-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
انتقادات واسعة للأعمال التلفزيونية في رمضان ومختصون يؤكدون:

الفن الذي لا يتوافق مع قيم المجتمع الأخلاقية.. لا يعول عليه

محمود بن شعبان
  • 553
  • 0
الفن الذي لا يتوافق مع قيم المجتمع الأخلاقية.. لا يعول عليه

أجمع المختصون على وجوب احترام الأعمال التلفزيونية بمختلف أشكالها لمبادئ وقيم المجتمع الجزائري الذي ومهما بلغت درجة انفتاحه إلا أنه يبقى محافظا على تقاليده الاجتماعية وقيمه الدينية، داعين الى ضرورة التحلي بالمسؤولية في مخاطبة المشاهد دون إغفال عنصر الجمال والوعي الفني في صياغة المواضيع المطروحة.

الإمام تمام بن شطارة الجزائري: الأصل أن تسعى المسلسلات للإصلاح والفضيلة لا للإفساد ونشر الرذيلة

الحدود الدينية في مجتمعنا الجزائري هي نفسها الحدود الاجتماعية، وكل ما يخل بأمن البلاد وبمقوماتها الوطنية لا بد أن يلغى ويتابع عليه أصحابه لأنهم من قريب أو من بعيد يشكلون خطراً على وحدة الأمة في دينها وتراثها.

إن المجتمع الجزائري مجتمع مسلم أصيل محافظ على تعاليم دينه وتراث أجداده، وقد طفحت صفحات التاريخ بذكر مٱثر الجزائريين ولا أدل على ذلك من تسمية الناس لها ببلد المليون ونصف المليون شهيد.

وما تجلى في مختلف المسلسلات الجديدة التي تبث عبر قنواتنا الأرضية والفضائية لا يمت إلى القيم الإسلامية ولا التراث الجزائري بشيء، فإن الأصل أن تسعى هذه المسلسلات للإصلاح لا للإفساد ولنشر الفضيلة لا الرذيلة ولإبراز الشعائر الدينية الإسلامية، انطلاقا من أن الجزائر دينها الإسلام كما هو منصوص في دستورها، وتعريفا للعالم بتراث الجزائريين وأمجادهم لا إعطاء صورة بشعة وخسيسة عن المجتمع الجزائري، ولو أن فيه ما في بقية المجتمعات من السلبيات إلا أن دور الإعلام والمؤسسات الوطنية صناعة الوعي وإظهار الخير الموجود في المجتمع ومحاولة إصلاح الخلل الكامن فيه بوسائل الإصلاح المعتبرة، لأن نشر الفساد لا يزيد الطين إلا بلة، ومن تحجج بأنه يصور الواقع الذي نعيشه، فإن هذا يكذب على الجزائريين والعالم بأسره، بتشويه صورة الجزائر بنماذج شاذة ووقائع قليلة ونادرة الوقوع في مقابل الخير العظيم الموجود في هذه البلاد وفي هذا الشعب.

والعتب يرجع على سلطة ضبط السمعي البصري التي تتهاون مع مثل هذه السيناريوهات التي لا علاقة للجزائر ولا لشعبها بما تبثه، وأكبر دليل على بطلان ذلك رفض الواقع والمجتمع بكل أطيافه لمثل هذه المسلسلات، ويشهد لذلك التعليقات المتتابعة في وسائل التواصل الاجتماعي.

السيناريست سارة برتيمة: نحن ملزمون بتفادي إحراج المجتمع الجزائري المحافظ في أثناء الكتابة

الكاتب في أغلب الأحيان لا يضع ضوابط وحدود لنفسه أثناء الكتابة، بينما المؤسسة المنتجة أو القناة العارضة هي من تفرض عليه بعض الضوابط التي تتماشى مع توجهاتها الاجتماعية، لكن من الناحية الدينية، فان الكاتب يجد نفسه مجبرا على احترام الضوابط الدينية أثناء الكتابة بشكل تلقائي، وإنني بصفتي كاتبة سيناريو لا يمكنني التعرض لمواضيع تسيء لديننا الحنيف أو تسيء إلى هويتي ووطنيتي.

أما من الناحية الاجتماعية، فيجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار طبيعة المجتمع الجزائري المحافظ خاصة في بعض المواضيع التي يعد فيها محافظا أكثر من المجتمعات العربية الأخرى، فالشعب الجزائري مهما بلغ درجات متقدمة من الانفتاح، إلا أنه لا يتجاوز تقاليده الاجتماعية، ولهذا أجدني مجبرة على احترام هذا الأمر لأن غير ذلك سيصبح تعديا صارخا ومسيئا للعائلة الجزائرية.

