-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الضامن ربّي!

الشروق أونلاين
  • 574
  • 0
الضامن ربّي!

مقالك يذكرني يا سي جمال، بأحد الأساتذة الأجانب، عندما كان يدرسنا قال لنا كلمته المشهورة: أنتم الجزائريون تشترون شيئا من الخارج، ثم تفكرون بعدها فيما تفعلون به وليس العكس؟
أرجع إلى الوراء.. ففي أول دفعة خاصة بعلم الاجتماع بعد تخرجها، بقيت مثل الكثير من زملائي أنذاك، في بطالة مع أن برنامج الرئيس الراحل هواري بومدين في ذلك الوقت كان يرمي إلى النهوض بالمجتمع، لكن آلة التدمير الفرنكو-جزائرية فعلت فعلتها وحطمت كل شيء!
لقد أصبح أصحاب شهادة علم الاجتماع يدرّسون مضطرين اللغة العربية في الابتدائي من أجل ضمان قوتهم، وهو نفس الشيء الذي ينطبق على المدرسة الالكترونية لواد السمار!
هل تعرف يا سي جمال، أن أول دفعة تونسية في عام 1976، كان ضمن صفوفها مهندسان، وكانا يقولان إنهما سيبيعان البطاطا بالالكترونيك في تونس، لكن أنظر مستواهم اليوم؟
ابن شهيد
هذا التعليق الجميل، من الزمن الجميل، أورده “ابن شهيد” مثلما حلا له أن يوقع ردّه، على عمود “فاقو” الذي خصصته نهار أمس لواقع المتخرجين من الجامعات الوطنية، واختيارات الناجحين الجدد في البكالوريا، وكيف أصبحوا يفضلون التخصصات التي تضمن لهم وظيفة ومنها لقمة العيش مستقبلا!
صدقت يا أستاذي العزيز، فبيع البطاطا أو البصل أو “اللفت” أحيانا يكون أهم من تلك الشهادة أو الورقة التي قد يُتلفها الماء عند غسل الملابس في لحظة نسيان أو إهمال، والحال، أن الواقع المرّ، هو الذي أصبح للأسف يحرّض الناجحين في البكالوريا على الهروب نحو المهن الحرّة، بدل “تضييع” وقتهم في جامعة تمنحهم في الأخير شهادة لا تضمن لهم الوظيفة التي درسوا من أجلها!
كم من جامعي ومشروع إطار، أصبح يبيع “الخرشف” أو صنع لنفسه وظيفة فوضع على قارعة الطريق “طابلة دخان”، ومنهم من وجد نفسه يعمل “نادلا” بمقهى أو مطعم، كمخرج نجدة من البطالة التي مزقته ومرمدته وضربت كرامته أمام نفسه وأصدقائه وحتى أفراد عائلته!
قد يكون الحقّ مع الأستاذ الأجنبي الذي قال بأننا نشتري السلعة من الخارج ثم نفكر في مصيرها أو ماذا نفعل فيها وبها، لكن هذا “الإبداع” كان يحدث في السبعينيات والثمانينات، لكن الآن تبدّلت العقليات والأولويات، فأصبحنا نستورد كلّ شيء، لكننا نعرف جيّدا قبل دخول السلعة ماذا نفعل بها.. و”الضامن ربّي” في الأوّل والأخير!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!