-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العنف يهز كرتنا

ياسين معلومي
  • 453
  • 0
العنف يهز كرتنا
ح.م

لم تمر إلا ساعات من انقضاء سنة 2018، حتى ضرب العنف الكرة الجزائرية من جديد، هذه المرة من مدينة جيجل التي احتضنت لقاء الدور السادس عشر من كـأس الجزائر بين فيلاج موسى ومولودية الجزائر، حيث اضطر الحكم إلى توقيف المباراة في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، عندما كان فريق مولودية العاصمة متقدما في النتيجة.

أعمال الشغب طالت غرف الملابس، كراسي المدرجات والسياج الواقي والفاصل بين المدرجات وأرضية الميدان، إلى خارج ملعب حسين رويبح، حيث قام المشاغبون برشق رجال الشرطة بالحجارة وتخريب مواقف الحافلات، ما تسبب في إصابة ما لا يقل عن 20 شخصا من بينهم 7 من رجال الشرطة، وربما هي نفس الأحداث التي عرفها الأسبوع الماضي لقاء مستقبل الرويسات وضيفه شبيبة تيارت، وقبلها لقاءات لا تعد ولا تحصى، حدث هذا دون تحرك المسؤولين الذين يفضلون الحديث والظهور في وسائل الإعلام، ويتفننون في توجيه كلام معسول إلى الجماهير عن إيجاد حل لهذه الظاهرة التي ضربت استقرار الكرة الجزائرية، وأصبحنا نموذجا عند الهيئات الدولية التي أصبحت ترفض منحنا احتضان المنافسات الإقليمية والقارية.

عندما نتحدث عن الكرة الجزائرية التي كانت ولسنوات خارطة طريق بعض الدول كرويا وخاصة من شمال إفريقيا، حتى أصبحوا هم يتأهلون لكأس العالم، ونحن نشاهدها على شاشات التلفاز، هم يتألقون في المنافسة القارية ونحن نقصى في الأدوار الأولى، هم يفرحون بمنتخباتهم وأنديتهم ونحن نبحث دائما عن الأعذار، مسؤولون لا يهمهم سوى مصلحتهم الخاصة على حساب أخلاقيات الرياضة ومستقبل الكرة التي كانت ولسنوات منبع الحب والإخاء بين الجزائريين، قبل أن تنقلب الأمور، وأصبحوا يصدرون أسبوعيا إلى الخارج أنواعا من العنف عجز حتى أشهر المختصين في علم الجرائم عن إيجاد حل لما يحدث في رياضتنا، في وقت وجدوا الحل عند الإنجليز، وقضوا نهائيا على الهوليقانيزم الذي نخر كرتهم، واستطاعوا في آخر المطاف أن يسنوا قوانين جعلتهم في سنوات مثالا يقتدى به، إلى درجة أن المدرجات أصبحت تبنى قريبة جدا من المستطيل الأخضر، ما يزيد من حلاوة الكرة ونكهتها.

عندما أسمع مسيري الجلد المنفوخ في بلادنا يتحدثون عن مستقبل الكرة الجزائرية، والقرارات التي سلمت إلى وزارة الشباب والرياضة، وعن منتدى النهوض بالكرة الجزائرية، أصبح مجبرا على أن أقول حقيقة لا بد منها، وهي أنها حبر على ورق، وستدخل أدراج المكاتب، ولن تعرف النور، فكيف بمسؤول عن الكرة في الجزائر لا يستطيع على الأقل إيجاد برمجة عادلة بين الفرق، ولا تطبيق القوانين مثلما تفعله كل الهيئات الدولية… وأمور أخرى تجعلني اليوم أقر أن الكرة في الجزائر ستعود إلى الوراء، مادام الذي يسيرها لا يؤمن بثقافة البناء الكروي الذي ناضل من أجله من يحبون الخير للكرة الجزائرية.

عندما تحدثت “البي بي سي” وصحيفة “فرانس فوتبول” الفرنسية عن الرشوة في الكرة الجزائرية، كنت أنتظر رد فعل سريعا وحازما من الاتحاد الجزائري وكل المسؤولين في بلدنا، على الأقل يفتحون تحقيقات معمقة لمعرفة صحة ما ورد في هاتين الوسيلتين الإعلاميتين الثقيلتين، لكن السكوت عن الحق أصبح عادة عندنا، لذلك أطالب بضرورة إيجاد حل لكل المشاكل التي تضرب كرتنا، وخاصة العنف الذي أصبح علامة مسجل، حتى إنه لم يستطع أي أحد محاربته…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!