“الغش بالترهيب” يطبع اختبارات الفصل الثاني

سيرفع مفتشون في الأطوار التعليمية الثلاثة تقارير إلى القائمين على وزارة التربية الوطنية، للفت الانتباه عن تفاقم الغش في اختبارات الفصل الثاني من الموسم الدراسي الجاري، في أوساط تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي، الذين أضحى بعضهم يلجؤون إلى ترهيب وتخويف أساتذتهم لكي ينصاعوا لطلبهم، رغم طبيعة المواضيع التي وردت على العموم سهلة وفي المتناول، بالمقابل تجدد نقابة “الساتاف” مطالبة السلطة الوصية، بضرورة حماية الأساتذة من مختلف أشكال الاعتداءات داخل وخارج الوسط المدرسي.
قالت مصادر “الشروق” إن عنصرين ميزا اختبارات الفصل الدراسي الثاني التي انطلقت في الـ5 مارس الجاري واختتمت الأربعاء بجل المؤسسات التربوية الموزعة وطنيا، وهما أولا سهولة المواضيع التي وردت حسب مفتشين في متناول التلميذ المتوسط وبسيطة من حيث الطرح، حيث ابتعد الأساتذة عن الأسئلة الصعبة والتعجيزية، في حين احترموا بشكل كبير معايير بناء سؤال موجه لاختبارات فصلية، دون خروجهم عن المقرر الدراسي، وثانيا تفاقم الغش وسط تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي، بشكل ملفت جدا للانتباه.
وبهذا الصدد، وقف أساتذة على لجوء متعلمين إلى أساليب الترهيب والتخويف، لأجل ممارسة الضغط على مربيهم، لكي ينصاعوا لأمرهم دون رفض، ويسمحوا لهم بممارسة الغش، باستعمالهم للهواتف النقالة الذكية تارة، وتارة أخرى من خلال اللجوء إلى الأساليب القديمة، ممثلة في القصاصات الورقية أو ما يصطلح عليها “بالحروز”.
وفي الموضوع، عبر بوعلام عمورة، رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، في تصريح لـ”الشروق”، عن عدم تقبل هيئته لاستمرار تفشي ظاهرة الغش، والتي عرفت تفاقما بشكل كبير ومقلق وسط التلاميذ، على اعتبار أنها تساهم في تشويه صورة العائلة التربوية عموما والمدرسة الجزائرية بشكل خاص، فيما جدد مطالبة الوزارة الوصية بضرورة سن قانون يحمي الأساتذة من مختلف أشكال أنواع الاعتداءات اللفظية والجسدية، ومن التهديد بالاعتداء، حيث يعيشون ضغط التلاميذ من أجل السماح لهم بممارسة سلوكات غير أخلاقية كالغش، وإلا يجدون أنفسهم مهددين بالانتقام خارج الوسط المدرسي.
وأضاف المسؤول الأول عن النقابة بأنه من بين أسباب ضعف وتراجع نتائج الامتحانات المدرسية الرسمية، هو اعتماد المتعلمين على الغش للظفر بالنجاح والانتقال إلى مستوى أعلى، دون شعورهم بالخوف من العقاب، من خلال تبنيهم النظرية المكيافيلية “الغاية تبرر الوسيلة”.
ومن جهتها، ستشرع بعض مؤسسات التربية والتعليم الخاصة، بدءا من الأحد المقبل، في إجراء اختبارات الفصل الدراسي الثاني، بسبب تأخرها في برمجة فروض وتقويمات الفصل الدراسي الثاني، ومواجهتها لنقص في التأطير التربوي في بعض المواد، والذي تم معالجته فيما بعد.