الفتح المبكّر لمعارض المستلزمات المدرسية يكسّر شوكة المضاربين

لقي الفتح المبكر لمعارض المستلزمات المدرسية في 58 ولاية، استحسان الأولياء والتجار وجمعيات المستهلكين، أين تم فتح 83 نقطة ساهمت في تلبية حاجيات المتمدرسين في شراء المستلزمات المدرسية وبددت مخاوفهم من حصول ندرة عشية الدخول المدرسي، الذي بدأت بوادر نجاحه تظهر من خلال توفير احتياجات التلاميذ بأسعار تنافسية وجودة ووفرة كبيرة، قضت على كل أشكال المضاربة في هذه المواد.
وبدأت مظاهر التحضير والاستعداد للدخول المدرسي، تتجلى في الاكتظاظ والتواجد البشري الكبير داخل نقاط بيع المستلزمات المدرسية، أين تتوفر كل لوازم الدراسية المطلوبة في رزنامة قطاع التربية المتواجدة على المنصة الإلكترونية.
ومن خلال جولة استطلاعية قادت “الشروق” إلى الساحة المحاذية لمنتزه “الصابلات”، أين خصّصت مساحة واسعة لخيم البيع المباشر للأدوات المدرسية، وبأسعار يصل الفارق بينها وبيع محلات البيع بالتجزئة، إلى 25 دج، ويتجاوز، رصدنا بعض العائلات التي لها أكثر من طفل متمدرس، لأنه بالنسبة لهم، حسب إحدى السيدات، فارق 10 دج في الأسعار يمكن أن يوفّر لديهم خلال شراء كمية كبيرة من هذه الأدوات، مبلغا محترما من المال.
وفرة في المنتوج.. وتنوع في الاختيار
وما يميّز المساحة الكبيرة لبيع الأدوات المدرسية في معرض “الصابلات” بحسين داي، تواجد عدد كبير من الخيم، ما يفتح مجال الاختيار في أنواع وأصناف ونوعية هذه اللوازم، ومع انخفاض أسعارها مقارنة بتلك التي تباع في المحلات، فإن الخيارات والتنوع متوفر، من أقل سعر إلى أعلى سعر، وما على العائلات إلا أن تختار ما يناسبها.
واقتربت “الشروق”، من بعض العائلات التي كانت متواجدة، الاثنين، منذ ساعات النهار الأولى، في نقطة البيع المنظّم بمنتزه “الصابلات”، لمعرفة رأيهم في مساحات البيع المباشرة، حيث قال كهل رفقة ابنه، إن فارق الأسعار ليس كبيرا، ولكن على كل حال، هناك فرصة بين التجول في منتزه “الصابلات”، وانتهاز الفرصة لشراء الأدوات المدرسية، كما أن عدد الخيم يتيح فرصة الاختيار بينها، أين قال إن الزبون لا يكلّف نفسه عناء التنقل بين محلات متباعدة وقد لا يجد ما يبحث عنه.
وقالت أم كانت رفقة ابنتها المتمدرسة، إن هؤلاء الباعة متواجدون في مساحات متقاربة، فأينما ترمي بعينها، تلاحظ الأدوات التي تبحث عنها، وتقارن دون أن تخطو خطوة طويلة، وتتعب، كما يسمح ذلك، بحسبها، بمعرفة حتى الأسعار، حيث التزم كل الباعة بإشهار أسعار الأدوات المدرسية مهما كان صغر حجمها.
ومن جهته، قال أب لـ3 أطفال كانوا برفقته، جاء من ولاية أم البواقي لقضاء العطلة الصيفية هنا في العاصمة، إن الأسعار منخفضة في بعض الأدوات المدرسية فقط، فيما هناك، بحسبه، أدوات تباع بنفس أسعار المحلات الأخرى.
البيع للمواطنين بأسعار الجملة والكراس بـ30 دج
وأخذت “الشروق” أيضا برأي الباعة في مثل هذه المعارض التي تستحسنها بعض العائلات، فأكد مراد أن الأسعار نفسها أسعار البيع بالجملة، وهذا شيء جيّد، ويساعد العائلات التي لها عدد كبير من الأبناء المتمدرسين على اقتناء ما يلزمها من أدوات مدرسية، قائلا إن الفارق يصل في أغلب الأحيان إلى 10 دج.
