقرروا يقرر العطلة و بعض الاساتذة يباركون ذلك لاخذ عطلة مجانية