الصحافة الاسرائيلية: اسرائيل اقرب الى الهزيمة من حزب الله
قالت صحيفة “هارتس” الإسرائيلية، أن الأحاديث في تل أبيب، عن مؤشرات إنكسار في صفوف حزب الله، تبدو الآن مجرد أمنيات، خصوصا في ظل سقوط (80) كاتيوشا بالأمس، “ومازال على حزب الله أن لا يشعر بالرضى عن نفسه رغم ذلك”!.جمال لعلامي
ذكرت الجريدة أنه في بنت جبيل وفي مارون الراس، “يتكشف الثمن الحقيقي للقتال.. صور المصابين الذين تم إخلاؤهم إلى أفيفيم لم تشاهد عندنا منذ الأيام التي سبقت إنسحاب عام 2000″، وأكدت “هارتس”، بأن إسرائيل تواصل تلقي الضربات في رموزها: بعد ضرب البارجة وخسائر الوحدات الخاصة في مارون الراس، أصيبت بالأمس مروحية أخرى ودبابات مركبات شيمن (4) وهي أحدث طراز يملكه الجيش. الإصابات الكثيرة في الدبابات ليست صدفة، حسب الجريدة الإسرائيلية، ووحدات المدرعات التي إعتادت طوال سنوات على التفوق المطلق في إستخدام الدبابات في المناطق، تجد صعوبة أكبر من القوات الأخرى في التكيف مع هذه النقلة إلى ساحة الحرب، فالحركة الكثيرة في وضح النهار تحول الدبابات إلى أجسام مكشوفة ومعرضة لضربات مضادات الدروع التي يملكها حزب الله، “وقد كان عليهم استغلال الليل، حيث توجد وسائل رؤية أفضل مما يوجد لدى الخصم”، مضيفة بأنه لا يتوجب أن تطمس الخسائر!.
صحيفة “معاريف”، كتبت من جهتها، “حتى قبل أن نعلم من الذي سينتصر في هذه المعركة، أصبح في الإمكان الآن أن نحدد أنه في جبهة الإعلام نحو لبنان والعالم العربي تصاب إسرائيل بهزيمة صارخة”، وأضافت الجريدة، بأن تل أبيب تملك عددا من الإعلاميين باللغة العربية، يُكثرون الظهور في قنوات المذياع والتلفاز في العالم العربي، ومهما كانوا مليئين بالدافعية، فإنه سيؤتى بهم دائما إلى هناك كمدافعين، بعد أن يكون المشاهد قد رأى الجثث المقطعة من قصف سلاح الجو.. “في التلفاز، كما في بنت جبيل بالضبط، يجب الهجوم، فمن لا يهجم، ينزف، وهذا ما يحدث هذه الأيام للإعلام الإسرائيلي”!.
وقال الإعلام الإسرائيلي، “لكن الحلقة الدموية الحالية ليست فقط حرب عصابات، ولا يكفي نصرالله أن يبرهن على أنه موجود، يجب عليه، من جهته، أن يكون قادرا على مهاجمة إسرائيل”- ولكي يفعل ذلك – “يحتاج إلى قدر غير ضئيل من السيطرة علي الميدان” ولهذا، “فمن الواضح لنا جدا أن الحد الأدنى الذي يجب على إسرائيل أن تحرزه هو طرد حزب الله عن جنوب لبنان، والوصول إلى وضع يمتد فيه هذا الطرد زمنا طويلا”!، والإستنتاج من كل ذلك – تقول صحف إسرائيل – غير لطيف بالتأكيد: لا مناص سوى الدخول هناك بقوات برية، وإقامة شريط أمني من جديد.. لا كوماندو، ولا غزوات محدودة، بل إحتلال شريط مهم من الأرض، ولهذا، كذلك، “يجب أن يكون من الواضح أننا سنحتل منطقة من حزب الله، وأن هذه المنطقة ستُسلم إلى حكومة لبنان السيادية وإلى جيشه، أو إلى قوة دولية قادرة علي الدفاع عنا، وبغير ذلك لن نستطيع أن نقول إننا انتصرنا، بل إنتقمنا فقط وبغير ذلك سنستطيع الحصول فقط على وعود وقرارات، ولن تكون لنا سبيل للتيقن من أن الوعود والقرارات ستُطبق”، في وقت “يجب منع تدهور الحرب إلى إستنزاف وتوسيعها خارج إطار لبنان”.
جريدة يديعوت أحرونوت، لاحظت بأن إسرائيل أمام “حرب اللاخيار التي تلزمنا بالخروج منها منتصرين”!، حيث “يتوجب ضربهم برا وبحرا حتي يتراجع حزب الله المضروب والضعيف إلى ما وراء الخطوط الدولية”!، وقالت الصحيفة “لن يكون هناك مفر أمام الجيش الإسرائيلي من مواصلة توجيه الضربات له والقيام بعمليات تطهير ضده من موقع إلى موقع، فقواعد اللعبة التي فرضها حزب الله يجب أن تتغير والوضع الراهن ليس ممكنا ومقبولا”، مضيفة “من المحظور ترك المجابهة مع حزب الله تتدهور إلى حرب إستنزاف ومن المحظور أيضا توسيعها بما يتجاوز أهدافها، ومن المحظور وضع الجمهور الإسرائيلي في إختبار كبير جدا حتى لا تنفجر الجبهة الداخلية التي نتفاخر بها في وجه الحكومة”!.