وأشار محدثنا إلى أن هذه النقاط توفّر أدواتا مدرسية بأسعار رخيصة جدا، وأخرى بأسعار حسب النوع والجودة، فيمكن، حسبه، شراء كراس من 32 صفحة بـ30 دج و48 صفحة بـ45 دج و64 صفحة بـ63 دج، وبخصوص كراس بحجم 96 صفحة، فحدّد سعره بـ86 دج وكراس 288 دج بـ260 دج، كما يمكن شراء مقلمة بـ50 دج فقط، ومسطرة مثلا بـ10 دج فقط، وما على العائلات إلا أن تختار.
ورغم أن الكثير من الخيم خلال جولتنا، لم تتجهّز بعد بكل الأدوات المدرسية، إلا أن العدد كان كاف لاستقطاب الزبائن مع بداية فتح المعرض لأبوابه أمام الجميع، حيث كان يحمل صورة فسيفسائية بألوان الأدوات المدرسية والمحافظ المتنوعة.
وفرة كبيرة للأدوات المدرسية في الأسواق الشعبية
من منتزه “الصابلات”، انتقلنا إلى الأسواق الشعبية المتواجدة بساحة الشهداء، القلب التجاري النابض للجزائر العاصمة، أين يتواجد باعة الطاولات الذين يتنافسون بينهم في بيع الأدوات المدرسية، والأسعار تكون في الغالب ملاذ “الزوالية”، فالعائلات لم تفوت فرصة البحث عما يناسب دخلها، لشراء هذه اللوازم، فكانت ساحة الشهداء بالعاصمة، ملتقى الزبائن من كل الولايات.
وفي هذا المكان، يتزاحم الجميع بحثا عن محل أو طاولة لبيع الأدوات المدرسية، حيث كانت المآزر موضوعة حتى على الأرصفة، وبأسعار تهافت عليها الجميع، والمحافظ هي أيضا ملأت مداخل المحلات والطاولات وزاحمت الألبسة والأجهزة الكهرومنزلية.
وتتوفر طاولات الباعة على أنواع وأصناف مختلفة من الأدوات المدرسية، ومنها الجذابة ذات “البريستيج”، كالمقلمات التي تتراوح أسعارها ما بين 200 دج إلى 500 دج، والكراريس ما بين 30 دج و300 دج، والأقلام بسعر 20 دج والألوان الزيتية، والمحافظ التي تتراوح أسعارها بين 1000 دج و3500 دج.
وصنعت المآزر المحلية الحدث في ساحة الشهداء حتى كادت ألوانها بين الوردي والأزرق، تغطي على كل ألوان السلع الأخرى، حتى أن بعض الشباب افترشوا لها قطع قماش على الأرض ليعرضوها بأسعار بين 500 دج 600 دج.
وتعتبر بعض العائلات، بحسب سهام، أستاذة في متوسطة بباش جراح، كانت تشتري مآزر لبنات أختها، الأسواق الشعبية أكثر الأماكن التي تشتري منها سلعا بكميات كبيرة وبأسعار تتناسب مع الراتب الشهري، وقالت: “هنا يوجد كل شيء، لديك الخيار إما شراء أدوات مدرسية “شيك” أو أدوات مدرسية للزوالية”.
10 آلاف تاجر يتجنّدون لتسويق الأدوات المدرسية
وحول موضوع تجارة الأدوات المدرسية هذه الأيام، قال رئيس الديوان بالاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، عصام بدريسي لـ”الشروق”، إن نقاط البيع المباشر التي يبلغ عددها 83 نقطة عبر القطر الوطني، بالإضافة إلى 3 معارض كبرى في 3 ولايات لبيع هذه الأدوات، هوتحدّ ضد المضاربين والمحتكرين للأدوات المدرسية عشية الدخول الاجتماعي.
وأكد بدريسي، على تجنيد أكثر من 10 آلاف تاجر متخصّص فقط في بيع الأدوات المدرسية في الجزائر، وبما أن وزارة التجارة أخذت خطوات استباقية، فإن سوق هذه اللوازم يسمح للعائلات البسيطة بأن تقتني ما يلزم لأبنائها، وما عليها إلا أن تتقيّد برزنامة الأدوات المدرسية المحدّدة من طرف وزارة التربية والمتواجدة عبر منصات مديريات التربية ومنصات التواصل الاجتماعي.
وأوضح بدريسي، أن المنتوج المحلي متوفر فيما يخص المآزر والكراريس، ولكنه لا يزال يمثل فقط 10 بالمائة مقارنة بنسبة الاستيراد التي تتطلب تكلفة مالية قيمتها 88 مليون دولار سنويا، مشيرا إلى أن هناك أدوات مستوردة من الصين بأسعار منخفضة جدا يمكن أن تساعد العائلات “الزوالية”.
