-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الراحل أرزقي نابتي.. خلد اسمه في ذاكرة الفن ورحل في صمت

صالح عزوز
  • 1362
  • 0
الراحل أرزقي نابتي.. خلد اسمه في ذاكرة الفن ورحل في صمت

يشغل اسمه إلى حد الساعة، مساحة كبيرة في ذهن محبي الفن الجزائري. تنوع حضوره على الشاشة الصغيرة في الزمن الجميل، كممثل ومساعد مخرج، لا يزال اسمه محفورا في ذاكرة الثقافة الجزائرية، معلقا على جدران الفن الهادف. قدم للمكتبة الثقافية تحفا لم ولن تنسى، هو الفنان الراحل روحا، لكنه مازال حاضرا فنيا، “أرزقي نابتي”، المعروف باسم “موح باب الواد”.

ابن بلكور… البار للفن وللوطن

هو ابن حي بلكور بالجزائر العاصمة، من مواليد 05 ماي 1926، شاءت الأقدار، أن يعيش يتيما. وهي الحالة الاجتماعية التي أقصت اسمه من مقاعد الدراسة. لذا، كان من الواجب عليه، التوجه للعمل في سن مبكرة، للتعرف على الشدائد وثقل عبء الحياة على البراءة. وفي المقابل، ليصنع من نفسه رجلا صغيرا، يعيل نفسه ومن هم حوله، ويؤسس لنضج كان في وقت مبكر، وكأن القدر أراد له طريقا آخر، في الحياة.

الإذاعة الخطوات الأولى نحو الأضواء

رغم أن أول دروسه في الحياة كان صعبا، إلا أن هذا لم يقتل روح رغبة في النجاح في الحياة، خاصة وقد كان مولعا بالمسرح والسينما، وكأنه كان يرى في نفسه جزءا من ذلك العالم. ولم يدم الوقت طويلا، حتى أصبح عنصرا ورقما مهما في المسرح الإذاعي، الذي وضعه على سكة الفن، وانطلق من مقر الإذاعة الثانية، نحو الهدف، من برنامج للأطفال، أنشأته السيدة “لا تسعديت” تهتم فيه بالأطفال الموهوبين في الفنون، وكان بمثابة المشكاة التي أضاءت درب “موح باب الواد” نحو الشهرة والنجومية، حيث شارك بعدها في العديد من الأعمال الفكاهية، بمساعدة مصطفى بديع.

سجنه بسبب علاقاته بالثورة

قسم له القدر نصيبا من حب الوطن، إذ ألقي عليه القبض سنة 1957، وكانت التهمة علاقته بديدوش مراد وذبيح شريف، وكانت النتيجة سنتين من السجن، وأفرج عنه سنة 1959، ليعود بعدها إلى الحياة والطرق على باب الشهرة من جديد.

تجربته الفنية خارج الوطن… وبعد عودته

ذاع صيته خارج الوطن، وهاجر إلى فرنسا، والتقى بالعديد من الوجوه المعروفة هناك، وشارك رفقتهم في العديد من الأعمال، وانخرط في المسرح المتنقل، وشارك في عدة جولات بفرنسا.. بعد عودته إلى الجزائر سنة 1963، أخذت شهرته مساحة كبيرة، وذاع صيته خاصة بـ “موح باب الواد”، في فيلم “الهزي”. شارك كذلك، في العديد من الأفلام، بقبعتين كما يقال، حيث جمع في حضوره بين الدراما والكوميديا، منها فيلم “الطريق” سنة 1967، لمحمد سليمان رياض، و”الخارجون عن القانون” سنة 1969، لتوفيق فارس، وكذلك في فيلم “ريح الجنوب” سنة 1975، لمحمد سليمان رياض، و”وقائع سنوات الجمر”، لمحمد لخضر حمينا، وكذا فيلم “عمر قتلاتو” سنة 1976، لمرزاق علواش، “من هوليوود إلى تمنراست” عام 1990، لمحمود زموري، وفيلم “امرأتان” سنة 1992.

توفي أرزقي نابتي يوم 28 أفريل، سنة 1994، عن عمر ناهز 68 عاما.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!