-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يجب تجنب الأشعة فوق البنفسجية عند ممارستها

الرياضة ممر إلى الصحة النفسية والجسدية

صالح عزوز
  • 1828
  • 0
الرياضة ممر إلى الصحة النفسية والجسدية
ح.م

إن ممارسة الأنشطة الرياضية أمر مهم في حياة الفرد، لأنها تساعد على الصحة النفسية والجسدية، وتساهم كذلك في الخروج من نفق القلق والتوتر الذي يعاني منه الكثير من الأشخاص، غير أن الكثير منا يتعلل بالمشاغل اليومية وضغوطات العمل ويتركها، بل تجد منهم من لا يمارسها منذ سنوات، فيقع في الكثير من الأعراض المرضية سواء النفسية أو الجسدية نتيجة إهمالها.
عن موضوع علاقة التمارين الرياضية بالصحة النفسية، تقول الدكتورة العايش أمال، مختصة في علم النفس العيادي: “أكدت العديد من الدراسات والأبحاث الميدانية أن الكثير من الأعراض النفسية السلبية، مثل القلق والحزن والآلام النفسية والجسدية تعرف انخفاضا تدريجيا بعد ممارسة التمرينات الرياضية، على الرغم من كون هذا الانخفاض يختلف من فرد لآخر، ومن هنا فالمطلوب من الفرد أن يهتم بممارسة نشاط رياضي معين، وأن يجد الوقت الكافي لذلك”.
ولتجنب العشوائية في تطبيق هذه الأنشطة الرياضية، وجعلها ممارسة أكثر فائدة ولها تأثير إيجابي، تضيف الأستاذة آمال العايش: “يجب أن يعرف الكثير من الأشخاص، أن التمرينات الرياضية متوسطة الشدة والمرونة، لها تأثيرات إيجابية على الصحة النفسية أكثر من التمرينات العنيفة أو الشاقة، وخصوصا بالنسبة للذين لم يعتادوا على ممارسة الرياضة من قبل، فليس الهدف هو الإجهاد والمشقة، ولكن الهدف هو بلوغ الحد الأدنى من تشغيل أجهزة الجسم، بالإضافة إلى أن جو التنافس أو الجو الجماعي المتفاعل أو في أماكن طبيعية مثل الحدائق تحت ظلال الأشجار لها تأثيرات ايجابية أفضل من الأماكن الأخرى، حيث تكون الفائدة اكبر على الصحة النفسية”.

قبل هذا، يجب الإشارة إلى أن ممارسة الرياضة ليست في أي حال من الأحوال بديلة عن العلاجات النفسية المتخصصة للاضطرابات النفسية، لكنها تساهم في تحسن حالات الاكتئاب المشخصة إذا كان المصاب يعالج اكتئابه بمضادات الاكتئاب في الوقت نفسه، ولا يمكن أن تفيد بدون هذا العلاج. كما أن الدراسات العلمية البريطانية كشفت أن الأنشطة والتمارين الرياضية تقلل من أعراض الاكتئاب وتساعد في علاجه، وتساعد كذلك على ذهاب الغضب والتخلص منه بحرق “هرمون الأدريالين” الذي يفرزه الإنسان في حالات التوتر والغضب والخوف الشديد، بالإضافة إلى هذا، فإن ممارسة الأنشطة الرياضية مهمة جدا، لما يواجهه الناس من ضغوطات نفسية وجسدية جراء الأعمال الروتينية التي يقومون بها على مدار الساعة، لذلك لو استطاع العلماء أن يضعوا ممارسة الرياضة في كبسولة دواء من أجل تقديمها للناس لفعلوا ذلك لما للنشاط الرياضي من آثار ايجابية على صحة الإنسان العامة، على حد قول الأستاذة أمال العايش مختصة في علم النفس العيادي.
ولهذه الممارسة شروط معينة يجب الالتزام بها من أجل التطبيق الجيد والمفيد لها وعنها تقول أمال العايش: “أولا، إجراء فحص طبي قبل ممارسة أي نشاط رياضي للتأكد من الصحة العامة، اختيار موعد محدد وثابت يومي لممارسة الرياضة، التدرج في التمارين والبدء في التمارين البسيطة، يفضل كذلك عدم التدرب بشكل فردي واختيار رفيق وصديق أثناء التمارين، وذلك يساعد على الاستمرار والمنافسة، واختيار الأماكن المناسبة للممارسة الرياضة الخالية من التلوث البيئي، الإحماء الجيد والتسخين قبل ممارسة النشاط الرياضي، ويجب شرب السوائل وعدم إهمال هذا الأمر لتفادي الجفاف ونقص الأملاح في الجسم، يجب ارتداء الملابس القطنية والابتعاد عن الملابس البلاستيكية التي لا تسمح بتبخر العرق، كما يجب اختيار الحذاء المناسب لنوع الرياضة التي تريد ان تمارسها”.

أما عن أفضل الأوقات لممارسة التمارين الرياضية، يفضل أن تكون في ساعات الصباح الباكر، حيث تعمل الرياضة على حرق الدهون لقلة نسبة السكر في الدم والتي تكون أقل من معدلاتها، فيأخذ الجسم احتياجاته من الطاقة من الدهون المخزنة فيه، وإذا لم يستطع ممارس الرياضة في فترة الصباح، فإنه يستطيع خلال فترة المساء بشرط أن يكون قد مضى على تناول الطعام فترة لا تقل عن ثلاث إلى أربع ساعات، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة الجو، فإذا كان هناك حر شديد أو رطوبة عالية، فإن جسم الإنسان سيفقد الكثير من السوائل والأملاح مع العرق، لهذا فإن الاعتقاد السائد بين الناس أن فقدان العرق يؤدي إلى فقدان الوزن هو اعتقاد خاطئ، فكلما فقد العرق عوضه بشرب السوائل فورا بسبب شعوره بالعطش، أما عملية نزول الوزن فإنها تحتاج إلى حرق الدهون المتراكمة في الجسم، وهذا الأمر لا يأتي إلا بالمجهود العضلي، لذلك يجب ممارسة الرياضة في الأوقات المناسبة وعدم ممارستها في أوقات الظهيرة، وخاصة من الساعة العاشرة صباحا حتى الرابعة مساء، لأن الأشعة فوق البنفسجية تكون قد انتشرت في هذه الأوقات وتشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان، لذلك تعتبر ممارسة الرياضة البدنية المنتظمة والاهتمام بالتغذية السليمة من الأمور المهمة للشعور بالحيوية والرشاقة، والظهور أصغر سناً، والوقاية من الأمراض الخطيرة خاصة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!