الطرقات تحصد عشرات الأرواح مع بداية موسم الاصطياف!

عادت مشاهد الرعب المروري إلى الواجهة، مع دخول موسم الاصطياف، وزيادة نسبة تنقل العائلات عبر الولايات لقضاء العطلة، حاملة معها حصيلة ثقيلة أزهقت فيها أرواح عائلات بأكملها، وسط تساؤلات عن أسباب تكرار هذه الحوادث المأساوية كل صيف رغم التحذيرات وحملات التوعية التي تطلقها المصالح الأمنية.

نبيلة فرحات: تفعيل آليات الوقاية للحد من هذه المآسي

ففي ظرف أيام قليلة فقط، اهتزت ولاية أم البواقي على وقع حادث مأساوي أودى بحياة أربعة أفراد من عائلة واحدة على طريق الوزن الثقيل ببلدية عين البيضاء، إثر انقلاب سيارة نفعية واحتراقها بالكامل، فيما سجلت ولاية جيجل صباح الجمعة حادثا آخر لا يقل بشاعة، تمثل في انقلاب حافلة بالطريق الوطني رقم 43، أسفر عن وفاة أربعة أشخاص وإصابة 35 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، تأتي في سياق سلسلة من الكوارث المرورية التي باتت تتكرر بوتيرة مفزعة خلال موسم الاصطياف، بسبب التهاون في احترام قواعد الطريق.

ارتفاع حوادث المرور بسبب السياحة والتنقلات 

وفي هذا الصدد، كشفت رئيسة الجمعية الوطنية لممرني السياقة نبيلة فرحات في تصريح لـ “الشروق”، عن تسجيل حصيلة ثقيلة لضحايا المرور وارتفاعها مع بداية كل موسم اصطياف، محذرة من تصاعد منحنى الحوادث، قائلة إن فصل الصيف بات يسجل سنويا أرقاما مفزعة في حوادث المرور، وحصد أرواح عائلات كاملة خلال السفر والتنقلات الموسمية، مشيرة إلى أن أسباب هذه الحوادث راجع إلى ارتفاع حركة المرور بسبب السياحة والتنقلات، وكذا إصابة السائقين بالتعب والإرهاق في أثناء القيادة لمسافات طويلة، وعدم الانتباه للطريق، إلى جانب السرعة الزائدة وأعطال المركبات المرتبطة بغياب الصيانة الدورية، بالإضافة إلى ضعف ثقافة الالتزام بقواعد المرور.

كريم بن حفصي: الحوادث تتسبّب في وفاة 176 شخص خلال شهر

وأكدت المتحدثة أن التهاون في مراقبة المركبات خلال فصل الصيف يتسبب في زيادة خطر الحوادث، ودعت السائقين إلى الالتزام بالفحص الدوري وخاصة في ما يخص الإطارات، نظام التبريد، السوائل البطارية، المكابح، والمكيفات وغيرها، لتفادي أي خلل مفاجئ في أثناء القيادة، مضيفة انه من غير المعقول أن يتواصل تسجيل مئات الوفيات شهريا دون تحرك فعلي للجهات الوصية لتفعيل القوانين، وفي سياق حديثها نوهت فرحات إلى ضرورة العودة لـ”أخلاقيات الطريق”، والمساهمة في نشر ثقافة السلامة المرورية، وكذا الانضباط الذاتي للسائقين، مشددة على أهمية ارتداء حزام الأمان تفادي التعب، قائلة إن تفعيل آليات الوقاية، والالتزام بالفحص الدوري للمركبات، واحترام قانون المرور، هي أحد أهم الحلول التي يمكن التركيز عليها للحد من هذه المآسي التي تحول طرقاتنا إلى مقابر جماعية في كل موسم صيفي.

وفاة 176 شخص خلال شهر جوان

ومن جهته كشف كريم بن حفصي، المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، أن شهر جوان المنقضي شهد تسجيل أرقام مرعبة بحوادث المرور، حيث تم تسجيل 6180 حادث مرور على المستوى الوطني، خلف 7719 جريحا تم إسعافهم وتحويلهم على جناح السرعة إلى المراكز الصحية، بالإضافة إلى وفاة 176 شخصا في نقاط مختلفة بالطرقات على مستوى الوطن.

وأوضح بن حفصي في تصريحه لـ”الشروق” أن هذه الأرقام تعكس حجم الخطر الذي لا يزال يهدد مستعملي الطريق، خصوصا مع دخول موسم الاصطياف وارتفاع وتيرة التنقلات نحو المناطق السياحة، مضيفا أنه بالرغم من تواصل تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية من أجل الحد من هذه المآسي التي يمكن تفاديها بقليل من الانتباه واحترام قانون المرور، على حد قوله، لا تزال الأرقام تشهد ارتفاعا مخيفا.

ودعا المتحدث جميع السائقين والمواطنين إلى التحلي بأقصى درجات الحيطة والحذر، والرفع من مستوى الوعي والمسؤولية في أثناء القيادة، مشددا على أن الطريق ليس مجالا للتسرع أو اللامبالاة، وأن الخسائر في الأرواح لا يمكن تعويضها على حد تعبيره.