وأشار محدثنا، إلى أن نسبة مخزون الأدوات المدرسية للعام الماضي يمثل ما بين 20 إلى 35 بالمائة، مقارنة بالحصة المستوردة، وهذا كله يساهم في الحفاظ على الأسعار، وعدم ارتفاعها بفارق كبير.
ويرى بدريسي، أن كل الإجراءات المتخذة لتوفير الأدوات واللوازم المدرسية في السوق الجزائرية وبأسعار معقولة، وبدون مضاربة، لا تزال تحتاج إلى توجيه الاستثمار في هذا الإطار، ورفع نسبة الإنتاج المحلي.
ونصح بدريسي العائلات الجزائرية بالاقتصاد في الأدوات المدرسية من خلال الالتزام بالرزنامة المحدّدة من طرف وزارة التربية، واختيار أرخص الأدوات، وذات الصنع المحلي، حيث قال إن بعض العائلات يمكنها أن تشتري بمبلغ 2500 دج فقط كل اللوازم المدرسية التي يحتاجها تلميذ واحد.
ويرى أن معدل شراء هذه اللوازم للطفل الواحد، محدّد بحوالي 4500 دج، موضّحا أن هناك أدوات بأسعار معقولة، فالمحافظ مثلا، بحسبه، تتراوح أسعارها بين 1000 دج و10000 دج.
اعتبروها منقذا من أسعار المكتبات الخواص
الطمأنينة تعود إلى الأولياء مع معارض بيع الأدوات المدرسية بشرق البلاد
عادت الروح للأولياء، بعد افتتاح معارض بيع الأدوات المدرسية التي اختير لها أماكن قريبة من المواطنين، كما كانت الحال في قلب عاصمة الشرق الجزائري، حيث تم إقامة خيم استقبلت منذ أسبوع، باعة الأدوات المدرسية بأسعار وصفها المواطنون بالمقبولة، خاصة أنها ضمت جميع الأدوات المدرسية التي يكثر الطلب عليها، بما في ذلك المحافظ والمآزر بأنواعها.
ولاحظ المواطنون الفارق الشاسع بين ما اقترحته المكتبات الخاصة في بداية شهر أوت الحالي، وبين ما هو موجود منذ أسبوع في هذه المعارض، حيث بلغ سعر كراس 120 صفحة مثلا، 100 دج، وهو لا ينزل عن 130 دج في غالبية المكتبات، وبعملية حسابية بسيطة، ندرك أن الوليّ بإمكانه أن يقتصد، ما لا يقل عن 1000 دج إذا اقتنى الأدوات المدرسية من هذه المعارض، كما قال والد ثلاثة متمدرسين من الطور الابتدائي والمتوسط.
انخفاض الأسعار مقارنة بالسنة الماضية
الإقبال لم يكن كبيرا في سطيف، بسبب انشغال البعض بالعطلة الصيفية، ولكن بدأ يتزايد من يوم إلى آخر، بعد أن اقتنع المواطنون بالنوعية أيضا وليس بالأسعار فقط.
أحد الباعة في معرض سطيف، قال لـ”الشروق اليومي” إن الكراس انخفض سعره مقارنة بالسنة الماضية، بسبب انخفاض أسعار الورق في الأسواق العالمية، فبلغ سعر كراس 96 صفحة، 70 دج وبلغ في الموسم الماضي ما بين 90 و100 دج، بل إن بعض الباعة رفعوا سقف المنافسة بالبيع بأسعار الجملة، وهو ما جعل المواطنين يقتنون كميات كبيرة من الأدوات المدرسية الخاصة بأبنائهم لتبقى بعض الروتوشات غير الضارة ماديا، بعد الدخول المدرسي.
عارض من سكيكدة قال بأن أسعار بعض الكراريس مقارنة بالموسم الماضي انخفضت بطريقة ملموسة، حيث بيعت حزمة أوراق الطباعة بـ 450 دج فقط، في مدينة سكيكدة وكانت قد قاربت الـ 1000 دج في السنة الماضية، أي بنقصان زاد عن الخمسين بالمئة. عموما بدا المواطنون أكثر راحة على أرض الواقع، بعد أن أسكنتهم المواقع في رعب، إثر تداول الناس على مواقع التواصل الاجتماعي أرقاما رهيبة عن أسعار الأدوات المدرسية، وهو ما شجع المكتبات الخاصة في السير على نهج المواقع، قبل أن تعيدهم هذه المعارض التي عمت كل الولايات والبلديات إلى الواقع المريح.
نظرا لأسعارها المقبولة مقارنة بالأسواق الخارجية
إقبال كبير على معرض الأدوات المدرسية بالبويرة
يشهد المعرض الاقتصادي والتجاري للأدوات المدرسية المنظم على مستوى دار الشباب إسياخم بعاصمة البويرة إقبالا كبيرا من طرف الأولياء نظرا لأسعار الأدوات المقبولة مقارنة بالأسواق الخارجية.
