السّلف والخلف: بين الإسلام المحاجِج والإسلام المراقب
لقد تشكلت الكثير من الآراء العقدية ضمن حالة حجاجية أملتها ضرورات الاصطفافات الدينية والفكرية، فألحقت بالإسلام لحاجته إليها يومها لتمييز قوله بين أقوال عارضته وخالفته وحاججته أو أقحمت فيه، وليس لأنها بالضرورة مركزية وأساسية في النص القرآني المقدس الذي منح للمسلم هويته الإيمانية، فالمسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدور في خلدهم مسائل عديدة ستشكل لاحقا -ضمن تطورات معقدة- فِرقا عديدة: سنة وشيعة وخوارج ومعتزلة ومرجئة وإباضية وغيرهم.
لكن العقل المسلم الذي كان يحاول أن يحفظ لحظة الفهم الأول باعتبارها مقصد الشارع كان مضطرا ليخوض سجالات تعود في أصلها إلى سببين:
الأول: انفتاح الإسلام على الثقافات العالمة القديمة؛ من يهودية ونصرانية وزرادشتية ومزدكية وصابئة وغنوصية وهرمسية وأفكار الأفلاطونيين المحدثين وتصورات فيلون والاسكندرانيين وغير ذلك من الأديان والفلسفات التي كانت رائجة ومتناحرة ومتفاعلة في الوقت نفسه، وقد كانت سوق الثقافة نشطة، وحواضرها فاعلة، تعج بهذه السجالات في دمشق والرها ونصيبين وجندي سابور والاسكندرية والقدس ثم بغداد وغيرها، وكان لهذه الجماعات فلسفات ونظريات وآراء لاهوتية وتصورات حول الخلق والخالق،عاشت الجدل والانقسامات والردود والمناظرات لقرون، وطوّرت بذلك جهازها المفاهيمي ومنطلقاتها الحجاجية، بينما كان للمسلمين قرآنهم وسعيهم لجمع سنة نبيهم، ووعيهم بضرورة حفظ مقاصد الدين على حقيقتها، مع اختلافهم في فهمها ومحاولة تمثّلها، فعايشوا هذه الجماعات وهم ينتجون أعلامهم في مختلف المدن، والتي ستتحول أعمالهم عبر تلامذتهم ومؤلفاتهم إلى مذاهب فقهية وعقدية، ومع الحرص على صحّة الفهوم ومحاولة التمييز بين الأدوات والمعاني؛ فإن الثقافات العالمة نجحت في التسرّب داخل هذا الزخم المتشكل تدريجيا من الأفكار، وفي تحليل جذور الكثير من المقالات في الذات والصفات والإيمان والقدر والزهد والفكر السياسي وأساليب الحِجاج سيمكن البحث في طبقات عميقة عن تأثير إحدى الثقافات العالمة القديمة، وإنك لو حفرت جيدا ستكتشف أن بعض ما أريد “تديينه” ليس سوى معاني أفلاطون ومقاصد أرسطو وأفكار أبرقلس وتهويمات أفلوطين ووصايا أردشير وحكايات كعب الأحبار ووهب بن منبّه وثقافة القبائل العربية وأنظمتها؛ وذلك أن هذه التأصيلات والتأويلات والسجالات والردود والاصطفافات كانت تتم ضمن حركية علمية واسعة، تتداخل فيها الاستنباطات مع الروايات، والترجمات مع الثقافة الشفهية، وما يحمله المسلمون الجدد من بيئاتهم الثقافية وما يصبّونه من أفكار تلفيقية في قراءتهم للإسلام، وبعض ما نستسهل الحديث عنه باسم حركات الزندقة ليست تاريخيا سوى عملية معقدة للمزج بين الموروث القديم والاسلام، أو محاولة التعبير عن الإسلام من داخل المعتقدات العتيقة؛ ولذلك استمر حرص المسلمين طيلة قرون على إبطال علاقة هذه الأفكار الزائفة بالمنظومة المعرفية الإسلامية، وإذا كانت بعض الآراء قد اتجهت إلى عدم مسايرة متطلبات الجدل والمناظرة في الانفتاح على المنطق والكلام، والاكتفاء بتسييج الفهم الأول من أن تناله التأويلات المنحرفة والشروح المتلبِّسة بالثقافات الوافدة، فإن أغلب فِرق الأمة وجدت نفسها مضطرة لإظهار قدرة الإسلام على الاقناع العقلي، ترجمة لحالة اليقين التي حملها المسلمون أنه الدين الحق، وخاتمة الديانات السماوية، والتمثل الحقيقي الوحيد للتوحيد الإبراهيمي الحنيف: “ملة إبراهيم حنيفا”؛ ومن ثمّ لا يليق بهم أن يُهزموا في معركة القلم واللسان بعد أن انتصروا في معركة السيف والنزال، أو يُجبروا على خوض هذا الجدل ضمن مناطق التعايش والتماس الحضاري.
