الديوك “فرنسية” والصياح “عربي”!

فوز المنتخب الفرنسي ببطولة كأس العالم هو فوز المنتخب الأكثر تنظيما وليس المنتخب الأفضل فنيا، هذا ما قاله معظم المحللين والفنيين، وأبرزهم الوزير التونسي الأسبق طارق ذياب بقناة “بي إن سبورتس” القطرية!
لكن وبعيدا عن أجواء الاحتفالات بفوز الديوك الفرنسية، كان هنالك صراع متجدد للديوك العربية عبر الفضائيات والقنوات التلفزيونية، وتحديدا عقب ظهور أمير قطر على المنصة الشرفية بملعب موسكو، إذ تسلم قبلها راية تنظيم كأس العالم التي ستحتضنها الدوحة في عام 2022 !
وأبرز “ديك” متعصّب كان يصيح دون تعب، هو الإعلامي المصري أحمد موسى عبر فضائية “صدى البلد”، حيث تحدى الجميع أن قطر لن تنظم كأس العالم لأنه يستحيل أن يتوافد سكان الأرض على بقعة “تمول وتصدر وترعى الإرهاب الدولي” مثلما قال!
موسى الذي يكره قطر وتركيا ويؤيد نظام السيسي بشكل أعمى، علق ساخرا على وضعية أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وهو –بحسب رأيه- “شبه معزول” في المنصة الشرفية، رغم أن جميع من شاهد الصور من بدايتها سيدرك أن موسى يؤلف كلاما من خياله، فالأمير القطري (والشهادة لله) تباحث مع الرئيس الروسي بوتين وتبادل الضحكات مع ماكرون الفرنسي ومع رئيسة كرواتيا الجميلة ومعظم الحضور، وبالتالي فكلام موسى، لا أساس له، وهو يشبه تعليقه الساخر على موكب الرئيس التركي أردوغان حين ذهب لأداء اليمين الدستورية قبل أيام، وكيف تم إخلاء الشوارع له، ناسيا أو متناسيا، أن موكب السيسي فعل الأمر ذاته وهو في طريقه لأداء القسَم أيضا (والفيديو موجود عبر اليوتيوب)!
في الجهة المقابلة، كان الإعلام القطري مُركّزا على الأمير تميم تركيزا شديدا، كما وضعت “بي إن سبورت” كاميرا خاصة لرصد كل تحركاته، لدرجة أنك عندما تشاهد الصور الآتية من التلفزيون الروسي (المصدر الرسمي)، لا تجد أثرا لتميم إلا نادرا، أما إن انتقلت لـ”بي إن” فتميم هو البطل، والكل في الكل، حتى كاد حضوره في النهائي ينافس حضور غريزمان ومودريتش!
الإعلام القطري هلّل أيضا لتصرف الأمير تميم حين ترك مقعده في الصف الأول لزوجة الرئيس الفرنسي حتى تجلس بجانب زوجها معتبرا الأمر “أناقة أميرية تستحق الثناء”، ورغم أننا نبارك هذا “السلوك” فنحن نتمنى معه أن لا تترك قطر مكانها لدولة أخرى من أجل تنظيم البطولة بعد 4 سنوات.. نتمنى ذلك حقا، وليس بنية خبيثة مثلما يتوقع المصري أحمد موسى وغيره من إعلاميي الفتنة!