-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صورة المتاجرة بالنساء في عصر الانحطاط تتكرر لدى "داعش" وأخواته اليوم

الدراما التاريخية و”مظلومية” المرأة.. بين الجواري وأسواق النِّخاسة!

الدراما التاريخية و”مظلومية” المرأة.. بين الجواري وأسواق النِّخاسة!
أرشيف

تعيد قنوات تلفزيونية عربية بين الفينة والأخرى عرض مسلسلات تاريخية وملحمية سابقة، فمثلاً عرضت قناة «أم بي سي 4» مؤخرا وعلى التوالي مسلسلي “سرايا عابدين” بجزأيه و”سمرقند” وهما ينتميان بطبيعة الحال إلى فئة السرديات التاريخية التي لا تخلو من فانتازيا وفبركة وتحوير واختلاق وتعنى أساساً برصد وسبر عوالم القصور والبلاطات الحاكمة الباطنة والمخفية في تلك العصور الغابرة وما تعجّ به من قصص وحكايا قوامها المؤامرات والدسائس والانقلابات.
لكن ما يلفت النظر أكثر من أي ملمح آخر حجم الذل والامتهان اللذين كانت تعانيهما المرأة تاريخياً خلال تلك الحقب، الأمر الذي مازالت ضاربة جذورهما وتقاليدهما إلى يومنا هذا لجهة تهميش المرأة واحتقارها والحط من شأنها وغمط حقوقها والتعامل معها كإنسان قاصر.
فأسواق النخاسة والنساء «الجواري» وعمليات بيعهن وشرائهن تشكل أحد أبرز معالم ومحاور اشتغال وانتظام الاجتماع المتخلف أنذاك، وتمثل نقطة ارتكاز البناء الدرامي لهذه الأعمال، حيث تغص بلاطات السلاطين والملوك وكواليسها بالمستعبدين والجواري وسط تفشي طقوس وممارسات الاسترقاق والاستعباد وبيع وشراء النساء. ويتم إماطة اللثام في معظم تلك الأعمال ولو من دون قصد عن مدى هول وجع النساء «الجواري» وعذاباتهن البادية والجوانية (وهل ثمة أكثر امتهاناً لكرامة الإنسان من بيعه وشرائه وتسخيره)، لكنّ مكائدهن أيضاً ودورهن في مجريات أحداث القصور والممالك حاضران أيضاً وبقوة.
ولعل أكثر ما يتبادر الى ذهن المتلقي وهو يشاهد هذه الأهوال والفظاعات الواقعية جداً، هو تكرار التاريخ نفسه. فإن بدا لوهلة أننا حيال ممارسات آفلة وبائدة تنتمي لعصور الانحطاط والبدائية وأن الرق والنخاسة والاتجار بالنساء باتت تقاليد منقرضة، لكن واقع الحال أن «داعش» وأخواته من منظمات إرهابية يبعثونها حية وبآليات أكثر توحشاً. فآلاف الفتيات القصر والنساء السوريات والعراقيات وفي شكل خاص الكرديات منهن لاسيما الإيزديات، مازلن حتى لحظة كتابة هذه المادة يبعن ويشترين في مناطق سيطرة «داعش» و”الائتلاف السوري” كما عفرين وإدلب… وياللانحطاط فما أشبه الليلة بالبارحة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!