هكذا أصبحت نظرة المسلمين إلى أنفسهم امتدادا لنظرة الآخر إليهم، وهو ما عبّر عنه وائل حلاق بالقول: “التاريخ الإسلامي كما نعرفه اليوم ليس تاريخنا، ونحن نظن أنه تاريخنا، لكنه تاريخ كتبه لنا الغرب ونحن نعيده كالببّغاء، وفرض على المسلمين أن يدرسوا التاريخ الأوروبي؛ لأنه من خلال التاريخ الأوروبي نستطيع أن نفهم كيف كتب الغرب تاريخنا”.
الثاني: انفتاح النص القرآني على تعدّد المعاني، ومن ثمّ القابلية للتأويل، وهذا يحفظ له تمدّده الزمني واستيعابه للمكان، وفي الوقت نفسه يحتاج إلى بناء الأصول التي تحكم الفهوم وهذا موضوع لا أريد التوسع فيه هنا، لأنه منوط بضرورة استحضار تشكل علم أصول الفقه وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ وغيرها من المعارف التأسيسية التي أريد منها أن يبقى الاستنباط النبوي حاضرا من خلال ورثته ممثلين في العلماء الشرعيين المدركين للمقاصد والعلل.
اليوم نحن أمام ظرف مشابه تماما لما ورد في العنصر الأول، أي أننا أمام تيارات فكرية وفلسفية تخترف كل مجالات المعرفة، تنطلق من التشكيك ثم تبلغ إعادة إنتاج أصول لها، وتحاول بها أن تخترق الأصول الإسلامية لتحل محلّها، لكن العقل الفقهي والعقدي -دون أن أعمِّم- يبدو غائبا عن إدراك هذه المتغيرات، ولا يزال في كثير من الأحيان يخوض المعارك القديمة، وكأننا نستنسخ الجدالات التي ترك لنا سلفُنا أدواتِها واستدلالاتها لأننا نفتقد ما نواجه به ما طرأ علينا، وفي الوقت الذي اشتغلت بعض العقول على علم كلام جديد أريد له أن يساير حاجات العقل؛ فإنّ العقل الغالب لا يزال غارقا في نقاشات أهل الرأي وأهل الحديث حول مسالك الاستنباط، أو في حقيقة الخلاف بين الأشعرية والحنبلية، والجهمية والكرامية، ليس باعتباره واقعة تاريخية يستفاد منها؛ بل نازلة عقدية لا تريد أن تغادر الزمان، والكثير من الجلسات والمناوشات التي يظنها أهلها مناظرات وردودا واستدلالات والتي يشكل العالم الرقمي اليوم فضاءها الأساسي تشغل الأمة وشبابها عن معاركها المصيرية، وتدفع بممكنات البناء والتأطير والتأثير إلى ساحة الجدل الذي يعيش زمنا مختلفا، ويخوض المعركة الخاطئة بأسئلة خاطئة؛ لأنه لا يرى التحدي الحقيقي.
