العدوان على غزة حاضر في الامتحانات المدرسية
شهدت بعض مواضيع الاختبار الخاصة بالفصل الأول في مادتي اللغة العربية والفرنسية وحتى الإنجليزية في المستويين الثانوي والمتوسط توجها جديدا من قبل الأساتذة، حيث تم طرح مواضيع ذات أبعاد دولية، مثل العدوان على غزة، وفتح بذلك المجال أمام التلاميذ للتفاعل مع الأحداث الجارية، من جهة، ومن جهة أخرى تأكيد الموقف الثابت للجزائر تجاه القضايا العادلة إلى جانب السعي لتعزيز ثقافتهم العامة وتحفيزهم على التفكير النقدي.
في سياق الاختبارات الفصلية، تناولت العديد من المؤسسات التربوية موضوع الحرب على قطاع غزة، في خطوة تعكس الوعي الوطني بالقضايا الإنسانية العادلة، وهو ما يعكس اهتمام الجزائر بتنشئة جيل مُطلع على الأحداث العالمية، وخاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية التي تحظى بمكانة خاصة لدى الجزائريين، وتعبر عن مدى التزام الجزائر بدعم القضية الفلسطينية في مختلف المجالات، بما في ذلك التربية والتعليم، لتظل هذه القضية حاضرة في الوجدان الجماعي للأجيال الصاعدة.
ويرى مختصون أن إدراج هذه القضايا في الاختبارات هو ترجمة لرغبة الأساتذة في تحفيز التلاميذ على التفكير حول مفاهيم مثل حرية التعبير والقيم الإنسانية، ومنح الفرصة للطلبة من أجل توسيع فهمهم لما يحيط بهم من أحداث من خلال إدراج مواضيع ذات أبعاد سياسية دولية في اختبارات اللغات.
دور المدرسة في بناء جيل واعٍ بالقضايا العالمية
وفي هذا السياق، ثمن الأمين الوطني للنقابة الجزائرية لعمال التربية بلعمري محمد، في حديثه لـ “الشروق”، مثل هذه الخطوة، قائلا إن دور المعلمين يتجاوز الجانب الأكاديمي إلى غرس القيم السامية وتعزيز الروح الوطنية في نفوس التلاميذ، وأشار بلعمري إلى أن التعليم لا يقتصر على تلقين المناهج، بل يشمل بناء الإنسان الذي يحمل حب الوطن وينتمي إلى هويته بكل أبعادها.
ودعا المتحدث إلى إطلاق مبادرات تهدف إلى غرس القيم الأخلاقية والإنسانية في نفوس التلاميذ، وتعزيز الانتماء للقومية العربية والإسلامية، باعتبارها مكونات أساسية للهوية الوطنية، كما أوضح أن تكوين جيل ناشئ يسير على النهج السليم يتطلب التركيز على ترسيخ مقومات الهوية الوطنية. وصرح بلعمري بأن الأهم ترسيخ حب الوطن في نفوس أبنائنا والاعتزاز بكل شبر من أرضه، ليشبوا متشبعين بروح الانتماء، مؤكدا على أن المدرسة هي الحاضنة الأولى لبناء جيل واع ومتماسك، من خلال توحيد الجهود بين مختلف الأطراف بما في ذلك الأسرة والمؤسسة التربوية.