-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الزوج الشكاك ينافس المرأة في اختلاق الأوهام

نسيبة علال
  • 339
  • 0
الزوج الشكاك ينافس المرأة في اختلاق الأوهام

يأتي الشك في الطرف الآخر، في مقدمة الأسباب التي تدمر العلاقات الزوجية، وتحولها من مساحة أمان وود، إلى جحيم يومي، أكبر هم الطرفين الخلاص منه، خاصة الشك المبني على الباطل، أي غير المؤسس على أدلة أو مؤشرات. هذا النوع، عادة ما ينشأ في ذهن الزوج، ولا يفصح عنه بالطرق التي تفعلها المرأة، وإنما بالتضييق المبالغ فيه، وافتعال النكد. وغالبا، تفشل النساء في إدارته، وتبحث عن الانفصال.

تشير الأخصائية النفسية، خبيرة العلاقات، الأستاذة عقيلة دبوب، إلى أن: “شك الرجل يختلف تماما عن شكوك المرأة في العلاقة الزوجية. فبينما هذه الأخيرة تنطلق من الغيرة والشعور بالتهديد، في بناء أفكارها السلبية حول شريكها، فإن الرجل لا يشك، إلا إذا فقد الثقة في طرفين اثنين، الثقة في نفسه، بسبب ظروفه النفسية وضغوطات الحياة أو ظروفه الاجتماعية، والثقة في الطرف الآخر. وهذا، لا يحدث إلا لوجود أسباب ملموسة”.

من هنا تبدأ أزمات الزوجية

تؤدي بعض السلوكات الخاطئة، في العلاقة الزوجية، إلى خلق أزمات حقيقية، عادة ما تورث الشك، وتنتهي بالانفصال، من أهمها، أن يفتقد الطرفان مهارات التواصل والحوار بينهما، والترفع عن الاستشارة والاستعانة بالمختصين في المشكلات.

تعاني عفاف، 33 سنة، من حياة زوجية يملأها النكد والمشكلات، تقول: “سنتان أحاول فيهما فهم السبب الذي يجعل زوجي يعاملني بهذا السوء، ويحول عيشي إلى جحيم، يمارس علي الصمت العقابي باستمرار، ويرفض كل ما يأتي مني من مبادرات صلح، إلى أن أتى اليوم الذي واجهني بشكوكه..” تضيف عفاف، متحسرة: “لنقُل إنه اتهمني بالخيانة، وليس مجرد شك فقط.. في البداية، شعرت بأنه طعنني في كرامتي وفي شرفي، لكنني، قررت أن أتواصل معه بشفافية، بعد كل هذا الجفاف.. قدمت له كل البراهين على أنني بريئة من شكوكه، التي ليس لها مبررات ولا أدلة، ليس لأنقذ العلاقة، فقد انتهت إلى الدمار، لم أكن أخونه، كنت أهرب من صمته ونكده، للدردشة ساعات طويلة مع صديقاتي وزميلاتي، حتى ساعات متأخرة من الليل، وأقفل خط المكالمات قبل دخوله المنزل، احتراما لوجوده”.

فقدان الاهتمام يحرض الشك لدى الرجل

تروي هبة للشروق العربي: “.. تركت عملي، وانقطعت تدريجيا عن إقامة علاقات صداقة. بدأت، منذ سنوات، أعيش في عزلة رهيبة، في منطقة جبلية منعدمة. ولم يكن زوجي يشعر بالفراغ الذي أعانيه عاطفيا. وبضغط التربية والعناية بالمنزل طويلا، على العكس، يحاسبني عن كل تقصير، ولا يقدم يد المساعدة إلا نادرا.. كل هذا، جعلني أراه مثل غريب جاحد. تبلدت مشاعري تجاهه، بعد أخطائه المتكررة في حقي، وركزت على حب نفسي وأطفالي، حتى أصبحت مقبلة على الحياة، مندفعة نحو الفرص، أضعها على هامشي، إن أقبل استقبلته، وإن أدار ظهره لي، كالعادة، لن يؤثر ذلك في يومياتي. هذا البرود الذي أصابني نتيجة التراكمات، بعث الشك في روحه، وجعله عنيفا معي، يتهمني بالانحراف والخيانة، ويهددني بالطلاق، في حال ثبت لديه أي دليل ضدي. لم يكن يعرف أنني أصبحت اليوم أنتظر تلك اللحظة بشغف. ولولا أخلاقي وشرفي الغالي، لأهديته إياها”. بخصوص هذا، تؤكد خبيرة العلاقات، الأستاذة عقيلة دبوب، أن طبيعة الرجل تفسر له أن عدم تلقيه الاهتمام من قبل شريكته، يعني أن هناك ما يشغلها أهم منه. وهذا، ما يدفع بفئة من الرجال إلى الشك في وجود شخص آخر، توجه إليه المرأة حبها واهتمامها، فيما يكتفي آخرون بالنكد وخلق المشكلات”. أما عن الأسباب النفسية التي تساعد الرجل على هذا التفكير، فتقول الخبيرة: “عدم الثقة في النفس، غالبا، نتيجة التقصير في إرضاء الزوجة عاطفيا، ماديا أو حتى جنسيا، كما يمكن أن يكون الشك مبنيا على تجارب سابقة للرجل، خارج إطار الزواج، أو حتى على قصص صادفها في محيطه”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!