الشعب يتضور جوعا.. فتح وحماس تتربصان بالوزارة
اقتحم موظفون فلسطينيون أمس البنوك بالسلاح بعد ان حاول بعضها خصم مستحقات القروض من السلفة التي أعلن عنها لكل موظف بواقع 300 دولار بعد أشهر من انقطاع الراتب.. عندها تذكرنا قول الإمام علي: (عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج شاهرا سيفه.).. هذا في حين أعلن المدرسون من خلال نقابتهم ان السنة القادمة ستكون بيضاء إذا لم تصرف لهم رواتبهم بأثر رجعي.. الأمر نفسه يحضر له موظفو الوزارات الأخرى.
صالح عوض
على صعيد المؤسسات السياسية حوار مستمر بين مؤسسة الرئاسة والحكومة ويتم الإعلان دوما عن اتفاق بين الجانبين.. وأخيرا أعلن الاتفاق عن تشكيل حكومة ائتلافية.. وسريعا ما نسف الاتفاق عندما أعلن رئيس الحكومة انه لن يعلن عن حكومة ائتلافية قبل الافراج عن أعضاء الحكومة وأعضاء التشريعي المعتقلين.. وكان رد فتح على اقتراح الحكومة الائتلافية ان فتح ترفض ان تكون ملحقة بحكومة حماس، أما رد إسرائيل، فلقد جاء سريعا باعتقال نائب رئيس الحكومة.
الحقيقة التي يبتعد عن ذكرها الجميع انه من الصعب على الكثيرين من حركة فتح ان يقصوا عن السلطة وهم من يعرف سحرها ولذة مذاقها سنوات عديدة وما توفره من نفوذ وإمكانيات.. وصعب كذلك ان تتنازل حركة حماس عن السلطة والتي اضطرت لكي تحوز عليها الى التنازل عن مبادئ جوهرية لها، فلقد أوقفت المقاومة من أجل السلطة بحجة التهدئة.. واعترفت بصيغ قرارات دولية تحمل في مضامينها اعتراف بشرعية وجود إسرائيل على أرض فلسطين.. فتح ترى ان التاريخ الطويل من قيادة العمل الوطني والعلاقات الإقليمية وخبرة العمل السياسي كل ذلك لا يسمح لأحد ان يستثنيها من ان تكون مقدمة المشروع الوطني.. وحماس تتطلع الى قيادة م.ت.ف، فهي تخشى من ان أي إبداء لليونة في موضوع الحكومة سيضعف من قوة الدفع نحو قيادة المنظمة.. لن تنتهي الأمور بسهولة بين الطرفين.. والأحداث المتفرقة من الاغتيالات المتبادلة تكشف عن نوايا الطرفين.. هذا فيما الشعب يتضور جوعا بعد ان تحول الى متسولين على العناوين المختلفة.. وبلغت المهانة ذروتها.