-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشعب المفيد لأقلية مستفيدة

عمار يزلي
  • 746
  • 0
الشعب المفيد لأقلية مستفيدة
ح.م

المتغيرات على الأرض بدأت تفرز معطيات جديدة: الحراك رمال متحركة غير ثابتة، سيفرز عما قريب أرضية نقاش انتخابي. لا يهم التاريخ ولا يهم المسار، لكن دائما في إطار الدستور.

مسار العدالة ماش على قدم وساق، بل وأسرع من المسار السياسي. لهذا، سيعرف في القريب العاجل هذا المسار تسريعا أكبر تداركا للوقت الضائع في البحث عن صيغة توافقية للمرور إلى الانتخابات الرئاسية في 4 جويلية، أو  عشية 1 نوفمبر.

القلة يريدون إيصال الأزمة لعنق الزجاجة لفرض حل هم يريدونه، وهو الحل على طريقة 92، لكن غالبية الشعب الذي دأب على الخروج منذ 3 أشهر، كل جمعة وثلاثاء وبقية أيام الأسبوع، يطالب بتلبية مطالبه في إنهاء حكم العصابة ورموزها، لا تهمه غير هذه تلبية المطالب السياسية كلها متمثلة في إقامة دولة ديمقراطية مدنية تنعم بالعدالة والأخوة والمساواة أمام القانون. دولة تحترم إرادة الشعب وثوابت الأمة وتاريخ البلاد وهويته الوطنية.

الحراك، وفي غياب تواصل سياسي بين الحكومة والرئاسة التي فرضها الدستور، وفرضتها الاستقالة الرئاسية، لا يزال يرى في بقايا السلطة المستقيلة جزء من النظام  والحرس القديم، الذي طالب برحيله كضمان وحسن نية في أي انتخابات قد تنظم مستقبلا عن طريق صندوق شفاف لم تعرفه منذ 30 سنة. غير أن رحيل بن صالح، تراه مؤسسة الجيش دعوة إلى الفراغ الدستوري وطوق نجاة للحرس القديم وحزب فرنسا لأجل العودة إلى الحكم مستغلين الشغور المؤسساتي، لهذا فهي تفضل أن تبقى في إطار الدستور وتكمل المسار الانتخابي بما هو كائن، على اعتبار أن كلا من رئاسة الدولة والحكومة وبقية الكادر الإداري، لن يكون بمقدورها سوى أن تنفذ إستراتجية مؤسسة الجيش في الخروج الآمن من الأزمة التي يعرف الجميع من خلقها ومن كان سببا في تعقيدها بهذا الأسلوب الملغم.

على الحراك، أن يعي الآن، أنه عليه أن يختار شخصية أو شخصيات وطنية تمثله في أي انتخابات قادمة، حتى ولو أن انتخابات 4 جويلية باتت شبه مستحيلة قياسا بمدى الوقت والتحضيروعدم وجود أية بادرة انفتاح شعبي عليه. انتخابات رئاسية مؤجلة لبضعة أسابيع أو حتى لأول نوفمبر كتاريخ رمزي، في وجود آلية حوارية رباعية الدفع: الدفاع، الرئاسة، المعارضة وممثلي الحراك، يمكن أن تشكل قاعدة انطلاق وترحيل رحيل الباءات لما بعد الانتخابات، خاصة رئيس الدولة بن صالح الذي يرفضه الجميع، لكن بقاؤه أضمن وذهابه ألعن في هذا الوقت، فيما يمكن استبدال بدوي برئيس حكومة جديد يعينه بن صالح.

علينا أن نحتكم إلى العقل، خاصة في ظل وجود أصوات تقول أنها ستقاطع الرئاسيات حتى ولو ذهبت الباءات. إذن الأمر يبدو أنه قد اتضح: هناك أقلية كانت ساحقة، تريد أن تعيدنا إلى مربعها هي: أننا نحن الحكم ونحن الشعب..أو ما كانوا يسمونه “بالشعب المفيد” وما بقية الشعب إلا غاشي.. إنها نظرية سعيد سعدي وجماعة الضغط المتمثلة في الأقلية التي استفادت من الانقلاب على الشرعية الانتخابية في 92، تريد أن اليوم أن يكون الجيش إلى جانبها كما يوما في حينها، وإلا فهي ضد الجيش وقياداته. وقد سمعنا مؤخرا هذه الأنشودة السافرة التي صار الكثير يعرف معانيها وأهدافها.. للأسف كثير منا لا يزالون يثقون في موقف هي أقرب إلى خيانة ثوابت الأمة والشعب منه إلى مطالب ديمقراطية الداعون إليها هم أصلا لا يؤمنون بها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!