-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جزائريون يتخلون عن الأطباء ويلهثون وراء القوى الخارقة:

العلاج بالطاقة.. حقيقة أم احتيال!

الشروق أونلاين
  • 21503
  • 0
العلاج بالطاقة.. حقيقة أم احتيال!
ح.م

يعد التداوي بالطاقة الحيوية المغناطيسية واحدا من أكثر أنواع العلاجات انتشارا في العالم على عكس بلادنا، حيث ما يزال استعماله محدودا وبين طاقة سلبية تسحب من الجسد وأخرى إيجابية يشحن به، يظل المريض مشدوها والفكر حائر أمام أوجاع جسدية، نفسية تختفي دون دواء أو حقن بلا تعويذات أو سحر. حقائق كشفها لنا المختص بلحرش عزيز وشاهدناها خلال تواجدنا في عيادته.

سمعنا الكثير عن العلاج بالطاقة المغناطيسية ومن المرضى من يقولون إن مفعوله مثل السحر سريع ويمكن ملاحظة الفرق بعد جلسة واحدة، منهم من يردد مطولا عبارة “مسلمين مكتفين”. ليقتادنا الفضول لعيادة المختص بلحرش عزيز، والذي استقبلنا وردّ على تساؤلاتنا بصدر رحب.

وعن العلاج بالطاقة المغناطيسية المستعمل يقول محدثنا هو مختلف عن طريقة “الرايكي” اليابانية، مضيفا جميعنا نمتلك في أجسادنا طاقة وهناك من يحتوي جسمه على طاقة زائدة فالموهبة هي كيفية إخراجها من الجسم.

ففي عمر خمس سنوات كان يشعر بلحرش عزيز، وهو الدارس لتخصص قانون الأعمال، بما يشبه تنافر قطبي المغناطيس في جبهته فكان ينزعج منه كثيرا، بعدها علم بهذه الطاقة فبدأ في استخدامها في مجال التنويم المغناطيسي، ليكتشف بعد دراسات مطوّلة حول هذا المجال إمكانية العلاج باستعمالها، ليتمكن من معالجة حالات في العائلة وأصدقائه وقد تطلبت منه وقتا كبيرا، فهو سيتعامل مع مرضى مختلفين وأمراض عديدة.

 

الطاقة الحيوية المغناطيسية تعالج الأمراض الجسدية والنفسية

يرى المختص أن الطاقة الحيوية المغناطيسية بإمكانها علاج عديد الأمراض كالوسواس القهري، الفوبيا المرضية، من يظن أن به سحر أو مسّ، ضعف الشخصية، القلق، الغضب، الكآبة، الخوف، آلام الرأس، الصداع، الصداع النصفي”الشقيقة”، أمراض الجهاز العصبي، الجهاز الهضمي، ضغط الدم، تنشيط الدورة الدموية وتقوية المناعة، عرق النسا، آلام المفاصل، الحساسية الجلدية والصدرية، مشاكل الجهاز البولي، السكري، اعوجاج العمود الفقري. فكل مرض نفسي أو عضوي سببه طاقة سلبية، لذا يعمل على سحب هذه الطاقة من الجسم وإرسال أخرى إيجابية تعمل على إلغاء الأولى، فالطاقة المغناطيسية تستطيع علاج الكثير من الأمراض باستثناء المصابين بالأمراض القلبية الذين يضعون البطارية.

 

60 من المائة من المرضى يعانون مشاكل نفسية

أكد المختص بلحرش عزيز أن 60 من المائة من الحالات التي تقصد عيادته تتعلق بأمراض نفسية، موضحا أن الطاقة المغناطيسية ليس بوسعها علاج المصابين بأمراض عقلية، وعدد الجلسات يصل إلى 3 جلسات أسبوعيا، وهناك حالات تحسنت فرغبت في زيادة حصص إضافية وتكلفة الجلسة مابين 2000 إلى 3000 دج ومدتها من نصف ساعة إلى 45 دقيقة. وهناك حالات تشفى بنسبة 100 من المائة وهناك 80 من المائة حسب الحالة، فحتى المريض إذا لم يطلعه على جميع مشاكله الصحية، فالطاقة الإيجابية ستمسح السلبية من كامل جسده. ومن المغالطات الشائعة الاعتقاد بانتهاء الطاقة الإيجابية وهو غير حقيقي، يوضح محدثنا فالمتعود على العلاج بالطاقة سيشعر في كل مرة بضرورة إخراجها.