الثقافة “التلفيقية” اخترقت مختلف المؤسسات (المدرسة؛ الجامعة، المؤسسات الثقافية، الإعلام، محاضن التنشئة المختلفة…) وتساهم أكثر من غيرها في بناء الفهوم، وتعيد طرح الأسئلة بطريقتها وتعيد صياغة الأجوبة وفق منطلقاتها، ومع أن الأسرة والمسجد والجمعيات الدينية والتنظيمات الإصلاحية تستمرّ في ممارسة دور الإرشاد والتوجيه؛ لكنها لا تنفرد بهذه العقول التي هي على تماسّ دائم مع مؤسسات أخرى هي امتداد للرؤية الغربية؛ أو على الأقل هي شكل من أشكال الحداثة العالمة في فلسفتها ورؤيتها المعادية للأديان.
إن مما ينبغي التذكير به أن الثقافات العالمة التي اصطدم بها الإسلام مبكرا وهو لا يزال في بداية تقعيد أصوله وبناء صرح حِجاجه، قد برز ما هو أوسع وأقوى منها في وقت كانت العلوم الإسلامية غارقة في استنساخ نفسها، وإذا كانت مقولات “الحداثة والتنوير” التي تبلورت في سياق حرب في مواجهة الكنيسة بدأت بالتشكل في أوروبا بعيدا عن أي تأثير في عالمنا الذي كان يعيش حالة من الاستعداد الدائم لرد العدوان القادم من الشمال؛ سواء بما يمتلكه من اليقين الديني، أو ما احتفظ به من القوة التي ورثها العثمانيون، فإن اختلال موازين القوى وقيام الحركة الاستعمارية قد مثّل اختراقا كبيرا للعقل المسلم، واستدخالا عميقا لآراء وأفكار صارت مركزية في السّجالات والحوارات مع أنها لا تنتمي أصلا إلى سيرورة تاريخ الفكر الإسلامي؛ بل تلقفها ليعالج بها مشكلاته ثم تبناها تحت تسميات مختلفة وانتهت أحيانا إلى المرافعة لأجل ردّ الأحكام القطعية والتشكيك في اليقينيات الكبرى.
لقد مرّ هذا الاختراق عبر الاستعمار ومؤسساته القوية، ثم الإنتاج الاستشراقي الغزير الذي نجح في تشكيل رؤى جديدة للتاريخ العامّ، ولتاريخ الفقه وتاريخ المجتمعات المسلمة وطبيعة المنعطفات الحاسمة، وهكذا أصبحت نظرة المسلمين إلى أنفسهم امتدادا لنظرة الآخر إليهم، وهو ما عبّر عنه وائل حلاق بالقول: “التاريخ الإسلامي كما نعرفه اليوم ليس تاريخنا، ونحن نظن أنه تاريخنا، لكنه تاريخ كتبه لنا الغرب ونحن نعيده كالببّغاء، وفرض على المسلمين أن يدرسوا التاريخ الأوروبي؛ لأنه من خلال التاريخ الأوروبي نستطيع أن نفهم كيف كتب الغرب تاريخنا”.
لم يكن حالنا كحال أجدادنا الذين دقوا باب أرسطو وأفلاطون وفيثاغورس وفتحوا التوراة والإنجيل والتلمود ونقبوا في آراء الصابئة والمانوية وغيرهم وهم في أوج قوتهم وعلو حضارتهم واعتزازهم بانتمائهم، بل جاءنا ذلك ونحن ضعاف متخلفون، واقعون تحت نير الاحتلال، ثم ورثنا ذلك الميراث من دون غربلة ولا تصحيح، حتى صرنا نناقش البديهيات ونقرّر الخلاف في المسلَّمات بعد أن نبت فينا من قال: لا بديهيات ولا مسلّمات ولا عقائد أو حقائق.
