الصيام المتقطع بعد رمضان أفضل علاج لفوضى الاستهلاك
كشفت الأخصائية الغذائية السيد خديجة بن علال، في تصريحها لـ”الشروق”، أنه خلال الأسبوع الأول الذي يلي العيد يصاب الكثيرون من عامة الناس بمشاكل هضمية، مثل آلام في المعدة وآلام على مستوى البطن، انتفاخات مع شعور بالغثيان، قيء أو إسهال، وهذه الأعراض راجعة إلى العودة المفاجئة لتناول الطعام بطريقة عشوائية، بعدما اعتاد الجهاز الهضمي على وقت معين للهضم في رمضان وأصبح مبرمجا على ذلك.
وأضافت أنه من المُفيد ممارسة الصيام المتقطع خلال الأسبوع الأول بعد رمضان، الذي يقوم على فكرة الإبعاد بين الوجبات والاعتماد على وجبتين في اليوم، في فطور الصباح يمكن تناول القهوة أو مشروبات دافئة، الغداء والعشاء يكونان متنوعين من خضر ولحوم ونشويات غير مكررة مثل الأرز والبطاطا، مع تفادي المشروبات الغازية والمقليات والمعلبات، فهذه الطريقة تريح الجهاز الهضمي وتسمح بتفادي أعراض القولون العصبي، وخاصة أن الكثير من الناس يخرجون من رمضان بالكثير من المشاكل الهضمية جراء إتباع نظام غذائي غير صحي.
واقترحت الأخصائية اتباع بعض السلوكيات لتفادي مضاعفات استهلاك حلويات العيد، وعلى رأسها تفادي البدء بتناول الحلويات في الصباح الباكر، لأنها تُسبب عسرا في الهضم بسبب احتوائها على كمية غلوتين مرتفعة وزيوت مهدرجة وكمية سكر عالية جدا، بالإضافة إلى أنها ترفع نسبة السكر في الدم، الأمر الذي يزيد من الشعور بالجوع، ويدفع لتناول الكثير من الطعام في وقت قصير، مما يؤدي إلى إتعاب الجهاز الهضمي بشدة، وأضافت أنه يجب الاكتفاء ببعض المشروبات الدافئة مثل النعناع أو البابونج أو بذور الشمر وبعض الفواكه لإراحة الأمعاء ولتهيئة الجهاز الهضمي لاستقبال الطعام في وقت لاحق.
ونصحت بتناول وجبة غداء خفيفة، وتجنب تناول الكثير من المعجنات والخبز والمقليات والمشروبات الغازية، ومن الأحسن أخذ سلطة متنوعة وحساء وطبق بروتين خفيف مكون من دجاج أو لحم أو سمك، وإذا كان الغداء عبارة عن طبق تقليدي محضر من العجائن ففي هذه الحالة يتوجب تناول كمية معقولة للمحافظة على خفة المعدة وعدم امتلائها كثيرا.
ونصحت بتناول الحلويات باعتدال، فكما هو معروف عند الجزائريين كثرة الزيارات العائلية خلال العيد وبعده وكثرة عرض مختلف أنواع الحلويات، وتناولها المفرط يسبب كما ذكرت سابقا ارتفاعا كبيرا وسريعا لنسبة السكر في الدم، الذي يزيد من الالتهابات على مستوى كافة أنحاء الجسم بما فيها الأمعاء، ومن المستحسن عدم تجاوز قطعتين من الحلوى في اليوم.
وختمت محدثتنا بالتأكيد أنه في حال اتباع هذه الإرشادات فسيكون الانتقال من نظام الصيام إلى نظام الإفطار بأقل الأضرار على الجهاز الهضمي خاصة وعلى الصحة بشكل عام.