 

الوضوء والصلاة مفتاح التخلص من الطاقة السلبية

تحدث المختص بأن الطاقة السالبة من المريض تنتقل إليه ثم يعمد للتخلص منها، مؤكدا بأن سجود المصلي للصلاة ووضعه جبهته على الأرض يخلصه من الطاقة السلبية، كما يبعث القرآن في المصلي طاقة إيجابية. فالوضوء والصلاة فيهما حكمة كبيرة فلما يتوضأ الإنسان تخرج منه الذنوب، وعند وقوفه للصلاة يجلب الطاقة الإيجابية ولما يركع تخرج منه الطاقة السلبية. في حين يقوم المعالجون بالطاقة الحيوية المغناطيسية الغربيين باستعمال الماء أو الشجر للتخلص منها.

يشدّد المختص بلحرش على أهمية الحديث مع المريض عن مشاكله قبيل صعوده على سرير الفحص للتداوي، بعدها يطلب منه الاسترخاء وإغماض عينيه، ويقوم بتمرير يده على العضو المصاب والجسد كله على بعد 10 إلى 15 سم من دون أن يلمس الجسد، فيزيل الطاقة السالبة ويشحنه بأخرى موجبة. فالإنسان تحيط به هالة تمنع دخول الطاقة السلبية، هذه الهالة تضعف أحيانا فتصبح كلمة كان يسمعها بالسابق ولا يتأثر بها مصدرا لغضبه.

بعد تعديل الطاقة والتي تكون في البداية ضعيفة ثم تصبح قوية يطلب منه فتح عينيه، يحدث أحيانا وينام المريض وهناك من يقوم وكأنه استيقظ لتوه من النوم بعينين منتفختين لأن الجسم كان في حالة استرخاء.

 

العين والمسّ والسحر طاقة سلبية و”الاستفراغ” هو “استغفال”

فسّر لنا بلحرش عزيز ما يقال عن الإصابة بالعين، المسّ، السحر وكيفية علاجها، فالعين حسبه طاقة سلبية خرجت من جسد شخص لتصيب جسد آخر، و90 من المائة ممن يعتقدون إصابتهم بأحد الأمراض السابقة يعانون الوسواس، والأمر ذاته بالنسبة للسحر فهو طاقة سلبية وما يطلبه الرقاة من المرضى من “استفراغ” يعتبره محدثنا “استغفال”، فالسحر القديم يستحيل استفراغه فهو لا يبقى في المعدة على شكل طعام بل يتحوّل لطاقة سالبة تجري في الدم.

 

شباب وشابات تخلّصوا من أمراضهم النفسية بالطاقة المغناطيسية

من القصص التي عالجها المختص يحكي لنا حكاية شاب يبلغ من العمر 24 سنة، يحضر كل أسبوع حصة العلاج كان يعاني من اكتئاب، خوف، قلق، بعدما وجد نفسه في عمر صغير جدا مسؤولا في وظيفة مهمة ويعاني من ضغوطاتها طوال اليوم، فبدأ يشعر بالتحسن وبالرغم من كونه حاليا في الجلسة السادسة لكنه يرغب في مواصلة العلاج.

حالة أخرى لفتاة قصدته تبلغ من العمر 32 سنة، كانت تعاني جملة من الأمراض فهي عاملة لكنها لا تقوى على مواجهة الناس والحديث إليهم تخاف الظلام، لديها الوسواس، تعتقد أنها مصابة بمسّ، لا تطيق رؤية الدم، بعدما عالجها في الجلسة الأولى حدد لها موعدا على 7 أيام، فلما عادت تفاجأ بها، كانت مبتسمة تحكي له عن نومها بمفردها، كانت تشتكي من أمراض جسدية لم تطلعه عليها لكنها زالت، وزملاؤها في العمل لاحظوا الفرق.    

ومن الحالات التي سمعناها فأذهلتنا، رجل جاء رفقة صديقه من إحدى الولايات، أخبر صديقه المعالج بأن أحد المشعوذين قد أدخل في جسده جنيا كي يبحث عن الكنز، ولم يكن المعالج مصدقا لحديثه فطلب منه الاسترخاء وشرع في العلاج، وبعد انتهاء الجلسة ومغادرته وجد السرير عليه أثار حروق فاضطر لتغطيته بإزار أبيض.

