العنف ينخر الكرة الجزائرية

مع نهاية كل موسم كروي، تعرف الكرة الجزائرية هزات وارتدادات، أبطالها لا يحبُّون الخير لكرتنا، ويعملون من أجل مصالحهم الخاصة.. والخاسر الأكبر، هو أوَّلا الجمهور الرياضي، الذي سئم متابعة لقاءات كروية تنتهي بالسب والعنف والفوضى. وبعيدا عن حلاوة الكرة التي من المفترض أن نشاهدها في الملاعب الجزائرية، مثلما حدث في المباريات الأخيرة للمنتخب الجزائري، التي لعبت في ملعب آيت أحمد بتيزي وزو… صور جميلة لا تزال راسخة في أذهان الجميع، وأعطت صورة مشرقة عن الجزائر في مختلف أرجاء العالم.
الذي حدث في الأسابيع الأخيرة، في بعض المقابلات، وفي مختلف الأقسام، يدلّ على أن المناصر الجزائري لم يصل بعد إلى مستوى النضج في مناصرة فريقه، خاصة أن بعض المدربين والنقاد والمحللين، وحتى بعض زملاء المهنة، يتحدّثون وكأنهم مناصرون لفرقهم. وهو ما يجعل المتلقي يقتدي بما يسمعه ويشاهده في وسائل الإعلام، خاصة من بعض المحللين الذين يصبُّون الزيت على النار، بتصريحات حمقاء وغير مسؤولة، وتغذّي العنف في الملاعب. فكل فريق يريد التتويج بلقب أو تفادي النزول إلى قسم أسفل، عليه العمل فوق الميدان وليس تحقيق هدفه بطرق غير رياضية وبعيدة كل البعد عن الروح الرياضية.
وعليه، فإن الذي شهدته العديد من الملاعب، في الآونة الأخيرة، من المفروض ألا يمر مرور الكرام، وإجراءات صارمة لابد أن تتخذ ضدّ مرتكبي التجاوزات التي تحدث في ملاعبنا.
من جهة أخرى، على اللاعبين والمدربين أن يبتعدوا عن التصريحات النارية التي غالبا ما تكون سببا في الفتنة التي من الصعب التخلصُ منها ما لم يعد كل واحد إلى رشده.
وزير الرياضة، وليد صادي، باعتباره أيضا المسؤول الأول عن الكرة، التقى الحكام في إطار لقاء تحفيزي وتوعوي حول الجولات المتبقية من البطولة، بعد تسجيل بعض النقائص التحكيمية خلال المباريات الأخيرة، خاصة في المباراة التي حكمها الدولي مصطفى غربال بين نادي أقبو ومولودية الجزائر، حتى وإن أخطأ الدولي الجزائري في تقديره في المباراة، لا بد من أن نسانده ونساعده ليكون مستقبلا في المستوى، لأنه الأحسنُ وطنيا وإفريقيا، ومن بين أحسن ثمانية حكام في العالم، بحسب ترتيب المونديال القطري، لا المطالبة بمعاقبته، مثلما أكدته بعض وسائل إعلام لحسابات ضيقة.
وليد صادي، اجتمع أيضا برؤساء أندية الرابطة المحترفة، وناقشوا وبحثوا أسباب وتداعيات التصاعد المقلق لآفة العنف في الملاعب، وتزايد خطابات التحريض على الكراهية، واتفق الجميع على إنهاء البطولة قبل 21 جوان القادم، مع منع الأنصار من التنقُّل مع فرقهم، وبعض القرارات الأخرى خدمة لكرة القدم الجزائرية…
لا نريد أن نشاهد مستقبلا صور عنف في ملاعبنا، وعلى الجميع تحمُّل مسؤولياته، وعلى أصحاب القرار معاقبة كل من تسوِّل له نفسه الإخلال بالروح الرياضية التي من المنطقي أن تكون السائدة في كرتنا.