“السانكيام الجديد” يمر بردا وسلاما في يومه الأول

انطلق امتحان تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي في دورته الأولى، الأحد، في ظروف تنظيمية حسنة، والتزام تام بالإجراءات التحضيرية، غير أن ما ميز اليوم الأول منه، هو استقبال رؤساء المدارس الابتدائية عبر مختلف ولايات الوطن، لحالات عديدة لتلاميذ مصابين بأمراض معدية، الأمر الذي اضطرهم إلى تخصيص قاعات امتحان لفائدتهم لتفادي إصابة باقي الممتحنين بعدوى الفيروسات.
ودشن مديرو التربية للولايات من خلال رؤساء الابتدائيات عبر الوطن، يوم الأحد، امتحان “التقييم” أو ما يصطلح عليه بامتحان “بديل السانكيام” بصيغته الجديدة، في ظروف تنظيمية وصفت بالحسنة، إذ تم اتخاذ كافة الإجراءات التحضيرية اللازمة لكي يتسنى للتلاميذ اجتياز التقييمات الكتابية التي ستجرى على مدار 27 يوما، في بيئة مدرسية مريحة جدا، خاصة وأن وزارة التربية الوطنية تخوض لأول مرة تجربة دراسية في مجال تقييم معارف المتعلمين في مرحلة قاعدية، قصد تحضيرهم للمرحلة المقبلة تحضيرا جيدا على كافة المستويات.
تأخرات واسعة وسط التلاميذ
ووقف مديرو عديد المدارس الابتدائية على تأخرات بالجملة وسط الممتحنين في اليوم الأول من امتحان “السانكيام الجديد”، إذ حضر بعضهم رفقة أوليائهم في وقت واحد ودفعة واحدة مما شكل طوابير طويلة لأولياء الأمور أمام مداخل المؤسسات التربوية، في انتظار السماح لأبنائهم بالدخول إلى قاعات الامتحان خوفا من الإقصاء، نظرا لأن المنشور الوزاري الصادر عن الوزارة والمتضمن كيفيات تنظيم الامتحان قد نص في أحد مواده على إلزامية الحضور لاجتياز التقييمات الكتابية وألا يحرم المتعلم من الانتقال إلى القسم الأعلى بالرغم أن الامتحان لا يحتسب في التقييم.
وأمام هذه الوضعية، سارع رؤساء الابتدائيات إلى الاستعجال في اتخاذ القرارات المناسبة لأجل احتواء الوضع تفاديا لتفاقمه، من خلال التدخل لتنظيم حركة دخول والتحاق المتأخرين بقاعات الامتحان، وتمكينهم من اجتياز الاختبار الأول في جو مريح وهادئ بعيدا عن كل أنواع الضغوطات، تفاديا لإصابتهم بنوبات خوف شديدة قد تؤثر بالسلب على إجاباتهم، خاصة وأنها أول تجربة “تقييمية” لمكتسباتهم في تاريخ المدرسة الجزائرية، بعد الإلغاء النهائي لامتحان شهادة نهاية مرحلة التعليم الابتدائي في نوفمبر 2021.
قاعات خاصة للمصابين بأمراض معدية
واستقبل مديرو مدارس ابتدائية حالات لتلاميذ مرضى مصابون بأمراض معدية، على غرار الحصبة “بوحمرون”، والجدري المائي “بوشوكة” واليرقان “بوصفاير” أو ما يصطلح عليه بالتهاب الكبد “أ”، رافضين التغيب خوفا من الإقصاء من الانتقال إلى مرحلة التعليم المتوسط، الأمر الذي دفع بالمؤطرين إلى تخصيص قاعات امتحان خاصة بهم، لتمكينهم من اجتياز التقييمات الكتابية في ظروف صحية وآمنة من جهة، ولحماية باقي زملائهم المترشحين من خطر الإصابة بعدوى الفيروسات التي تعد حادة وسريعة الانتشار وسط الأطفال بشكل كبير من جهة ثانية.
وفي نفس السياق، أفادت مصادرنا أن مديري مدارس ابتدائية جددوا مناشدة وزير التربية الوطنية عبد الحكم بلعابد، للتدخل السريع وإصدار مرسوم تكميلي للمنشور الوزاري السابق والمتضمن شروط وكيفيات تنظيم “التقييمات الكتابية”، لأجل تحديد الوضعية القانونية للتلاميذ المتواجدين بالمستشفى وكذا المصابين بأمراض معدية وحتى المتغيبين لأسباب قاهرة.
فهم المكتوب لمادة اللغة العربية في المتناول
وعن طبيعة الأسئلة الواردة في التقييم الكتابي الأول في فهم المكتوب في مادة اللغة العربية، أشارت مصادرنا، إلى أنها قد جاءت في متناول التلاميذ وبالتالي لم ترد لا صعبة تعجيزية ولا بالسهلة، حيث تناولت المواضيع دروس الفصول الدراسية الثلاثة مجتمعة، فيما سجلت حالات إصابة بعض التلاميذ بحالة من القلق والخوف من الامتحان في حد ذاته، الأمر الذي دفع بالأساتذة إلى التدخل لتهدئة النفوس.
وأكد رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة في تصريح لـ”الشروق”، أن التلاميذ قد اجتازوا امتحانا رسميا ولم يجتازوا “تقييمات كتابية”، على اعتبار أن موضوع الاختبار في مادة “فهم المكتوب في اللغة العربية”، قد ورد في صفحتين اثنتين وليس في صفحة واحدة، ومن المفروض أن يأتي في صفحة واحدة فقط، لأنه عبارة عن “تقييم” لمعارف ومكتسبات تلاميذ وليس امتحانا يحمل طابعا رسميا وطنيا.
ويطالب المسؤول الأول عن نقابة “الساتاف” القائمين على وزارة التربية الوطنية، باتخاذ قرار يقضي بالإلغاء النهائي لامتحان تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي بصيغته الجديدة، والتفكير بجدية في وضع واقتراح آليات جديدة لتقييم المتعلمين في المستقبل القريب لتعويض “السانكيام الجديد”.
ويجدد رئيس النقابة دعوة الوزارة الوصية إلى ضرورة الاستعجال لإصلاح البرامج والمناهج الدراسية مراجعة شاملة، من خلال إعادة النظر كليا في كيفيات تقويم وتقييم التلاميذ من مرحلة التعليم الابتدائي وإلى غاية الوصول إلى مرحلة التعليم الثانوي، لتحفيز ذكاء المتعلمين في استيعاب الدروس وتلقي المعارف والمكتسبات بشكل صحيح، بعيدا عن أساليب التلقين التي ترتكز على الحفظ والاسترجاع.