 

احذروا دورات العلاج بالطاقة .. هم يعلمون “الرايكي”

حذّر المختص بلحرش الراغبين في الحصول على تكوين في العلاج بالطاقة من الدورات المقامة حاليا في “الرايكي”، وهي طريقة يابانية قام مؤسسها بإدراج بعض الأمور المتعلقة بدينه فيها، مستطردا بأن الأفضل والأبعد عن الشبهات هو العلاج بالطاقة الحيوية المغناطيسية فالطاقة قديمة قدم الإنسانية، ولا توجد فيها طقوس أو محرمات عكس سابقتها. موضحا بأنه ينشط وفق سجل تجاري معتمد من طرف الدولة، لكن تخصصهم مازال الأطباء والصيادلة يرفضون الاعتراف به رغم ما يلاحظونه من تحسّن في حالة المريض، وما يحظى به من شعبية كاشفا عن وجود 15 ألف معالج بالطاقة الحيوية المغناطيسية في فرنسا، في الوقت الذي تغيب فيه إحصائيات رسمية حول ممارسي هذا العلاج في الجزائر.

 

أتفادى التلامس الجسدي وعلى المريض عدم نزع ثيابه لساعتين

لم ينته فضولنا رغم كل ما سمعناه، فطلبنا من المختص بلحرش عزيز، القيام بتجربة أمام نظرنا ومع أن المرضى بدؤوا يلحّون في قاعة الاستقبال على دورهم، لكننا فضلنا الاستعانة بأحد مرافقينا حتى يتسنى لنا معرفة شعوره على المدى الطويل، في البداية أوضح لنا المختص ضرورة التخلص من الخواتم والأساور والساعات بالنسبة له وللمريض كونها مصنوعة من المعدن، بعدها طلب من المريض التمدد والاسترخاء بالكامل، ثم راح يمرّر يده من دون التقاء جسدي ويركز على جبهته بعدما كشف له عن معاناته من الصداع النصفي، فبدأ في استخراج الطاقة السلبية وكرّر العملية قرابة 10 دقائق، بعدها قام بشحنه بحركات اليد دوما بطاقة إيجابية بالتركيز على 7 نقاط في الجسم هي مراكز الطاقة، ثم انتقل للعضو المصاب فشحنه، وقال محدثنا من خلال تمرير يده يشعر بشحنات سالبة فيصر عليها، وبعد شحن الجسم بالطاقة يقوم بفحصها ليعدها ويعرف مدى تحسنها، ليطلب بعدها المختص من المريض عدم تغيير ملابسه أو الاستحمام لمدة ساعتين، حتى يستغل الطاقة الإيجابية العالقة بثيابه ويعود بعد أسبوع.   

 

الأخصائي في الأمراض النفسية والعقلية الدكتور زُوّار لـ”الشروق”:

التداوي بالطاقة مجرّد علاج وهمي لأشخاص يتوهّمون المرض!

يرى الأخصائي في الأمراض النفسية والعقلية الدكتور نصر الدين زُوّار، أنّ اللاهثين وراء العلاج بالطاقة لمختلف الأمراض التي يعانون منها، “هم مجرّد أشخاص في حالة متقدّمة من الوهن النفسي، حيث يعيشون هستيريا المرض ويتوهمون بأنهم يعانون من اختلالات عضوية”.

وبرّر الدكتور زوار في اتصال هاتفي أجرته “الشروق” معه  موقفه هذا من العلاج بالطاقة، بأنّ المريض في حدّ ذاته تكون شخصيته حسّاسة وضعيفة، ما يجعله يقبل على أيّ طريقة في العلاج حتى ولو كانت غير مجديّة، كونه يعيش على وقع وهم المرض ويسعى إلى الشفاء منه رغم أنّ هذا المرض غير موجود أصلا.

الأخصائي في الأمراض النفسية والعقلية عدّد مواطن الوهم لدى المريض الراغب في العلاج بالطاقة، حيث ضرب مثال أولئك المرضى الذين تثبت التحاليل الطبية والأشعة بأنّهم غير مصابين بأيّ اختلال عضوي ومع ذلك تجدهم يشعرون بأنّهم مرضى، كونهم يعانون من عاهة عصبية ولّدت لديهم أمراض نفسية أخرى على غرار الوسواس القهري والهوس والهلوسة والاكتئاب.

