-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“الفاف” وعقلية “التحفاف”!

جمال لعلامي
  • 665
  • 1
“الفاف” وعقلية “التحفاف”!
ح.م

رئيس “الفاف” يقول في ما معناه أن وزيرة أو وزير التربية لها علاقة بتسيير الملاعب، وهي أيضا مسؤولة عن العنف في المدرّجات، وكان يقصد زطشي بأن بن غبريط بإمكانها تلقين دروس التعايش السلمي والروح الرياضية للتلاميذ بالمدارس من خلال تطعيم البرنامج الدراسي بمثل هذه المقرّرات المهمة والمصيرية حتى بالنسبة للنظام العام!
هكذا إذن “الفاف” تريد تعلم “التحفاف” في رؤوس التلاميذ، وهكذا يُقحم زطشي بن غبريط في الملاعب، وربما لو أقحم زميلها في الحكومة، عبد القادر حجار، لكان الأمر مفهوما نوعا ما، فقطاع التعليم العالي، الذي يسيّر الجامعات، يستقطب طلبة من أعمار معنية بدخول الملاعب بطريقة مستقلة، ويُمكنها أن تتورّط بإيعاز أو دون قصد، في عنف المدرّجات!
لكن، هل يُعقل أن يتورّط تلاميذ الابتدائي مثلا، وهم في أعمار الخمس والعشر سنوات في “معارك الكبار”؟ علما أن هذا النوع من “المناصرين”، هم في القانون قصّر، وتحت وصاية أوليائهم، وبالتالي كان المفروض على زطشي أن يوجه رسالته إلى وزير الجامعات ومعه وزير التكوين المهني، على اعتبار أن هذين القطاعين يحتضنان ويحضنان مراهقين في طور الخصوبة!
حتى وإن ضمّت المدارس “أطفالا كبار” في المتوسطات والثانويات، فإن الواقع يقول إن ليس هذا هو النوع البشري المتورط في أعمال العنف المتنامي بالملاعب، ولعلّ صوت العقل والعلم، يقول إن الأولى بالمدارس والجامعات، أن تدرس التلاميذ والطلبة، العلوم والتكنولوجيا، بدل أن يجرّها اللاعبون و”المتلاعبون” إلى “علم الغبار” والجلد المنفوخ!
لا فائدة مرجوة من “مقترح” تحذير التلاميذ من عنف الملاعب، وتعليمهم التربية الرياضية، وإن انخرطت المدرسة في مساع كهذه، فإنها ستغرق في مستنقع آخر يُبعدها أكثر عن مهمتها النبيلة التي لا علاقة لها بالانحرافات والتجاوزات والخروقات والاعتداءات الخارجة عن نطاقها، وتتحملها أطراف أخرى، بعيدة كل البعد عن الحرم المدرسي والجامعي والتربوي!
ليس المدرسة أو الجامعة أو المسجد ولا حتى السجون، “يعيدون تربية” الصغار والكبار، وإن كان لهم دور حاسم ومفصلي، في إعداد النشء ومحاربة الآفات الاجتماعية، لكن ينبغي على الأسرة هي الأخرى، أن تلعب دورها كاملا غير منقوص ولا مبتور، وأن يؤدّي كذلك المجتمع وظيفته في تحديد المسؤوليات والصلاحيات، بما لا يُخلط مهمة الفاعل مع المفعول به!
إن ما يحدث في ملاعبنا، هو نتاج “منظومة تغبوية”، و”مظلومة” رياضية وانحراف عميق في الأخلاق والقيم، وتخلي العائلة عن دورها، وانسحاب المجتمع من “ساحة القتال”، ولذلك لا فائدة من توريط الآخر و”مسح الموس” في جهات معلومة وأخرى مجهولة لإخفاء نكسة أخلاقية وتربوية ورياضية تضربنا جميعا في مقتل!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • نوار

    كل هؤلاء المشاغبين تجدهم يوم الجمعة يتسابقون على الصفوف الأولى و أيضا منهم من يصلي الفجر في المساجد
    المشكل هو انه لا تجد فلسفة الدين عندنا خاصة و عامة عند المسلمون ، و قد تتهم بالكافر او العلماني ادا قلت علينا تعزيز ثقافة فلسفة الإسلام و الاجتهاد في تعاليمه
    و إذا تفلسفنا وصل الأمر باجتناب كرة القدم لانها تدخل في الميسر الذي نهاه عنا الله ، بعض المجتمعات تستطيع ان تمارسها و بعض اخر متخلف عليها الاجتناب
    و لهذا وجد الاجتناب و ليس التحريم في الآية
    و علينا ان نبتعد عن المذهب الوهابي الذي يحث على العنف في كل المجالات الحياة و اصبح فهم الروجولة بالقتل و الغدر و سفك الدماء