-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الثلاثية التي تركز عليها النساء قبل رمضان

“العولة” و”النفضة” و”اللهفة”!

سمية سعادة
  • 1221
  • 6
“العولة” و”النفضة” و”اللهفة”!
ح.م

بعد أيام قليلة من دخول شهر شعبان، انبعثت رائحة رمضان من البيوت الجزائرية التي أبت إلا أن تسابق الزمن لاستكمال التحضيرات اللازمة لهذا الشهر العظيم.

وبالنسبة لبعض الجزائريات المهووسات بالتنظيم والتنظيف، فإن هذه المناسبة تحتاج إلى جهد مضاعف، وساعات أخرى فوق ساعات النهار، من أجل إنهاء المهمة “الصعبة” لاستقبال شهر الصيام وهن مطمئنات بأن كل شيء في مكانه، وأن كل شيء جاهز ليوفر عليهن الوقت والمشقة.

ولعل أول ما تبادر إليه المرأة الجزائرية مع اقتراب هذا الشهر، هو” تدشينها” لحملة تنظيف عميقة تمس أرجاء البيت كله، أو ما يعرف عندنا بـ”النفيض”، والذي عادة ما يمتد إلى الشارع حين تصر المرأة على تحويل بيتها إلى “مسبح” مائي، وهو الأمر الذي يشعرها بالراحة النفسية رغم ما تلاقيه من تعب شديد، وهو ما يفسره المتخصصون في التنمية البشرية، بالطاقة الايجابية التي يتزامن الشعور بها مع تحريك الأشياء من مكانها وتنظيف البيت وتعريضه لأشعة الشمس، وتؤمن السيدة وسيلة بهذه النظرية التي لمست نتائجها في حياتها، حيث تقول إنها عندما تقوم بتنظيف البيت وغسل الجدران والنوافذ وتغيير الديكور تشعر براحة نفسية كبيرة تجعلها تستقبل شهر رمضان بتفاؤل وسعادة.

وتترك السيدة نورة الأيام القليلة التي تسق رمضان لتقوم بـ”النفضة” حتى يظل بيتها محتفظا بنظافته حتى بداية هذا الشهر، بينما تستغل الأيام الأولى لشهر شعبان في ترتيب الخزائن وتنظيف الستائر وملابس الشتاء.

وخلال هذه المرحلة المهمة، لا تغفل الجزائريات كعادتهن على إعداد “العولة” الخاصة برمضان التي تخفف عليهن النفقات والجهد، خاصة بالنسبة للعاملات والموظفات اللواتي يصعب عليهن التوفيق بين البيت والعمل في هذه الفترة ما لم يرتبن أمورهن بالشكل الذي يقلل عليهن الضغط النفسي، وبالنسبة للكثير من السيدات، فإن شعبان هو الوقت الأمثل لهذه المهمة، حيث تستغل الكثير من الموظفات أيام الراحة لإعداد ما يلزم للطبخ في رمضان، ابتداء من تجميد عصير الليمون وانتهاء بإعداد “البوراك، بينما يقمن بتخصيص الأيام الأخيرة من شعبان في فرم البصل والثوم والطماطم وتنظيف الدجاج وتتبيله ووضع كل هذه المواد في المجمد.

ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للماكثات في البيوت، اللواتي يشتكين هن الأخريات من ضيق الوقت وكثرة الأشغال في الشهر الفضيل، لذلك يقمن بإعداد “العولة”، وفي هذا السياق تقول آية، إنها قامت بتحضير عصير الليمون وتجميده على شكل مكعبات على اعتبار أن ثمنه سيكون مرتفعا مع حلول رمضان، مثلما تقوم بإعداد عصير البرتقال وعصير الفراولة ومعجونه لتضعهم في المجمد.

وتقول سيدة أخرى، إنها تقوم بإعداد كل ما يلزم “الشربة” والاحتفاظ به في الثلاجة، كما تقوم بتحضير العجينة المورقة و”البوارك” وتقسيم الكمية على عدة أكياس.

وهناك من ربات البيوت من تلجأ إلى تحضير بعض الأطباق والأطعمة والاحتفاظ بها إلى غاية رمضان، على غرار “السلق” الذي يتم طبخه قليلا، بينما يحتفظ بالحمص مطبوخا وجاهزا في الثلاجة إلى غاية استعماله.

ومعروف عن المرأة أن علاقتها الحميمة مع الأواني المنزلية تنتعش قبل رمضان انتعاشا كبيرا يجعلها تصرف كل ما لديها من نقود دون أن تفكر في باقي المصاريف، تقول السيدة حورية إنها زارت محلات الأواني فوجدتها على غير عادتها تعج بالنساء وحجتهن هذه المرة شهر رمضان الذي تعودن استقباله بكل جديد حتى وإن كن يملكن الكثير منها، ولكنها عادة الجزائريات التي يحيينها مع قدوم رمضان.

وفي خضم هذه الاستعدادات والتجهيزات التي تسبق رمضان، ينبغي أن لا تنسى المرأة أن تركز على الجانب الروحي لهذا الشهر العظيم، وأن تستغل وجوده بيننا لتصلح علاقتها بالله وتتقرب منه وتملأ صحيفتها بالحسنات، فربما يكون رمضان الأخير في حياتها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • حل وحيد

    جلسا على طاولة يريد ان يتكلم ولا تريد سماعه فقالت اصبحت لا افهم من يتكلم الان انت مبهم المعالم شيء لا يقع في طبلة اذني الا وجرحها انه كلامك اسكت الان
    فقال حتى اغيضك

  • حل وحيد

    شكرا. الجاري وخبز

  • حل وحيد

    شكرا. الجاري

  • حل وحيد

    الهذه الدرجة نؤمن بانفسنا

  • حل وحيد

    هل يوجد بيت كهذا

  • حل وحيد

    هناك كراهية لما هو ساكن في الوجدان