-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
زوالية يقتنصون أقل التكاليف في المراقد

الفنادق في الجزائر.. أسعار خيالية دون زبائن!

وهيبة سليماني
  • 8675
  • 0
الفنادق في الجزائر.. أسعار خيالية دون زبائن!

انتشرت، خلال عطلة الشتاء، إعلانات عبر منصات التواصل الاجتماعي، تتعلق بمراقد عائلية للمبيت في المناطق السياحية والمدن الكبرى، وبالقرب من المنتزهات والمستشفيات والعيادات الطبية، هدفها استقطاب الزبائن، من خلال أسعار يراها أصحابها في متناول المواطن البسيط، الذي لم يستطع أن يلج الفنادق ذات النجوم وذات الأسعار الخيالية.

ليلة واحدة في فندق 5 نجوم تضاهي أجرة عامل بسيط

ومع زيادة النداءات عبر “الفايسبوك” من بعض المرضى الذين يأتون للعلاج في العاصمة أو في مدن أخرى ساحلية، وبعض العائلات التي تريد قضاء العطلة رفقة أبنائها في مناطق الترفيه والتسلية، دخل مسيرو هذه المراقد مزاد المنافسة عبر صفحات إلكترونية تحت أسماء “مراقد للجزائريين”، أو “دليل المراقد”، و”مراقد تحمل اسم المنطقة”، عارضين أسعارا، يرون بأنها مناسبة، وأقل بكثير من أسعار الفنادق التي لم تعد مقبولة حتى من طرف ميسوري الحال.

نار بين أسعار الفنادق والمراقد!

وتتراوح أسعار ليلة واحدة لشخص واحد، في المراقد الواقعة في العاصمة أو وهران، وغيرها من المناطق السياحية التي تشهد إقبالا ملحوظا، خلال العطل، بين 2000 دج و3000 دج، وتصل أحيانا إلى 4500 دج، بينما تتراوح الأسعار في الفنادق ذات أربع نجوم، ما بين 14000 دج إلى 17000 دج، ويصل سعر الليلة الواحدة في الفنادق ذات خمس نجوم إلى 30000 دج، ما يعادل رحلة لمدة أسبوع تقريبا في تونس!

ورغم أسعار المراقد المتدنية مقارنة بالفنادق، تبقى هي الأخرى لا تناسب شريحة واسعة من الجزائريين الذين أحرقت جيوبهم تكاليف الضروريات من المواد الاستهلاكية، حيث انتهز بعض “الزوالية”، صفحات “الفايسبوك” الخاصة بإعلانات المراقد، لتوجيه نداءاتهم إلى رواد هذه المنصات، يطلبون مساعدتهم في البحث عن مراقد قريبة من المستشفيات أو العيادات التي يتابعون فيها العلاج، أو من مناطق سياحية ومرافق التسلية والترفيه، لقضاء العطلة الشتوية، على أن تكون الأسعار متدنية جدا، حيث لا يهمهم، بحسبهم، إلا وضع رؤوسهم على الوسادة والتمدد على سرير للنوم وقضاء الليلة إلى الصباح.

عبد اللطيف زايد: الاستقبال في فنادق الجزائر يحتاج إلى تكوين عال

وتحت عبارات: “خصني مرقد يكون بسعر معقول، لمدة أسبوع، ويكون قريبا من مكتبة الحامة”، و”خصني مرقد عائلي في الأبيار أو شوفالي، قريبا من المستشفى”، “عندي كونترول في عيادة للجراحة، واش من مرقد تنصحوني بأقل سعر”.. نلتمس مدى المعاناة، التي يواجهها الجزائريون، الذين هم في أمس الحاجة إلى المبيت في الفنادق. وفي المقابل، فإن مثل عبارة: “من يبحث عن مرقد عائلي نظيف.. يتفضل مرحبا”، تعكس نقص الزبائن، والإقبال حتى على المراقد. ومن جهة أخرى، فإن هناك زيادة ملحوظة في عدد هذه المراقد، التي باتت ضرورية، في بعض المناطق.

ويطلق بعض مسيري الفنادق القديمة، على هذه الأخيرة، اسم مرقد، حيث في الغالب لا تتوفر فيها أدنى شروط النظافة، وتفتقر إلى خدمات ضرورية، وهناك مراقد جديدة وهي فنادق بسيطة وصغيرة لديها عدد محدود من الأسرّة.

