-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في أول اتصال له بالرئيس تبون بعد إعادة انتخابه

الرئيس الفرنسي يعيد ترتيب علاقاته مع الجزائر

محمد مسلم
  • 4337
  • 0
الرئيس الفرنسي يعيد ترتيب علاقاته مع الجزائر

بدأت العلاقات الجزائرية الفرنسية تستعيد عافيتها تدريجيا منذ إعادة انتخاب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون لعهدة رئاسية ثانية، وجاءت المكالمة التي أجراها الرئيس عبد المجيد تبون، الخميس مع نظيره الفرنسي، لتؤكد هذا التعافي.

وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، إن الرئيس تبون، أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي “جدد له فيها تهانيه بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الفرنسية”. كما نقل البيان “شكر” الرئيس الفرنسي، نظيره الجزائري “على لفتته الكريمة ومشاعره النبيلة”.

وأوضح البيان أن الاتصال الهاتفي “سمح للرئيسين، باستعراض العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في عديد المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين، وكذا مستجدات قضايا إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك”.

في الجهة المقابلة، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس براس) بيانا صادرا عن قصر الإيليزي جاء فيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى مباحثات هاتفية مع قادة سبع دول من بينها الجزائر وتركيا ومصر وجنوب إفريقيا والسنغال وموريتانيا وجزر القمر، من أجل تنشيط العلاقات بعد فوزه بولاية ثانية.

وذكر بيان الرئاسة الفرنسية أن الرئيسين تبون ماكرون “جددا تأكيد عزمهما على مواصلة الديناميكية الإيجابية في العلاقات الثنائية بين فرنسا والجزائر”، التي لم تستعد حيويتها إلا قبل أسابيع قليلة، بسبب ممارسات وتصريحات مستفزة في نظر الجزائريين، كان ماكرون قد وقع فيها، وأدت إلى استدعاء الجزائر سفيرها محمد عنتر داوود من باريس للتشاور.

وقبل أيام قليلة من إعادة انتخاب الرئيس الفرنسي في جولة الإعادة في 24 من شهر أفريل المنصرم، وافقت الجزائر على استقبال وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان، وهي التي سبق لها أن رفضت استقبال رئيس الوزراء، جون كاستاكس في أكثر من مرة، قبل إجراء الدور الأول من الانتخابات الفرنسية، بداعي حرصها على البقاء بعيدة عن التجاذب الانتخابي الذي كانت فرنسا مسرحا له شهر أفريل.

وبعد إعلان فوز ماكرون بعهدة رئاسية ثانية، هنأ الرئيس تبون نظيره الفرنسي على الانتصار “الباهر”، واستغل هذه المناسبة لدعوة ماكرون إلى زيارة الجزائر، وهي الدعوة التي تمت تلبيتها من الجانب الفرنسي، وأشارت تقارير إعلامية متواترة إلى أنها ستكون خلال الشهر الجاري.

الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إلى الجزائر، سوف لن تكون الأولى، فقد سبق له أن زارها كمرشح للانتخابات الرئاسية في فيفري 2017، ثم لم يلبث أن زارها مرة أخرى في بداية ولايته الرئاسية الأولى وكان ذلك في ديسمبر من السنة ذاتها.

وتشكل بوادر الانفراج الحاصل في العلاقات الجزائرية الفرنسية، متنفسا مهما لباريس التي يعاني تواجدها العسكري في منطقة الساحل من أزمة كبيرة ولا سيما في مالي، أين فشلت كل المساعي الفرنسية في إعادة مد الجسور مع السلطات الماسكة بزمام الأمور في باماكو، والتي تحولت إلى خصم لفرنسا بسبب سياسات هذه الأخيرة في المنطقة.

هذا الهاجس كان من بين المسائل التي تمت مناقشتها بين الرئيسين الجزائري والفرنسي وفق ما جاء في برقية وكالة الصحافة الفرنسية، التي أوضحت أن الرئيسين تطرّقا كذلك إلى “الأزمات الإقليمية ولا سيما مالي، واتفقا على تعزيز التنسيق بين البلدين حول هذه المسائل”.

وتملك الجزائر علاقات قوية مع المجلس العسكري الحاكم في باماكو، إذ تعتبر متنفسها الوحيد بعد الحصار المفروض على مالي من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “سيدياو”، وهو ما يجعل الدور الجزائري أكثر من حيوي بالنسبة لفرنسا في هذه المنطقة، ولا سيما بعد التصعيد الذي تمارسه السلطات المالية ضد الوجود الفرنسي، الذي تتهمه باماكو بدعم الإرهاب وزرع بذور الفتنة في هذا البلد.

عودة الروح إلى العلاقات الجزائرية الفرنسية مدفوعة بحاجة البلدين لبعضهما البعض في بعض الملفات الحساسة، باتت رأي العين، إلا أن ذلك يبقى رهينة خطوات على الفرنسي أن يخطوها على صعيد ملف الذاكرة، وهو أمر لا يتطلب سوى القليل من الإرادة، لأن ماكرون في عهدته الثانية والأخيرة ومن ثم فليس لديه ما يخسره.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!