-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الزلقة بفلقة!

جمال لعلامي
  • 1494
  • 0
الزلقة بفلقة!
ح.م
والي المسيلة المقال حاج مقداد

إقالة والي المسيلة، لا تختلف كثيرا في شكلها، عن إنهاء مهام والي البليدة، قبل أشهر قليلة، الأخير رحل بسبب الكوليرا والأول بسبب الحفرة، ومثلهما غادر والي سكيكدة بسبب إهانته لمجاهد، في وقت سابق، ومثل هذه التنحيات، بوسعها نقل الرعب إلى كلّ الولاة ورؤساء الدوائر والأميار!

الحقيقة أن الفايسبوك وعدسات الفضائيات و”قنوات” المواطنين واليوتوب عبر مختلف مناطق الجزائر العميقة، أصبحت بمثابة اللعنة التي تطارد المسؤولين في مكاتبهم، وبينت الأحداث أن كلّ “زلقة بفلقة”، ولذلك أصبح هؤلاء يتهرّبون في أغلب الأحيان من التصريح، إمّا خوفا من التأويل والتهويل، وإما خوفا من زلة لسان تنتهي بقطع الرأس في اليوم الموالي!

كان إلى وقت قريب، يحدث عجب العجاب، دون أن يلفت انتباه الرأي العام، لأن يُولد ويُدفن في المكان الذي كان شاهدا على الحادثة، أمّا الآن في زمن التكنولوجيا لم يعد ممكنا إخفاء الشمس بالغربال، ولا التستّر على الفضائح والمهازل وسوء التسيير و”الحقرة”، ولذلك طار ولاة سكيكدة والبليدة والمسيلة، لأسباب تبدو “بسيطة”، لكنها كانت في عمقها عود كبريت بإمكانه إشعال نار الغضب واحتجاجات المواطنين!

المعزولون قد يفسرون قرارات التنحية، بما يرونه في خدمتهم، لكن المواطنين يعتقدون أن هذا “الزبر” هو تحصيل حاصل لعنجهية ولا مبالاة وتسيّب وإهمال مسؤولين لا يتحرّكون إلى بالوخز والإيعاز والمهماز والغمّاز، ولذلك حدث ما حدث لبعضهم، وسيحدث للبعض الآخر، إذا هم لم يستخلصوا من درس سابقيهم، ويعرفون جيّدا من أين تـُؤكل الكتف!

لا يُمكن أبدا “معاداة” المواطن، لأنه في البداية والنهاية، فإنه من المفروض أن الوزير والوالي والمدير والمير ورئيس الدائرة، هم في خدمته وتحت تصرّفه، أمّا وأنهم يتحوّلون إلى منغّص وبنزين يُلهب نار الغضب، فمن البديهي أن يقطع رأسهم سيف الحجّاج في أول خروج له من غمده!

الحقّ يقال، بشهادة مواطنين واعتراف مسؤولين، أن بعض الولاة والأميار ورؤساء الدوائر ومديري عدد من المؤسسات، تحوّلوا إلى “شواكر” لا يخافون ولا يستحون ولا يعتبرون، ووصل بعضهم إلى حدّ مخاطبة الناس بكلمات “دزو معاهم”، أو “رو تشتكوا” أو “ما عندكم ما أديرو” أو “أنا ديسيديت”، وهي كلها استفزازات وخطابات تكفر بمنطق التهدئة والعقلانية وامتصاص الغضب والتسيير الحكيم للأزمات!

ليس غريبا أن “يطير” والي المسيلة، فالصورة التي ظهر بها وفيها وعليها، خلال محنة “عيّاش” رحمه الله، كانت تنبئ بعزله، حتى لا يُحاسب غيره على ذنبه، وحتى اختيار الكلمات التي تفوّه بها أمام الملأ!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!