وأشرفت مديرية التجارة بالولاية بالتنسيق مع الجهات المتدخلة الأخرى على تنظيم المعرض الاقتصادي والتجاري للأدوات المدرسية والكتاب المدرسي بحضور المديرة الجهوية للتجارة، حيث سيدوم إلى غاية الدخول المدرسي المقبل هذه الأيام، في حين عرف المعرض وفرة في الأدوات وكل المستلزمات المتعلقة بالمجال جراء مشاركة واسعة من طرف المتعاملين الاقتصاديين والتجار الناشطين في هذا النوع من التجارة، كما عرفت أسعار المواد المعروضة تخفيضات مهمة مقارنة مع الأسعار المتداولة في الأسواق الخارجية لاسيما الكراريس والمآزر، وهو ما دفع بالأولياء إلى الإقبال عليها قصد اقتنائها لاسيما بالنسبة للكتاب المدرسي الذي تشهد عملية شرائه طوابير بالمركز الخاص بذلك بعاصمة الولاية، وسط ارتياح كبير لديهم نظرا للأسعار المتداولة ووفرة مختلف المستلزمات، الأمر الذي يزيح عنهم عناء اقتنائها بأسعار تكاد تكون مضاعفة.
إقبال كبير للأولياء على قصر المعارض بالمدينة
أدوات مدرسية من النوعية الجيدة بأسعار الجملة في وهران
مع بداية العد التنازلي لاستقبال الدخول المدرسي، تواصل العائلات اقتناء ما تيسر لها من أدوات مدرسية لتفادي الزحمة والضغط القادم، وفي نفس الوقت اغتنام فرصة المعارض الموسمية التي يحتضنها قصر المعارض بوهران، الذي خصص على هامش معرض التسوق الصيفي، جناحا كبيرا لتجار الأدوات المدرسية التي يكثر عليها الطلب في هذه الفترة بالذات، الشروق طافت عبر المعرض ونقلت أصداء وآراء الزبائن والتجار على حد سواء، فيما يخص النوعية والأسعار.
لم تمض لحظات بعد فتح أبواب قصر المعارض الكائن بالمدينة الجديدة، حتى سارعت العائلات بالتوجه نحو جناح الأدوات المدرسية، وحين اقتربنا من تلك الأجنحة فهمنا السبب الجوهري، حيث إن الأسعار كانت في المتناول، وهو ما شجَع أكثر الأولياء سواء من سكان وهران، أو حتى زوارها من الولايات المجاورة، لاغتنام الفرصة الذهبية، وشراء ما يحتاجه أبناؤهم من كراريس وأقلام ومحافظ، فنسبة التخفيضات وصلت إلى حدود الـ35 بالمئة، أين ذكر أحد تجار الجملة، صاحب خبرة فاقت الـ25 سنة، أن توجههم هذه المرة كان عبر المعارض الشعبية، التي تؤطرها الدولة، لقطع الطريق أمام الطفيليين و”المعاودية”، الذين صاروا لا يفوتون أي فرصة يرون فيها الأرباح، لكن هذه المرة عملية البيع كانت مباشرة من تاجر الجملة إلى الزبون، وأسعار الجملة تباع بها مستلزمات بالتجزئة، حيث صرح السيد مصطفى، الذي يدير محلات بوسط المدينة، بأن الأسعار في المتناول، حيث وصل سعر دفتر من 96 صفحة من النوعية الجيدة إلى حدود 65 و70 دج، بينما كراس 64 صفحة فلا يتعدى الـ55 دج، أما بخصوص كراس 120 صفحة فبسعر 95 دج، وهي أسعار في المتناول يقول المتحدث، وهذا الأمر يقاس على باقي الأدوات، سواء ما تعلق بالنوعية الجيدة أو حتى المتوسطة، مقارنة بالسنة الماضية، فهناك أقلام مزينة فوق رؤوسها رسوم متحركة، كانت تباع السنة الماضية حسب المتحدث بـ250 دينار، أما اليوم وبمناسبة المعرض فقد خفضت أسعارها إلى 100 دج، وهي المعطيات التي أراحت كثيرا الزبائن.
