“الشباب قادرون على الإبداع.. ولا ثقة لي في بعض أعضاء لجان الانتقاء”
قالت الممثلة نسرين بلحاج إنها تشجع كتابات الشباب ولا تعترف بكثير من أعضاء لجان الانتقاء الخاصة بالنصوص المسرحية لافتقادهم المؤهلات التي تمكنهم من إبداء قراراتهم حول إبداعات الشباب، كاشفة عن بعض أعمالها التي ستعرض على شاشة تلفزيون “الشروق” رفقة “دقيوس ومقيوس”، لكن بشكل ومضمون وتسميتين مغايرتين تماما للمعتاد، كان ذلك عقب لقائها مع “الشروق” في أعقاب عرضها لمسرحيتها “طيوشة” بمدينة مليانة مؤخرا.
ورفضت الممثلة المبدعة نسرين بلحاج فكرة افتقاد المسرح للكتاب الشباب والكتابات المسرحية، مضيفة أنها لا تثق في أغلب لجان الانتقاء، من ينتقي لمن؟ لتخلص أن بعض أعضاء تلك اللجان تنتقد بعض نصوص الشباب، لكن بالمقابل: هل قرأت يوما ما تلك المنتقية نصا مسرحيا؟ موضحة ـ بمرارة ـ أنه في معظم الأحيان يؤتى بكاتبة إدارية أوعون إعلام آلي لقراءة نص ما ليعطي رأيه في مجهود كاتب شاب أو سيناريست بالرفض. فعلى أي أساس لم يعجب هذا النص أو ذاك، وعلى أي أساس لم يتم الانتقاء.
ولهذا، تضيف، “أنا أضع ثقتي في الشباب الكتاب ولا أضع ثقتي في جميع أعضاء لجان الانتقاء، لأن “فاقد الشيء لا يعطيه، وأضر الناس هم الجاهلون، يحطمون الشباب بطريقة غبية لافتقادهم الوسائل العلمية والكفاءة ولكن ليس كل أعضاء اللجان لحسن الحظ”، معتبرة المخرج مهدي تسابست من بين أهم المخرجين الشباب الذين تعاملت معهم كممثلة، موضحة أنها متأثرة بالممثلة القديرة صونيا القريبة منها، حيث كانت مديرة معهد الفنون الدرامية عندما كانت طالبة وقد تأثرت بها كإنسانة رحمها الله، مضيفة أنها تعاملت مع كبار المسرحيين الجزائريين على غرار امحمد بن قطاف، زياني شريف عياد وأستاذها خودي وغيرهم..
من جهة أخرى، كشفت الممثلة نسرين بلحاج في تصريح خصت به “الشروق” عن جديدها المتمثل في مسلسل “البطحاء” الذي سيعرض على شاشة “الشروق” رفقة ثلة من الفنانين على غرار صاحبي دوري “دقيوس ومقيوس”، لكن بتسمية أخرى جديدة وبوجه آخر مغاير تماما لما عهده الجمهور، ووليد بوشباح، كما سيكون لها دور هام في سلسلة “الكلاسة”، كما سيكون لها عروض أخرى لمسرحية “طيوشة”، وهي حاليا بصدد إنهاء كتابة نص خاص بالنساء فقط وقد يكون إنتاجه من قبل المسرح الوطني الجزائري بمشاركة فنانات نجمات كبيرات على غرار الفنانة القديرة نضال، وفتيحة وراد وغيرهما… بينما تحفظت المتحدثة عن عنوان العمل الجديد المزمع استكمال تفاصيله.
وبخصوص مسرحيتها “طيوشة” التي قدمتها على ركح مسرح “محفوظ طواهري” بمدينة مليانة في عين الدفلى، فإن هذا العمل من كتابتها وإخراجها، موضحة أن ملكتها الفنية وقدراتها الشخصية وتكوينها الأكاديمي يسمح لها بالإبداع وفق الأطر المعمول بها، كما وأن الاستعانة بأي مبدع في مجالات الكتابة أو السينوغرافيا والإخراج سيكون مكلفا من الناحية المادية، ولذلك فهي تعتمد على كفاءتها الذاتية خصوصا أنها خريجة المعهد العالي للفنون الدرامية متخصصة في الكتابة والتمثيل.
المسرحية دامت حوالي أربعين دقيقة تكريما للمرأة في يومها العالمي، تمكنت السيدة نسرين تعرية الواقع المعيش الذي تعانيه المرأة بدون مأوى، تبيت في الشارع في ظروف غير ملائمة وتتعرض لمختلف الأخطار، واختارت عنوانا لها “طيوشة” تبعا لكون الكلمة ترمز في أوساط الشرق الجزائري للإهمال والإقصاء أي المرأة المهملة، وتمكنت الممثلة من شد الجمهور انطلاقا من معاناتها في مبيتها في الشارع مع جملة من ميسوري الحال ما أدى بها للعمل في الحمام تؤدي خدماتها مقابل مبلغ زهيد وتتعرض لمختلف الإهانات ولكن بالمقابل ترد بقوة على منتقديها وهي في حالة فقر، كما تحافظ على شخصيتها القوية برفض كل ما هو غير مناسب لأصالة الجزائريين، وانتقلت الفنانة من اللحظات الساخرة أحيانا إلى الدراما في أحايين أخرى ما جعل الجمهور يتفاعل معها ويتأثر بشكل ملحوظ خصوصا أنها زاوجت بين السرد المسرحي بنبرات عالية وأخرى هادئة وبين الموسيقى التي جمعت فيها مختلف طبوع الجزائر لإحداث الصخب تماشيا مع مضمون المونودراما التي اختتمت تفاصيلها المبدعة نسرين بلحاج بالتوجه مباشرة لتتطرق لظاهرة “الحرقة” والأخطار الناجمة عنها، رافضة الهجرة في رمزية ارتدائها الراية الوطنية التي قالت عنها لدى إجابتها عن سؤال “الشروق” حول ظاهرة ارتداء الممثلين للراية الوطنية أنها اختيار تتحمل مسؤوليته وتصر عليه، والتحسيس بخطورة ظاهرة “الحراقة” واجب الجميع كي لا تضيع الرسالة سدى خصوصا أنها أم وتحس بما تحس به الأمهات اللواتي غادرهن أبناؤهن بامتطاء قوارب الموت.