تختلف كتابة السيناريو في جرأتها حسب الجمهور المتلقي، فالكتابة للشاشة الصغيرة مختلفة عن الكتابة للسينما التي تتميز بجرأة أوسع من حيث الطرح، أما بالعودة إلى الإنتاج الرمضاني، فهو يملك من الخصوصية ما يجعله مختلفا عن الإنتاج التلفزيوني في سائر أيام السنة، لكونه يجمع العائلة الجزائرية حول الشاشة، وبالتالي، فنحن مجبرون على تقديم مادة محترمة وبعيدة عن إحراج مختلف أفراد العائلة، إلا إذا كان العمل موجها للمشاهد في دول أخرى مصنعة أكثر للدراما ومتطلبة لمواضيع جريئة، فهنا تتغير المعادلة ويصبح قلمي كسيناريست أكثر جرأة وذلك تلبية لمتطلبات الجهة المنتجة التي تعرف بدورها متطلبات مشاهديها، كما يعد هذا المنتج الرقيب الأول على السيناريو تجسيدا لمعادلة “الإنتاج تحت الطلب” التي تخضع لمعايير عديدة سواء من حيث الميزانية أو الضوابط الاجتماعية والدينية وغيرها.

علينا الإشارة إلى نقطة مهمة جدا في وقتنا الحالي، وهي دور وسائل التواصل الاجتماعي في ممارسة الرقابة، لكونها أصبحت محركا لصناعة الرأي العام الذي يدفع بدوره مختلف أجهزة الرقابة للتدخل أحيانا لحذف بعض المشاهد وقد يصل الأمر إلى توقيف بعض الأعمال، ومع الوقت، فإن السيناريست يجد نفسه مجبرا على تفادي الكثير من المواضيع الجريئة والشائكة في المجتمع كالميراث والزواج المبكر وغيرها من المواضيع التي نعيشها في حياتنا اليومية لكننا نجبر على تناولها بسطحية تفاديا لما قد تسببه من إحراج للمشاهد من جهة وتعرضها لمقص الرقابة من جهة أخرى.

أستاذ الفنون الدرامية الدكتور حبيب بوخليفة: ينبغي للفن أن يكون أخلاقيا في مساحة البحث عن الشكل الجمالي

أعتقد أن كل إبداع فني حقيقي لا تحده إلا القيم الأخلاقية الإنسانية أولا ثم القيم الدينية المشتركة دون المساس بها واحترامها، إذ يمكن الاشتغال على عدة مواضيع منبثقة من الواقع الاجتماعي للبشر مثل الدعارة والإدمان على المخدرات والظواهر الأخرى ولكن بأسلوب فني وليس بذيء ورديء، سافل وسوقي، بعبارة أخرى ينبغي للفن أن يكون أخلاقيا في مساحة البحث عن الشكل الجمالي، خصوصا في ما يخص الصورة المتحركة أي السمعي البصري، بحكم تأثير الصورة بشكل مباشر على الوعي الجمعي، مثلا هل نحتاج إلى أسلوب الدعارة عندما نشتغل على موضوع الدعارة ؟ يكفي أن يكون الحوار والرؤية الإخراجية ثابتتين في البحث عن عنصر الجمال في صياغة المشاهد، وهذا يتطلب المهارة والمعرفة الثقافية الفنية، على خلاف ما نشاهد في أغلبية المسلسلات الرمضانية التي تنقل الواقع كما هو وليس كما يفترض أن يكون.

طبعا الإنتاج الفني تحده أولا القوانين الجزائرية التي لا تسمح بتصوير بعض الآفات والظواهر الاجتماعية بشكلها المباشر السافل، وبالنسبة لمواضيع علاقة انتقاد المسلمات الفقهية المهترئة أمر وارد في الأعمال الفنية التليفزيونية في حدود الحفاظ المقدس المشترك، بمعنى أن المشاهد لا يمكن أن تكون أداة لمحاربة جوهر الدين في مساحة المواقف الأيديولوجية المتطرفة، وإن التقدير يعود دائما إلى الوعي الفني والجمالي وأهمية الموضوع أو الفكرة الأساسية في السيناريو.

الإشكال عندنا ليس في الرقابة في حد ذاتها بقدر ما هي في ضعف الأداء الفني، لأن الرقابة تتحرك داخل جملة من القوانين التي تنظم الإنتاج الفني السينمائي والتليفزيوني، عندما يكون العمل الفني السمعي البصري قائما على الجدية والمهارة والمسؤولية الأخلاقية الإنسانية ولا يخدش أسس الاتفاق الأخلاقي الإنساني يكون حتما مقبولا.

الناقد أنور اسم الله: على السيناريست أن يكون حساسا تجاه الحدود الاجتماعية والدينية عند الكتابة

يحتاج السيناريست الجزائري الذي يعد جزء من مجتمع متعدد الثقافات والتقاليد عندنا سواء في الشرق والغرب والقبائل والتوارق والنوايل وغيرها، إلى أن يكون حساسًا تجاه الحدود الاجتماعية والدينية عند الكتابة، هذه الحدود ليست ثابتة وقد تختلف باختلاف المناطق والجماعات داخل الجزائر، ولكن هناك بعض الاعتبارات العامة التي يمكن أن تساعد في ضمان احترام القيم المجتمعية والدينية.

فالجزائر دولة مسلمة، وبالتالي يجب تجنب أي محتوى يمكن أن يُعتبر مسيئًا للدين الإسلامي أو لرموزه، كذلك المجتمع الجزائري محافظ إلى حد كبير، لذا يجب مراعاة القيم العائلية والأخلاقية، على سبيل المثال، العلاقات العاطفية خارج إطار الزواج أو التصوير الإيجابي لسلوكيات تعتبر من المحرمات اجتماعيًا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!