عارض آخر سألناه عن أحوال السوق، فأكد أنهم وفَّروا كل المستلزمات الضرورية التي يحتاجها التلميذ بمختلف الأطوار، أين يشارك في هذه الطبعة زهاء 50 عارضا مختصا في بيع الأدوات المدرسية، كما صاروا يستقبلون أعدادا معتبرة من الزوار، تنتهي في كثير من المرات بنفاد المخزون، وهي مؤشرات إيجابية، رغم أن موعد الدخول المدرسي لم يحدد بعد من طرف وزارة التربية الوطنية.
في مقابل ذلك، أشارت إحدى السيدات أنها أعجبت كثيرا بأجواء المعرض، خاصة بجناح الأدوات المدرسية، نظرا لانخفاض أسعارها، فمثلا حقائب الظهر من النوعية الجيدة، تباع في المحلات التجارية بـ2000 دج وأكثر، في حين تروَّج أنواع فوق الجيدة بالمعرض بأسعار أقل من 1200 دج، وهي نوعية مضادة للماء، وهو ما جعلها محط اهتمام الزبائن طيلة أيام المعرض.
اكتسحت الأسواق الشعبية والمحلات والساحات العمومية
وفرة غير مسبوقة للمستلزمات المدرسية بالبليدة
تشهد ولاية البليدة حركة غير مسبوقة في بيع المستلزمات المدرسية، التي اكتسحت الأسواق الشعبية والساحات العمومية والمحلات التجارية، ووجد المواطن ضالته في تنوع الأسعار والاختيار والوفرة.
“الشروق” زارت أكبر سوق شعبي بالولاية وهو سوق “باب السبت” الذي يباع فيه كل شيء، ويقصده المواطنون من مختلف الولايات بسبب الوفرة والجودة والأسعار التنافسية، وما ميّز هذا السوق خلال الأيام الماضية، هو العرض الكبير للأدوات المدرسية بمختلف أنواعها وأشكالها، والتي خصّصت لها مساحات واسعة لتسويقها على طاولات في الفضاءات المفتوحة وداخل خيم “شابيتو” وعلى مداخل أزقة الأسواق الشعبية.
وبالرغم من عدم الإعلان عن موعد الدخول المدرسي، غير أن الأولياء تزاحموا على شراء الأدوات المدرسية لأبنائهم، خاصة مع الأسعار المغرية التي تقل بفارق ما بين 30 و50 دج عن المحلات العادية، أين عرض كراس 96 صفحة الأكثر طلبا لدى التلاميذ بسعر 75 دج وكراس 120 صفحة بسعر93 دج وكراس 288 صفحة بسعر 240 دج، وفيما يتعلق بالمحافظ، فكان التنوع كبيرا ما بين 700 دج و3000 دج ونفس الأمربالنسبة للمآزر التي اكتسحت الأرضيات بأسعار ما بين 450 دج و1000 دج حسب النوعية، وفيما يتعلق بالمستلزمات الأخرى، فكان التنوع كبيرا وهناك من الأولياء من كانوا يبحثون عن السعر المنخفض بسبب كثرة المتمدرسين في العائلة لتلبية طلبات جميع الأبناء، على عكس بعض الأولياء من الميسورين الذين كانوا يختارون أجود أنواع الأدوات لأبنائهم.
إجماع على الوفرة وتراجع الأسعار
وفي حديثنا مع العديد من التجار النظاميين وحتى “المُوازين”، أكدوا أن الأدوات المدرسية شهدت هذا العام وفرة غير متوقعة، عكس العام الماضي، وهذا ما ساهم، حسبهم، في تراجع الأسعار، خاصة بعد تداول إشاعات بوجود ندرة في هذه المواد، وحتى الأولياء تفاجأوا بالعرض الكبير للمستلزمات المدرسية بالرغم من عدم تحديد موعد الدخول المدرسي، وبشر بعض التجار بأن الأسعار ستتراجع أكثر بسبب زيادة الوفرة ودخول كميات إضافية للسوق، وهو ما من شأنه أن يقضي على جميع أشكال المضاربة في هذه المواد الحساسة التي تلعب دورا هاما في نجاح الدخول المدرسي ومساعدة التلاميذ على العودة الى مقاعد الدراسة في أجواء هادئة وسعيدة.
وبدورها، سارعت بعض الجمعيات إلى فتح فضاءات خاصة لبيع الأدوات المدرسية بأسعار معقولة و”مدعمة”، حيث بادرت كل من جمعيات “كافل اليتيم” و”سواعد الإحسان” ببلديات بني مراد وقرواو وأولاد إيعيش، بفتح فضاءات لتسويق الأدوات المدرسية بأسعار جد معقولة، كما تعمل هذه الجمعيات، أيضا، على توزيع المساعدات المتمثلة في المحافظ المدرسية والأدوات على التلاميذ المعوزين المسجلين في قوائم الجمعية.