الدّارجة العاصمية أعذب مِن الفرنسية إلّا عند مَن في أذنه صمم أو رديء المزاج

تأهّل اتحاد العاصمة مُمثّل كرة القدم الجزائرية بِجدارة واستحقاق، مُجتازا عقبة الجيش الملكي المغربي، نحو نصف نهائي كأس الاتحاد الإفريقي للعبة.
وكان كلّ شيء في بيت الاتحاد يبعث على الفخر والاعتزاز، إلّا صوت نشاز مصدره لسان رئيس مجلس إدارة نادي اتحاد العاصمة سيد أحمد أعراب.
وفضّل أعلى مسؤول في إدارة نادي الأحمر والأسود التحدّث بِالفرنسية للقناة الإلكترونية لِفريقه الكروي (تغريدة “تويتر” المُدرجة أدناه)، بعد حصدِ بطاقة التأهّل. وبدا الرّجل وكأنّه يُهنّئ جماهير أندية تولوز وسانت إيتيان وستراسبورغ وماتز!
الرئيس سيد أحمد أعراب يشيد بالتأهل ويوجه رسالة للأنصار.🎙️📽️ pic.twitter.com/FVc7kJLuYu
— USM Alger (@USMAofficiel) May 1, 2023
إذا كان سيد أحمد أعراب لا يُجيد العربي الفصيح، وهو احتمال قوي جدّا، وقد لا يُعاب عليه. فما باله يتخلّى عن الدّارجة المستعملة في سوسطارة والقصبة وباب جديد و…؟ هل لغة “فولتير” أعذب من لسان ابن باب الوادي؟ هذا مُستحيل.
لا تحتاج الدّارجة العاصمية إلى دراسة في اللّسانيات أو علم الاجتماع، لِإثبات نقائها وموسيقيتها. ويكفي أن تُجالس أبناء العاصمة والسكّان القدماء تحديدا، أو تستمع إلى أغاني الشعبي (الهاشمي قروابي، دحمان الحرّاشي، كمال مسعودي، عبد المجيد مسكود، اعمر الزّاهي…)، لِتكتشف خلوّها من المفردات الفرنسية.
خذ مثلا آخرَ عن صفاء الدّارجة العاصمية، لسان “عمّي العربي” والفتى “مراد بن صافي” في فيلم “أولاد نوفمبر”، وأيضا “علي لبوانت” في فيلم “معركة الجزائر” (شريطا الفيديو المُدرجان أدناه).
توجد حقيقة يجهلها البعض، فحواها أن المسؤول في الإدارة بِالعاصمة (رياضية أو في مجال آخر)، يُفضّل الفرنسية ويُصرّ على نطقها، لأنّه يخجل من لهجة المنطقة (الداخلية) التي وُلد وترعرع بها. وبِعبارة أخرى، يستغيث بـ “موليير”، لِتبديد الآثار… رُفعت الأقلام وجفّت الصّحف.
عمي العربي مجاهد حقيقي و مراد بن صافي عاش باسم الممثل رحمهم الله جميعا ❤️
🇩🇿🌙🌐 أبطال في الواقع و أبطال حتى و هم يمثلون 🎬📽️ pic.twitter.com/xGJzecV2Au— khelifi mohamed (@khelifimes) October 28, 2022