مثل هذه الحالات النفسية المعقّدة لخصها أخصائيو الصحة النفسية والعقلية في تشخيص طبي اسمه “الخوف من المرض”، الذي يجعل المصاب به يتوهم الإصابة بأمراض عضوية غير موجودة فيه أصلا يقول المتحدّث.

وعن رأيه بخصوص “الريكي” وهو طريقة يابانية في العلاج بالطاقة، تعتمد على التوازن بين الجسم والعقل والروح، صرّح الدكتور زوّار، بأنّ هذه الطريقة وباقي الوسائل العلاجية الأخرى، لا يمكن القول بأنّها تشفي من الأمراض خاصة في بلد مثل الجزائر، الذي يعاني فيه الكثير من الأفراد من ضغوط اجتماعية ونفسية فتكت بأبدانهم وعقولهم معا.

وقدّم الدكتور زوّار وصفة سحرية للأشخاص الذين يتوهمون المرض العضوي، تتمثل في الابتعاد عن أجواء الضغط سواء في الحياة المهنية أو العائلية، والسّعي إلى تغيير نمط العيش وكسر روتين اليوميات بممارسة الرياضة والتنزه في الفضاءات الطبيعية، حيث الراحة والسكينة، ما يؤدي إلى خلق طاقة إيجابية لدى الفرد على حدّ تعبيره دون اللجوء إلى العلاج بالطاقة.

 

البروفيسور خياطي:

يستحيل علاج الأمراض العضوية بالطاقة الحيوية المغناطيسية

أكد البروفيسور مصطفى خياطي، استحالة علاج الطاقة الحيوية المغناطيسية للأمراض العضوية والجسدية كالسكري المرارة،  مشاكل الكبد، التصلب اللويحي، الأورام الحميدة والخبيثة، فهي تتطلب متابعة من قبل المختصين والخضوع لبرنامج علاجي يحدده المختص سواء بتدخل جراحي أو الدواء مع الالتزام بنظام غذائي معين في بعض الأحيان كي تتحسن الوضعية الصحية للمريض، مستطردا بأن الجانب النفسي دورا في بعض الحالات فإذا كان المريض يشعر بآلام في منطقة معينة في جسده فبمجرد خضوعه لهذه الجلسات سيحس باختفاء الألم ويسترد عافيته سريعا.

واعتبر المتحدث هذا العلاج مثل غيره من التخصصات التي تؤثر على الجانب السيكولوجي ونفسية المريض، فيكون التحسن فيها مرده لمعتقد المريض الخاضع لهذا العلاج بفوائده وإمكانية تخلصه من المشاكل النفسية التي يعاني منها كالقلق، التعب وسرعة الغضب وليس ناجما عنه بحد ذاته.  

 

الشيخ جلول حجيمي:

المس والسحر والعين تعالج بالرقية الشرعية وليس بالطاقة الحيوية

فند الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، الشيخ جلول حجيمي، إمكانية علاج العين، المس، السحر باستخدام الطاقة الحيوية المغناطيسية موضحا بأن العلاج الوحيد لها هو الرقية الشرعية بآيات من القرآن والذكر الحكيم وهو العلاج الوحيد لها، ويتطلب دراسة في عالم السحر والجن حتى يتمكن الراقي من مساعدة المريض وتخليصه مما يعانيه، أما فيما يتعلق بالعلاج بالطاقة الحيوية المغناطيسية. فاعتبر محدثنا الأمر ممكننا في بعض الأمراض النفسية شريطة عدم تعدي ممارسي هذا العلم الجديد للضوابط الشرعية شأنه في ذلك شأن التداوي بالأعشاب وغيرها من العلاجات الأخرى التي بدأت تظهر في مجتمعنا. 

وطالب الشيخ حجيمي ممارسي العلاج بالطاقة الحيوية المغناطيسية إبقاء العلاج على وضعه الحقيقي بدون أي زيادات أو إضافات، مبديا ترحيبه بكل تخصص وعلاج يفيد المرضى شريطة عدم تعارضه مع الدين الإسلامي. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!