“الصمايم” تهدد مرضى السكري والضغط الدموي
مع ارتفاع حرارة شهر أوت المتزامنة مع فترة “الصمايم”، إلى درجات قياسية، تتضاعف المخاوف من أضرارها على الجسم، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون مشاكل صحية، والمصابين بالأمراض المزمنة، منها ارتفاع ضغط الدم، السكري، وأمراض القلب، حيث يواجه هؤلاء مضاعفات صحية قد تؤثر على صحتهم وتعرضهم لمخاطر كثيرة، إذ يتسبب الطقس الحار في التعرق الشديد، ما يؤدي إلى الإصابة بالجفاف وفقدان كبير للسوائل، ويمكن أن يتسبب ذلك في ارتفاع ضغط الدم وزيادة مخاطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة.
وتسعى جمعيات مختصة في مجال الصحة، إلى القيام بحملات تحسيسية مع دخول فصل الصيف، من شأنها تقديم النصائح والإرشادات والتوجيهات، وكذا التحذير من مخاطر تعرض أصحاب الأمراض المزمنة، خاصة مرضى ارتفاع ضغط الدم، إلى الشمس مباشرة دون أخذ احتياطاتهم، في وقت يرغب الكثير منهم في الاستمتاع بالطقس المشمس على شواطئ البحر دون الأخذ بعين الاعتبار للمضاعفات الصحية التي قد تحدث لهم. وفي سياق ذلك، صرح عضو بجمعية مساعدة مرضى ضغط الدم، لـ”الشروق”، بأن المصابين بمختلف الأمراض المزمنة، وعلى رأسها ارتفاع الضغط، ينبغي لهم أن يكونوا على دراية تامة بالنصائح والتوجيهات التي تساعدهم في الحفاظ على صحتهم واستقرارها خلال أشهر الصيف، مضيفا أن درجة الحرارة الشديدة تؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية، ما قد يسبب انخفاضا في ضغط الدم في بعض الحالات.
ودعا المتحدث إلى ضرورة الحفاظ على استقرار ضغط الدم خلال فصل الصيف، بشرب الماء بكميات كافية طوال اليوم لتجنب الجفاف، والتأكد من ترطيب الجسم بانتظام، خاصة إذا تعرض المريض للحرارة لفترات طويلة، مضيفا أن المريض مطالب بتجنب التعرض المفرط للشمس أو الذهاب إلى شاطئ البحر في أوقات الذروة، أو ممارسة النشاطات البدنية الشاقة خلال فترة الحرارة الشديدة.
من جهتها، أكدت رئيسة جمعية الرفاق لدعم الشباب، فايزة شجيح، في تصريح لـ”الشروق”، أن جمعيتها شرعت مؤخرا في تنظيم حملات تحسيسية، لفائدة المصابين بالأمراض المزمنة وتقديم النصائح والإرشادات لمرضى داء السكري، تزامنا مع فصل الصيف وذلك في إطار توعيتهم بخطورة إهمال توجيهات الطبيب المعالج.
وكشفت المتحدث أن الجمعية باشرت حملات تحسيسية وتوعوية بالتنسيق مع جمعيات وطنية، وتخصيص فضاءات خاصة على مستوى البلديات ومناطق نائية بعدة ولايات لفائدة مرضى داء السكرى باعتباره مرضا مزمنا، ولابد من التعايش معه بحسب الظروف والتغيرات المناخية، كما أن هذا المرض بحسب المتحدثة له مضاعفات صحية في حالة الإفراط في تناول أغذية غير صحية، على غرار السكريات والمشروبات، وهو ما يفسد- بحسب المتحدثة- الحمية الغذائية، وقد يؤثر بشكل مباشر على صحة المريض. وقالت رئيسة جمعية الرفاق، إن هدف الحملات التحسيسية التي تقوم بها عدة جمعيات ناشطة بمجال الصحة هو توجيه مرضى السكري من جميع الفئات، إلى ضرورة اتباع توصيات الأطباء أهمها الحفاظ على رطوبة الجسم خلال فترة الصيف، وهو أمر غاية في الأهمية لأي شخص يعاني من مرض مزمن، ومن المستحسن استهلاك ما لا يقل عن 2 إلى 3 لترات من الماء يوميا، وكذا تجنب المشروبات السكرية التي تؤدي إلى ارتفاع مستوى سكر الجلوكوز بالدم، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، نظرا إل كونها قد تتسبب في الإصابة بالجفاف.
وتشير المتحدثة إلى أن نسبة الإصابة بداء السكري في تزايد مستمر لدى الجزائريين، وذلك يعود بحسبها، إلى نمط العيش واختلاف العادات الصحية التي تغيرت مع مرور الوقت، بعدما كان يعتمد سابقا على الأكل الصحي والطبيعي.