الصحافة الرياضية التابعة للنّظام الفرنسي

اصطفّت الصحافة الرياضية الفرنسية في طابور طويل مساء الأربعاء، تعزف نغمة واحدة بِخصوص حادثة اللاعب الدولي الجزائري يوسف بلايلي.
ونشرت وكالة الأنباء والمواقع الإلكترونية للصحف والتلفزيونات والإذاعات الفرنسية تقريرا واحدا سمجا منزوع الدسم، مع بعض اللّمسات الخفيفة لِتبديد الآثار والتمويه.
يشعر القارئ الإيجابي والحيّادي، أن جهة ما كتبت لهم هذه التقارير، وتركت لهم هامشا ضيّقا من الحرية في اختيار التوقيع! ذلك أن التقارير ذكّرت بما تفعله الدهماء في مواقع التواصل الاجتماعي، حينما تُعيد إدراج منشورات لِجهات أُخرى، دون فحص المضمون أو السلامة اللغوية أو…فقط أن الصحافة الفرنسية مارست خبثها بِحرفية قلّ نظيرها.
واتّفقت أبواق النظام الفرنسي على التشهير بِعيوب بلايلي، وأنه البادئ بِالتعدّي على طاقم الطائرة التابعة لهذا البلد ذي الماضي الاستعمار الدموي. رغم أن متوسط ميدان هجوم “الخضر” ونادي الترجي التونسي، ثار بِسبب المعاملة الفظّة التي مارسها موظّفو الشركة الجوية تجاه ابنه الصغير.
لا يحتاج “عاقل” إلى عناء تفكير لِيكتشف بأن وسائل الإعلام في فرنسا – والقسم الرياضي نموذجا – مرتبطة ارتباطا وثيقا بِنظام إيمانويل ماكرون ومخابرات البلد.
وفي سنة 2005، وحينما ارتكب وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي حماقته، ووصف شعب بلده بـ “الحثالة” – مثلما وصف المغربي الحسن الثاني قبل ذلك التاريخ شعب جمهورية الريف المضطهَد بـ “الأوباش” – وفي برنامج رياضي لإذاعة “أوروبا 1″، نبّه مقدّم الحصّة ضيوفه إلى ضرورة حسن انتقاء الألفاظ، خاصة وأن الشارع يغلي (بِسبب ساركوزي، العبارة التي لم يلقها).
نقطة أُخرى.. ألا توجد في اتحاد الكرة الجزائري، هيئة أو مسؤول يعتني بِتكوين مهذّب للاعبين الدوليين؟ ولتكن المناسبة محطات “الفيفا” الخمس للمقابلات الدولية.
وهل يقتصر العمل على نشر فيديوهات، وصور “مُغَبَّشة” (تحمل لوغو) تُذكّر بِعهد الجرائد الورقية! رغم أننا في زمن الصور التي يلتقطها الغلمان بكل يسر بهواتفهم المحمولة.
مؤخّرا، اعترف الناخب الوطني الفرنسي ديدييه ديشان بأنه هو مَن طلب من لاعبه القائد والمهاجم كيليان مبابي، بِتجنب الظهور الإعلامي. بِكل بساطة لأن مستواه التعليمي متدنٍّ، وقد يسقط في فخّ حماقات تُتعب مَن يُعالجها.