-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أربع سنوات مضت على الحراك الشعبي الأصيل

الرئيس تبون ينقل الجزائر إلى عهد جديد في ظرف قياسي

سفيان. ع
  • 2819
  • 1
الرئيس تبون ينقل الجزائر إلى عهد جديد في ظرف قياسي
أرشيف
رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون

سيبقى يوم 22 فيفري 2019، معلما خالدا في ذاكرة الأجيال الجزائرية اللاحقة، لأنه شكّل نقطة مفصلية بين عهدين مختلفين جذريّا، بين زمن الفساد ونهب المال العام وترهل الدولة وتحكّم القوى غير الدستورية في دواليبها وانحسار دورها الإقليمي والدولي، وبين عصر بسط القانون وسيادة السلطة العامة وفرض العدالة وتحقيق كرامة المواطن وبروز الجزائر فاعلا مركزيا في الفضاء الإفريقي والعربي وحتى الدولي.
وما حقق الجزائريون تلك المعجزة الحضارية في تاريخهم المعاصر إلا بفضل الحراك الشعبي المبارك الأصيل، ذاك الملحمة الأسطوريّة التي تلاحم فيها الشعب مع جيشه المغوار سليل جيش التحرير الوطني، الذي احتضن أشواق الجزائريين في الحرية وإنقاذ الدولة من مخالب العصابة، حتّى عبرت إلى شاطئ الأمان، عبر المسار الدستوري الانتخابي الذي وشّح عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية، وقد كان تقلده لشؤون البلد، في سياق عاصف، سببًا رئيسًا، خلال ثلاث سنوات فقط، في إعادة هيبة الدولة والطمأنينة للمواطنين وفتح الآمال عريضة أمامهم في جزائر جديدة ضامنة للحقوق والحريات وأسس الديمقراطية، لما تحلّى به من صدق وجدية وحكمة وحنكة وخبرة واسعة، وقبل ذلك كله شجاعة كبيرة في مواجهة كل التحديات الداخلية والخارجية.
وقد بدأت ملامح هذه الدولة المنشودة تظهر منذ مجيء الرئيس تبون إلى سدة الحكم، بعدما طوى صفحات من الظلم والفساد وفتح صفحة جديدة وحقبة جديدة لعصر جديد يستجيب لتطلعات الحراك الشعبي حراك أصيل باحث عن دولة الحق والقانون، لتجد البلاد في فاصل زمني جد قصير روح دولتها وتبني مؤسسات قوية تنهي عهد الحكم المظلم والاستبدادية والأوليغارشية.
وبمرور أربع سنوات على حراك الجزائر المبارك، قالت وكالة الأنباء الرسمية في برقية لها إنّ “الرئيس تبون استلم المشعل من الشعب ليباشر حراكه بتطهير دنس المشاهد السلبية التي كانت تعيشها البلاد من الفساد وكسر قوالب البيروقراطية التي كانت مصدر كل الألم التي عانت منها الجمهورية، ملتزما بقطع كلي لممارسات الماضي المشينة”.
وفعلا فقد كانت كل مؤشرات الجزائر قبل أربع سنوات في الخانة الخضراء، بينما اليوم ها هي تصنع وثبتها الاقتصادية والدبلوماسية وتتصدر إفريقيا في ثورة ضد الكيان الصهيوني وطموحها المشروع في عضوية مجلس الأمن الأممي، مثلما قادت العرب قبل أشهر قليلة حول قضاياهم القومية المصيرية، وعلى رأسها الملف الفلسطيني والليبي واليمني والسوري، لأنها لم تعد جزائر الهامش بل دولة المركز في كل المبادرات.
لذلك، يحق للجزائر اليوم الافتخار بشبابها الذي يبرهن يوما بعد يوم أنه جيل الابتكارات والانتصارات وهم من استعادوا كرامتهم بفضل إجراءات سمحت لهم بولوج عالم الشغل، سواء من خلال المناصب المفتوحة أو ريادة الأعمال عبر المؤسسات الناشئة، فضلا عن منحة البطالة التي صانت الكرامة.
قبل الحراك الشعبي كان الشباب الجزائري، لأنه مغلوب على أمره تحت حكم غير دستوري، أما اليوم فقد أصبح ينتج وينافس ويصدّر وهذا ليس بالشيء الهين، بل هو إنجاز كبير من ثمرات الهبة الوطنية.
لكل ذلك، لابد من الوقوف وقفة إجلال وتقدير، بعد أربع سنوات عند الجمعة الشهيرة ذات الثاني والعشرين فيفري 2019، أمام هذا الشعب العظيم الذي أنقذ الجمهورية وأعطى دروسا في التحضر والديمقراطية للعالم أجمع دون أن تسيل قطر دم واحدة.
ومن باب العرفان والامتنان بالجميل، وجب أن نقول للجيش الشعبي الوطني شكرا، فقد رمى بثقله لعودة سريعة إلى الشرعية المؤسساتية، وهو من جنّب البلاد المتاهات المظلمة، كيف لا وهو من سهر على حسن سير أول رئاسيات حرة في تاريخ الجزائر، رئاسيات قال فيها الشعب كلمته الفصل بكل حرية، ليختار بكل شفافية وسيادة انتخابية الرئيس تبون وبرنامجه الطموح بـ54 التزاما.
وبفضل تجسيد مجمل تلك الالتزامات الرئاسية على أرض الواقع، ها هي الجزائر تشق طريقها إلى العلا، وهذا ما أكسبه احترام الشعب كاملا الذي بات يؤمن بعظمة بلاده، متطلعا للعيش بسلام في جزائر قوية وآمنة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الحاج ابوحسين

    اللهم وفق ولي امرنا الى خير البلاد والعباد واعنه على قوى الشر اللتي تتربص بالجزائر الحبيبة