قد يبدو للمتسرّع الذي لا يدقّق في مراقبة إعادة تشكيل العقل المسلم، أن هذا العقل لا يزال وفيا لمؤسساته التقليدية، بينما كان منذ نحو قرنين يعيد تشكيل الكثير من رؤاه عبر نخبه الجديدة، وذلك من خلال قوة السلط وإكراهاتها، وانطلاقا من ميراث المدرسة في مرحلة الاستعمار أو الحماية والانتداب، والابتعاث الطلابي للجامعات الأوروبية، والحضور الغربي في المؤسسات الثقافية، والبذور المبثوثة في المناهج التربوية استنادا إلى إيديولوجيات تنتمي إلى الرؤية الغربية، وحركة الترجمة النشطة التي تعمل على أن تنقل للغة العربية ما يبدو فيه إجابة على المشكلات الملحّة، لكنه في الحقيقة إعادة استدخال هواجس الغرب وعوالمه ورؤاه للمسلمين وعالمهم وثقافتهم، ثم عبر الجيل الجديد الذي يعيد تدوير الكثير من الآراء التي استدخلها في المقالات المنشورة ضمن المجلات والجرائد، وفي مؤلفاته وعلى صفحات المنصات الرقمية، وصولا إلى الجيل الرقمي المتوسّع تدريجيا؛ والذي صار يقضي أغلب وقته داخل هذه الفضاءات بينما قد لا يسمع “الشيخ” إلا في خطبة الجمعة، ورغم ذلك يظن الإمام والداعية أنه مستفرد بتشكيل عقل المتلقي، وأن القضايا التي يهتم بها هي ذاته ما يعتلج في عقول الشباب.
لا تزال بعض القامات التي يشار إليها بالبنان –مع الأسف الشديد- غير مدركة للتغيرات العميقة التي طرأت على العقل الجمعي وطريقة تصوره للمسألة الدينية، وللمتحدث باسم الدين، ولم تنتبه إلى أننا نعيش في مرحلة تراجع فيها دور الداعية القديم لأنه -وفق الأفق الفكري المعاصر- صار يحتاج أدوات مختلفة ليستمر في أداء دور المرشد والموجه والناصح. إنه لم يعد القارئ صاحب الثقافة العالمة في بيئة تغلب عليها الأمية فيغدو بالآيات التي يحفظها والأحاديث التي يذكرها مقدَّما يستحق وصف: الشيخ، سيدي، الطالب، المرابط… إن هذا الزمن تراجع ويكاد يمضي بلا عودة، فالعقل اليوم صار شاكا مشكاكا، وبدأ المثقف المحسوب على العلوم المعاصرة يتموضع مكان الداعية كمصدر للمعرفة، لأنه عند المتلقي يمتلك أدوات لا يمتلكها الجميع، ولذلك فإن الكثير من المساحات التي كانت حجرا على “الشيخ” نافسه فيها الأستاذ والروائي والشاعر والمدرِّب والرياضي، ولذلك فنحن في مرحلة تحتاج أن يحافظ فيها عالم الشرع على مكانته الإقناعية وسلطته التوجيهية من خلال امتلاكه الأدوات التي تجعله يعيش عصره مدركا لمتغيراته ومستوعبا لإكراهاته.
