-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بين الحفاظ على الهوية وكبح التطور والنجاح...

العادات والتقاليد.. السلطة القاهرة!

وفاء فكاني
  • 3935
  • 9
العادات والتقاليد.. السلطة القاهرة!
ح.م

ترى، كم من سعادة، من نجاح، من متعة.. ضاعت منا بداعي العادات والتقاليد؟

كثيرة هي الأشياء الجميلة، التي يحرمها المجتمع تحت ضغط التقاليد،دون أن يحرمها الدين.. وثقيلة هي التهم، التي يلقيها المجتمع على من يحاول التحرر من موروث مقيد، وكابح للسعادة .

عندما نعطي تعريفا للعادات والتقاليد، فهي طباع تطبع عليها السلف، وتناقلوها..طباع فرضتها بيئتهم وضر وفهم.. فالعادة ليست بالضرورة نتاج حكمة عقلاء، أو خبرة عارفين.فقد تكون بالعكس، عادة نتجت عن قهر مستبد، أو ظروف قاسيةاستوجبت مسايرتها لفترة طويلة، لكن، رغم زوال الأسباب تبقى العادة عالقة في الأذهان. من هنا، يجب أن نميز بين العادات ونغربلها.فمنها ما هو مضر بالمجتمع، ومنها ما هو أساس في بناء المجتمع. أما عن الغربلة والتمييز، فالأمر بسيط وواضح وضوح ديننا الحنيف، فما توافق مع الدين حفظناه، وما دون ذلك،نتعامل معه بما يخدم مصلحتنا، لأننا “نعبد الله، ولسنا ممن يقولون:بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا”.

قد يلقى هذا الكلام معارضة من المتعصبين للعادات والتقاليد، لكن نحن بصدد الحديث عن عادات أصبحت تضر بالمجتمع وبالحرية الشخصية للأفراد، وتفرض أمورا على الناس يفعلونها اضطرارا، وفي قرارة أنفسهم يودونالتخلص منها، ولا يستطيعون، خوفا من تقاليد أصبحت تشكل “سلطة قاهرة “، نذكر على سبيل المثال: كم من أب وأم يودان تزويج ابنتهما دون الرضوخ للدين لتجهيز العروس؟ ثم تتباهى العروس بعدد وفخامة جهازها، فيعرض “بالتصديرة” والفراش و…كذلك الشباب، كم من شاب يود قتل عادات تحرمه من الزواج بداعي التقاليد، رغم أن الزواج في الدين يمكن أن يكون بخاتم فضة؟ كم من فتاة تود إتمام دراستها، لكن تعلم البنات يعد عيبا في مجتمعها ثم تود الزواج من غريب لكن مجتمعها أيضا لا يقبل إلا بابن العم، حتى ولو كان لا يناسبها…

كثيرة هي الآفات الاجتماعية الخطيرةالتي تؤرق حياتنا، لم تكن لتبقى لولا التمسك وتوريث التقاليد، كزواج القاصرات، وختان الفتيات في بعض أرياف الدول العربية، والتباهي والمغالاة في المهور وتكاليف الزواج، حتى الزيارات العائلية وعيادة المرضى، أصبحت تشكل عبئا ومانعا لكثرة تكلفها…

إن خطورة التقليد الأعمى لكل موروث دون البحث فيه قد يذهب إلى حد أخطر وأبعد، فقد نجد في المجتمع من يخلط بين العادات والقرآن والسنة النبوية.. ومنها أيضا ما يتعارض مع أحكام الشرع والقانون.. ففي جرائم الشرف مثلا، نجد أن غسل العار يتنافى مع الدين الإسلامي، لكن غاسل العار بطل وسبع أهله، بمنظور العادات والتقاليد. قد لا نرى مثل هذا في العاصمة،أو المدن الكبرى، لكن في خبايا الجزائر العميقة وأغلب الدول العربية، كل ما سبق ذكره موجود، ومعيش في زمننا هذا، للأسف..

ماذا نفعل للتخلص من هذه العادات والتقاليد البالية؟ وكيف نتحرر من قيودها؟

في الواقع، لا شيء ينفع سوى مواجهتها والتمرد عليها وتحمل انتقادات مجتمع يذمك في البداية،لكنه في آخر المطاف سيتبعك، وإن لم يتبعك تكون قد حققت مرادك وتحررت مما لا يسمن ولا يغني من جوع. وتكون قد وضعت خطوة أو حجر أساس في مجتمع يحكّم العقل والدين، ولا تحكمه العادات والتقاليد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • **عبدو**

    5//
    اما زواج سيدتنا عائشة رضي الله عنها برسول الله صلى الله عليه و سلم فذلك من باب انه الصادق و الامين في قومه ،فهو من رباها و علّمها و رعاها و راعى طفولتها و حفظها ( اي انه لا يخشى عليها منه ) و لما كبرت عاملها معاملة الازواج لما بلغت سن 18 على حد علمي

