-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشاعر الشهيد

الشاعر الشهيد

من الأسماء التي أطلقت على الجزائر أنها “بلد الجهاد”، ولذا كان إمامها الإمام محمد البشير الإبراهيمي يقول: “الأمة الجزائرية أمة جهاد بجميع معانيه”. (الآثار 5/76). فأحد أبواب عاصمتها يسمى “باب الجهاد”، ويكثر اسم الجهاد والمجاهد في أسماء مؤسساتها، فهذه وزارة المجاهدين، وهذا يوم المجاهد، وهذه المنظمة الوطنية للمجاهدين، وهذه منظمة أبناء المجاهدين، وهذه منظمة أبناء الشهداء، وهذا متحف المجاهد، وهذه جريدة المجاهد، وهذا يوم الشهيد، ولو أنصفنا التاريخ لقلنا إن أيام الجزائر تحت الصليبية الفرنسية المجرمة كلها “أيام جهاد واستشهاد”.

ومن فضل الله – عز وجل – علينا بعد هدايتنا إلى الإسلام منذ بزوغ فجره؛ أن أكرمنا بـ”خير جمعية أخرجت للناس” تجادل عن الإسلام باللسان، وتجاهد في سبيله بالسنان، ولم يسجل التاريخ أن عضوا من أعضائها كتب في قائمة الخوان، وكان بعض أعضائها إذا صعد المنبر لا يحمل عصا وإنما يحمل “سيفا” كما فعل الشيخ سعيد الزموشي في تلمسان .

والجهاد باب الاستشهاد، فكثر فينا الشهداء حتى سميت بلادنا “بلد المليون ونصف مليون شهيد”.. ومما يزيد هذا الجهاد والاستشهاد قيمة أنه كان ضد “البنت البكر للكنيسة” الصليبية، وهي فرنسا، حتى وهي تخترع دينا جديدا سمته “اللائكية” ضد النصرانية الخرافية.

وللجمعية شعراء، ولكنهم ليسوا من الشعراء الهائمين في كل واد، وليسوا من الذين يقولون ما لا يفعلون، وذلك لأنهم من الذين تربوا في مدرسة الإمام عبد الحميد ابن باديس الذي أشهد السماء، واستكتب الوجود أننا للحمى سنكون الجنود.. فنزيح البلاء، ونفك القيود، ونذيق الردى كل عات كنود، ومن العاتي الكنود غير فرنسا التي ذكرها شاعرنا مفدي زكرياء بالاسم في نشيدنا الوطني؟

ومن هؤلاء الشعراء من خطت الأقدار في صحائفهم أن يتخذهم الله – عز وجل – شهداء، فأكرمهم بوسامي  الجهاد والاستشهاد، فطوبى لهم، وحسن مآب. ومنهم الشاعر المسمى “بصيري الأمة اليعلاوية” البصائر: 27/ 1939 – ص4، نسبة إلى منطقة بني يعلي في منطقة “القبائل الصغرى”، الذي اتخذه الله – عز وجل – شهيدا في أحد أيام المجرم دوغول من عام 1959.. الذي قال في إحدى قصائده:

لا رعى الله أنفسا تتمنى

عِيشَةَ الذُّلِّ في صفوف الغواني.

هذا الشاعر الشهيد، المجهول القبر هو الربيع بوشامة، الذي كان يرد على “الحزبيين”: “إن تحرير الجزائر قضية شعب وليست قضية حزب” (ديوان الشاعر الشهيد الربيع بوشامة – ص 36)، وهذا اقتداء بالأب الروحي الجبهة التحرير الوطني، الإمام ابن باديس الذي وصفه بذلك تقرير للأمن الفرنسي المجرم بتاريخ 24 يناير 1958، الذي كتب يقول “كونوا جبهة متحدة لا تكون المفاهمة إلا معها”. رحم الله شهداء الجزائر والأمة الإسلامية ومنهم شهداء فلسطين؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!