ليس معنى هذا أن الثقافات العالمة المعاصرة قد استفردت بتشكيل العقل، أو أن كل ما جرى استدخاله جرى بطريقة خاطئة، لم أقل هذا بصيغة الاطلاق والتعميم؛ لكن هذه الثقافة “التلفيقية” قد اخترقت مختلف المؤسسات (المدرسة؛ الجامعة، المؤسسات الثقافية، الإعلام، محاضن التنشئة المختلفة…) وتساهم أكثر من غيرها في بناء الفهوم، وتعيد طرح الأسئلة بطريقتها وتعيد صياغة الأجوبة وفق منطلقاتها، ومع أن الأسرة والمسجد والجمعيات الدينية والتنظيمات الإصلاحية تستمرّ في ممارسة دور الإرشاد والتوجيه؛ لكنها لا تنفرد بهذه العقول التي هي على تماس دائم مع مؤسسات أخرى هي امتداد للرؤية الغربية؛ أو على الأقل هي شكل من أشكال الحداثة العالمة في فلسفتها ورؤيتها المعادية للأديان، والتي فرضت نفسها علينا، ولم يكن حالنا كحال أجدادنا الذين دقوا باب أرسطو وأفلاطون وفيثاغورس وفتحوا التوراة والإنجيل والتلمود ونقبوا في آراء الصابئة والمانوية وغيرهم وهم في أوج قوتهم وعلو حضارتهم واعتزازهم بانتمائهم، بل جاءنا ذلك ونحن ضعاف متخلفون، واقعون تحت نير الاحتلال، ثم ورثنا ذلك الميراث من دون غربلة ولا تصحيح، حتى صرنا نناقش البديهيات ونقرّر الخلاف في المسلَّمات بعد أن نبت فينا من قال: لا بديهيات ولا مسلّمات ولا عقائد أو حقائق، وهو إنما يستبدل كل ذلك بعقائد جديدة وبديهيات جديدة هي امتداد للمنظومة المعرفية الإغريقورومانية، وليس للمنظومة المعرفية العربية الإسلامية.
إن العقل العقدي الاسلامي المعاصر لم يلتفت -غالبا- للحداثة الغربية من حيث عالمها الفكري الضاغط على الفهوم التي يُعرف بها الإسلام ويقدّم بها رؤيته، ويبدو له أن مقولاتها ومباحثها حول الإنسان من مختلف جوانبه إنما تعني فقط فئة تغريبية توجد على هامش المجتمع، والسبب أن هذا العقل لم يدرك أن الخطاب الشرعي لم يعد هو من يؤثث الفضاء الفكري ويصيغه ويبلور التوجهات؛ فقد تعدد المتكلمون وانتهى الاستحواذ على سوق الكلام، وقد أنتجت العوالم الرقمية فضاءات مختلفة يعود لها الدور الأكبر في البناء الهوياتي للجيل الجديد، وصار الهاتف المحمول هو المرجعية التي لا يمكن أن يتجاوزها أحد، فقد انفتح كل العالم أمام المتلقي ولم يعد ممكنا أن يشكّل له أحد مرجعية سوى ما أسسها لنفسه ضمن اطلاعه على صراع الرؤى والأفكار، ويا ويح من انسحب من هذا الصراع.
لقد تابع العالم في افتتاحيات الألعاب الأولمبية التجلي الأخير للعلمنة الحداثية المتوحشة، والتي جلبت شواذ العالم لتضحك بهم على المعتقد النصراني وصورة العشاء الأخير عنده، ولتعلن انتصار هذا الخط المناهض للفطرة والإيمان والمعلي من شأن الشهوة واللذة، وكأنهم يصوّرون “موت الإله” بعد أن نّظروا له وأعلنوه، وبعد أن فتحوا المجال ومارسوا أبشع أنواع الاستهزاء في الرواية والقصة والمسرح والفيلم السينمائي بالعقائد والأديان، وشرَّعوا لهذه الممارسات بالمصادقة على القوانين الضامنة والحامية لها، واعتبروا الاعتراض عليها شكلا من أشكال الظلامية القروسطية والانغلاق الفكري المدان، لتتحول أفكارهم إلى إله جديد له مقدّساته وأنبياؤه وأيقوناته وكتبه المقدسة وشهداؤه.
في الأخير أقول: إن هناك جهودا تُبذل؛ لكنها قليلة وبسيطة في أغلب الأحيان، وعلينا أن لا نخسر معركة ربحها سلفُنا، ولا أن نواصل خوض معارك انتهت صلاحيتُها، أو نوظف أدوات تُعدّ اليوم من الآثار وليس من وسائل المنازلة الفكرية.