    و الله اعلم

  • **عبدو**

    5//
    ادراك كل هذا و هي تلعب هنا و هناك،وقد لا تعرف حتى ما هو الزواج،وبالتالي يخشى عليها من طرف زوجها اذا كان سيء الاخلاق فيفسدها .اذن فوعيها بدينها و دنياها يكون اكثر امنا لها،وافضل
    عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{الأيم أحق بنفسها من وليها،والبكر تستأمر، وإذنها سكوتها} فالحديث يدل على انه إن رفضت البكر الزواج فإنها تتكلم،و اذا قبلت فإنها تصمت من دون ضغط او اكراه،و لكن تسترضى بذكر اخلاقه الحسنة و غير ذلك
    اما زواج سيدتنا عائشة رضي الله عنها برسول الله صلى الله عليه و سلم فذلك من باب انه الصادق و الامين في قومه ،فهو من رباها و علّمها و رعاها
    ...يتبع

  • **عبدو**

    5//
    (أو قذف المحصن اذا كان رجلا) مع جريمة قتل.و امور كهذه يفصل فيها القاضي (يجب ان يكون عارفا بدين الله)
    اما موضوع زواج القاصرات،فمن الافضل للزوجة ان تكون واعية بحقوقها على زوجها،و واعية بواجباتها نحو زوجها و قادرة على تحمل اعباء الزواج و تتعلم كيف تعتني بأولادها،و تكون واعية بدينها و دنياها ايضا ،حتى لا تقع كثيرا في الاخطاء و الهفوات،و تعرف كيف تتعامل مع الزوج و محيطه،و الطفلة الصغيرة لا يمكنها ادراك كل هذا و هي تلعب هنا و هناك، وقد لا تعرف حتى ما هو الزواج،وبالتالي يخشى عليها من طرف زوجها اذا كان سيء الاخلاق فيفسدها .اذن فوعيها بدينها و دنياها يكون اكثر امنا لها،وافضل

    ...يتبع

  • **عبدو**

    3//
    فعلوم الدين تعين على الصبر و تؤلف بين الزوجين و بين الناس و تحث على العمل و طلب العلم،و علوم الدنيا (فيزياء ، كيمياء و رياضيات ، علوم طبيعية ...)ففائدتها واضحة من اسمائها (حساب،قراءة،معرفة...).
    -اما الختان فهو خاص بالذكور فقط و لا علاقة له بالاناث
    -اما جرائم الشرف هذا ليس من الاسلام،فمن قتل فهو ارتكب جريمة،لكن حكم من فعل او فعلت الزنا هو الجلد (100اذا كانت حرة و 50 اذا كانت من الاماء)،اما جرائم الشرف التي تحصل بدون بينة و لا دليل(أي انها ظنية) فهو قذف للمحصنات (أو قذف المحصن اذا كان رجلا) مع جريمة قتل.و امور كهذه يفصل فيها القاضي (يجب ان يكون عارفا بدين الله)
    ...يتبع

  • **عبدو**

    3//
    اما التفاخر بين الناس في الزواج منهي عنه لأنه يعد من التكبر و السخرية و قد يؤدي الى الاسراف و التبذير و الديون و و حتى العداوة ... ،كما يؤدي الى العزوف و التأخر عن الزواج سواء للمرأة او الرجل ، فالغنى قد يأتي قبل او بعد الزواج
    ان حسن الخلق اضافة الى الدين سواء للرجل او المراة يؤدي الى استقرار الاسرة و دوام الزواج في مودة و رحمة و تعاون و صبر
    إن المرأة كما الرجل مكلفان أمام الله تعالى،يجب تعليمهما في علوم الدين و علوم الدنيا لأنهما في حاجة اليهما معا و لا يعد العمر عائقا امام التعلم (ليس للصغار فقط بل للكبار ايضا)؛فعلوم الدين تعين على الصبر و تؤلف بين الزوجين و بين الناس و
    ...يتبع

  • **عبدو**

    2//
    (يصلي و يصوم و يزكي و يحج...) لكن اخلاقه سيئة(يسبّ و يشتم و يظلم و يحقر و سفيه القول و الفعل...) هذا لا يرضي احدا فما بالك بمن يريد مصاهرتهم ، اما من له اخلاق حسن (طيب العشرة و لا يسب و لا يشتم و امين و مخلص و لا يسرق و يبر والديه و يصل رحمه و ليس سفيها...) فذلك يألف غيره و يألفونه،و عدم اختياره زوجا لابنتهم هو ذلك الفساد الذي حذّر منه في الحديث السابق،لهذا على كثير ممن يظنون ان سوء الخلق هو من ميزات الرجولة و العصر عليهم ان يغيروا ما بهم من سوء و منكر،فالاولى رضا الله لا رضا الناس .
    اما التفاخر بين الناس في الزواج منهي عنه لأنه يعد من التكبر و السخرية و قد يؤدي الى
    ...يتبع

  • **عبدو**

    2//
    أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، قد يكون الرجل متدينا (يصلي و يصوم و يزكي و يحج...) لكن اخلاقه سيئة(يسبّ و يشتم و يظلم و يحقر و سفيه القول و الفعل...) هذا لا يرضي

  • **عبدو**

    2//
    مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23)وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم

  • **عبدو**

    1//
    صحيح ان هناك عادات و تقاليد لا علاقة لها بالدين ، فالحشمة و الحياء من الدين ، اما تحديد الزواج بإبن العم فقط فهذا ليس من الدين مع انه مباح أصلا،فالاصل هو الزواج بغير ما حرمه الاسلام (الاب و الاخ والابن و الاخ من الرضاعة ...و غيرهم) قال الله تعالى :{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