الجزائريون يهربون من “جحيم” الفنادق إلى مقاصد أخرى

وحتّمت أسعار الفنادق الملتهبة على الجزائريين، خلال عطلة الشتاء، ومع اقتراب احتفالات ليلة رأس السنة الميلادية، البحث عن مقاصد أخرى، كالمراقد والبيوت المجهزة، والتخييم في الصحراء، وأماكن للمبيت، يتم كراؤها خارج القانون، كالمستودعات والمحلات، ويرى أصحاب الوكالات السياحية بأنّ أكثر ما يسيء إلى السياحة الداخلية هو الخدمات المتدنية للفنادق، مقارنة بغلائها.

وأكد مولود يوبي، رئيس الاتحاد الوطني للسياحة والأسفار، أنه قبل جائحة كورونا، رفضت أغلب الوكالات السياحية التعامل مع الفنادق في الجزائر، بسبب غلاء الأسعار، وتدني الخدمات التي لا يرضى عنها أغلب الجزائريين، حيث كانت الوجهة إلى الخارج، نافيا أن تكون الأزمة الصحية وراء الإفلاس الذي يعرفه بعض أصحاب الفنادق، بل أرجع سبب ذلك إلى الارتفاع الفاحش في تكلفة الخدمات، والمبيت في هذه الهياكل السياحية.

وتعد مراجعة الأسعار، بحسب يوبي، مطلب الكثير من المواطنين والوكالات السياحية، خاصة أنّ بعض الفنادق تقدم خدمات متدنية وتطلب أسعارا خيالية، وبعضها لا يرقى إلى تصنيفها في قائمة الفنادق، ولا منحها نجمة أو نجمتين.

نقص التكوين أحد أسباب تدني الخدمة في الفنادق

وفي السياق، أكّد المدير العام للمدرسة العليا للفنادق والمطاعم بالجزائر، عبد اللطيف زايد، أنّ التسيير الفندقي في بلادنا لا يزال بعيدا عن المستوى المطلوب. وقال إن هنالك نقصا فادحا في الكفاءات الموجودة، لبلوغ الخدمات الفندقية مستوى العالمية.

وأوضح عبد اللطيف زايد أن المدرسة العليا للفنادق والمطاعم بالجزائر، تخرج نحو 50 شابا يملكون خبرة تكوينية عالية، من بينهم من وجدوا مناصب شغل في أرقى الفنادق في دول أروبية وعربية.

ويرى المتحدث بأنّ نقص الإقبال على التكوين في المدرسة يعود إلى أسباب مادية، حيث يكلف سنويا 120 مليون سنتيم للطالب الواحد، وهم طلبة يمتلكون شهادات جامعية، أي متحصلون على شهادة البكالوريا مع دراسة جامعية لمدة 4 سنوات.

وعاب عبد اللطيف زايد على بعض الفنادق والمطاعم في الجزائر مستوى خدماتها، التي لا ترقى إلى مرتبة رضا الزبائن المحليين والأجانب، مشيرا إلى وجود تكوينات دقيقة تحتاجها المدرسة العليا للفنادق. وبالتالي، الاستعانة بأجانب وخاصة في ميدان التسيير.

وفي ما يخص المطاعم في الجزائر، قال عبد اللطيف زايد إن التكوين يبقى دائما مشكلا مطروحا، وإن الزبون يقع ضحية الأسعار والخدمات معا، وقد لا يجد ضالته في مثل هذه المطاعم، حيث دعا إلى ضرورة تحسين مستوى الخدمات في المطاعم والفنادق معا في الجزائر، لكونها صورة للزبون المحلي والأجنبي.

كورونا تهدّد احتفالات رأس السنة في الفنادق

وبعد فرض الجواز الصحي بالفنادق وبعض المرافق العامة، في ظل عودة ارتفاع الإصابات بكورونا وتسجيل حالتين للمتحوّر أوميكرون في الجزائر، يبقى الاحتفال برأس السنة في الفنادق مرهونا بهذه الإجراءات الجديدة التي قد تزيد من تراجع الزبائن وتهدد بتراجعها أو إلغائها.

للإشارة، فإن الفنادق في الجزائر تخضع لبروتوكول صحّي للوقاية من انتشار كورونا بين النزلاء، ويتخوف أصحاب هذه الفنادق، من تكرار سيناريو عام 2020، بعد الضربة الموجعة التي تلقوها مع احتفالات رأس السنة الجديدة، وذلك بتجميد نشاطهم بقرار حكومي وإلزامهم بإلغاء الحجوزات، حيث كانت مناطق الصحراء تنتظر استقبال السياح الأجانب والمحليين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!