الطاهر وطار: اسلوب حزب الله في الكفاح هو الحل البديل عن الانظمة العربية

اعترف الطاهر وطار في لقائه أمام الشباب القومي العربي المشارك في المخيم العربي القومي بالجزائر أن النخبة المثقفة في واد والشعوب العربية في واد آخر لدرجة أن المثقفين العرب أصبحوا كالمذنبات تائهة في الفضاء والمجتمعات ثابتة في مكانها.فاطمة رحماني
ورغم تأكيده أنه ليس متشائما بل متفائلا إلا أن الروائي وطار وهو يقدم ملاحظاته عن واقع الثقافة العربية كان في حالة نفسية متعبة من الراهن العربي ومن حالة النخبة المثقفة التي قال إنها قفزت فوق المراحل الطبيعية لتطور مجتمعاتها، مضيفا »إننا كمتعلمين نتصل بالحداثة أكثر من مجتمعاتنا لذلك نخرج عن مدارها فما فائدة رواية أو نص حداثي لا تقرأه الجماهير«! معتبر أن العالم العربي مازال يعيش في أواخر القرن السادس عشر إلا أن النخبة تقفز فوق الواقع!
وفي السياق ذاته دعا وطار النخب العربية إلى إعادة رسكلة نفسها بالعودة إلى المجتمع، »وهذا ما أفعله أنا بالجاحظية حيث ألتقي كل الناس بحثا عن نفسي كمواطن وليس كنخبة« قال وطار. مضيفا أن وضعية النخب غير طبيعية بل مصطنعة فيما اعتبر طرح حزب الله في أسلوب الكفاح هو أحد الطرق لمواجهة الالخصم، وهو ما ذهبت إليه ـ يقول وطار ـ سنة 1991 خلال اجتياح العراق حيث قلت إن تحويل الجيش العراقي إلى عدة كتل واعتماد حرب العصابات هو الحل، لأن سلاح السلط والأنظمة كله هباء ومن ورق وكل أسراره بيد اليهود، مضيفا أن السلط العربية أصبحت »جزءا من الورم الخبيث« متسائلا ليس باستغراف »كيف يطرد سفير إسرائيل من فنزويلا ويحتضن في عمان وقطر ومصر«!
الروائي وطار وهو يكتب مذكراته في هذه الأيام قال إن الكون على حافة عالم جديد وحضارة وثقافة جديدة لا أحد يحدد معالمها والعولمة حركة تقدمية وعلينا أن نصحح مسارها حتى لا تصبح عولمة همجية.
وعن سؤال حول هيمنة الفرنسية في الجزائر اعترف وطار أن الجزائر في خطر حقيقي من تأصل الاستعمار القديم لغة وأسلوب حياة ونمط تفكير مادامت الإدارة الجزائرية تتعامل مع الشعب بلغة أخرى ومادام المسؤولون يوجهون خطبهم بالفرنسية إلى شعبهم العربي. وفي معرض انتقاده لرقعة الفرنسية بالجزائر قال وطار إن الجزائر هو البلد الوحيد الذي يملك قناة فضائية بالفرنسية لمهاجريه بدل أن يعلمهم العربية أو الأمازيغية!!