“الفاف” مطالبة بالتدارك الموسم القادم

إذا كانت أغلب البطولات في العالم قد انتهت منذ أسابيع، ويتواجد أغلب اللاعبين سواء في عطلهم السنوية أم مع أنديتهم للمشاركة في كأس العالم للأندية التي تُلعب هذه الأيام بالولايات المتحدة بمشاركة أربعة لاعبين جزائريين، ثنائي الترجي بلايلي وتوغاي، ولاعب دورتموند بن سبعيني، ولاعب مانشيستر سيتي آيت نوري، فإنه في المقابل لا يزال اللاعبون الجزائريون ينتظرون بفارغ الصبر نهاية الموسم الكروي المقرر يوم 20 جوان الجاري، ويتدربون يوميا تحت حرارة عالية، في انتظار تحديد تاريخ نهائي كأس الجزائر بين شباب بلوزداد واتحاد العاصمة، وهو ما يزيد من متاعب لاعبي الفريقين العاصميين للبقاء في لياقة عالية، والتحضير للموسم القادم المقرر يوم 21 أوت القادم.
أغلبُ الأندية الجزائرية التي لا تلعب من أجل اللقب أو منافسة قارية، أو غير المعنية بالصراع على البقاء، تجد صعوبة كبيرة في إقناع لاعبيها بالتدرُّب من أجل إنهاء الموسم؛ فأغلب لاعبيها وخاصة الأساسيين أو الذين انتهت عقودهم يرفضون لعب المباريات الأخيرة بحجة التعب أو الإصابة، وهم بطريقة أو بأخرى لا يحترمون عقودهم، ولا يحافظون أيضا على نزاهة البطولة، وهي مشاكل تتكرر كل موسم كروي من دون أن تتحرك الهيئة المشرفة على الكرة في الجزائر لإيجاد حلّ لهذه القضية.
أحد المسيِّرين السابقين اعتبر أن مشاركة الأندية الجزائرية في مختلف المسابقات القارية سببٌ في تأخير نهاية الموسم الكروي، وهم يرفضون لعب مباريات البطولة متحجِّجين بتشريف الجزائر قاريا، غير أن كل الأندية في العالم خلال مشاركتها في كل المنافسات تقدِّم أو تؤخِّر مبارياتها بثلاثة أيام قبل التاريخ المحدد أو بعده.
الاتحاد الجزائري لكرة القدم كان في السنوات الأخيرة عندما أوكل تسيير المنافسة الوطنية إلى المرحوم محفوظ قرباج أو محمد مشرارة، كان يُجبر الأندية على اتفاق من أجل اللعب أياما قبل المنافسة القارية أو بعدها، وكانت البطولة تنتهي في وقتها من دون مشاكل، وهذا رغم كثافة المنافسة سواء للمنتخب الوطني أم للأندية التي كانت تشارك في المنافسة (رابطة الأبطال الإفريقية وكأس الكاف وكأس العرب).
مشكل سوء البرمجة الذي تعاني منه الكرة الجزائرية يجبر الاتحاد الجزائري على إيجاد حلول سريعة خاصة الموسم القادم، تزامنا مع مشاركة المنتخب الوطني في كأس إفريقيا بالمغرب المقررة شهر ديسمبر القادم، وبنسبة كبيرة في كأس العالم 2026 المقررة شهري جوان وجويلية 2026 إذا ما تأهّل إلى العرس العالمي الذي بقي منه أربع جولات فقط، وهو يسير بخطى ثابتة للتواجد في أمريكا كندا والمكسيك، زد على ذلك مشاركة المنتخب المحلي في “الشان” شهر أوت القادم وكأس العرب نهاية السنة.. إضافة إلى مشاركة أربعة أندية في منافستي رابطة أبطال إفريقيا وكأس “الكاف”.
وينتظر من الاتحاد الجزائري لكرة القدم في قادم الاجتماعات تحديد تاريخ لنهاية الموسم الكروي وفق برمجة دقيقة، خاصة مع كثافة المنافسات الدولية، وذلك لن يكون صعبا، خاصة وأن على الجميع (أندية ولاعبين وجمهور) تفهُّم كل القرارات، بغية الاقتداء بالاتحادات الكروية التي تحدِّد نهاية الموسم بعيدا عن كل الحسابات.