-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
غلاء في أسعارها وتدن في نوعيتها

الفواكه الموسمية.. لمن استطاع إليها سبيلا!

استطلاع: وهيبة. س
  • 7356
  • 0
الفواكه الموسمية.. لمن استطاع إليها سبيلا!
أرشيف

لم تعد الفواكه الموسمية ذات الإنتاج المحلي، التي كانت تنتشر صيفا في الأسواق وعلى قارعة الطرقات، في متناول المستهلك الجزائري، بعد أن أضحت أسعارها تضاهي أسعار تلك المستوردة، فحتى فاكهة التين الشوكي، التي اشتهرت بفاكهة “الزوالية”، عرفت هي الأخرى زيادة في هذه الأسعار!
وكان الجزائريون يتقاسمون صيفا، فاكهتي “العنب” و”الدلاع”، لوفرتها، وتدني أسعارها، غير أنهم خلال هذا العام، لم يجدوا ما يناسب جيوبهم، في سوق الفواكه، التي تحولت إلى “صيدليات” يشتري منها “الزوالي”، بعض الغرامات فقط، ونوعا واحدا فقط من الفواكه الموسمية، أو يشتري ربع حبة من “الدلاع” أو البطيخ.

مواطنون يعوضون الفاكهة بالعصائر
ومن خلال جولة استطلاعية، قادت “الشروق” إلى أسواق الخصر والفواكه، تبين أن هناك نقصا فادحا في بعض المنتجات الفلاحية، التي تأثرت بالتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة وتساقط الأمطار في غير وقتها، من بينها فاكهة التين، و”الدلاع”، والعنب، حيث شهدت هذه الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في الأسعار، ناهيك عن تغير مذاقها، وتدهور نوعيتها الغذائية.
وعبر متوسطو الدخل من زبائن الأسواق الشعبية في كل من حسين داي، والحراش، وباب الواد، عن تذمرهم من أسعار فواكه اعتادوا تذوقها بشكل يومي في الصيف، مثل العنب، والبطيخ الأصفر، و”الدلاع”، حيث قال بعضهم إن العصائر المليئة بالسكريات باتت تحل محل أطباق الفواكه، رغم أن أجود وأحسن العصائر هي الأخرى تباع بأسعار لا يستحسنها “الزوالية”.

منتج قليل ونوعية رديئة
وتفاجأ الجزائريون، هذه الصائفة، بأصناف فواكه متغيرة المذاق، وأقل حلاوة، وجودة، وطعمها لا يشعر المستهلك بلذة تلك الفواكه المحلية التي كانت تملأ موائدهم، وتعوضهم في عز الحر عن الوجبات الثقيلة والمطبوخة، فـ”الدلاع” مثلا، كانت أعراس الجزائريين لا تخلو منه، وكان يشترى بشكل يومي، يحمل الأطفال قطعا منه في شكل أهلة، فيلهيهم عن تناول السكريات.
وارتفع سعر الكيلوغرام من “الدلاع” والبطيخ الأصفر إلى 150 دج للكيلوغرام، في الوقت الذي اشتكى المستهلك الجزائري حتى من نوعيته، ورداءة مذاقه، حيث لم يعد تلك الفاكهة “محبوبة المستهلكين”، ولا تلك الفاكهة التي تزين أطباق الأعراس باللون الأحمر.
ووصل سعر العنب “موسكا” إلى 450 دج، فيما تباع فاكهة “النكتارين” في بعض الأسواق بـ 400 دج، وعند الباعة المتجولين بـ 350 دج و300 دج، أما الإجاص، فلا يقل سعره عن 350 دج، مثله مثل العنب الأسود والتفاح.
وفضل الكثير من الجزائريين، خلال هذه الفترة، شراء فاكهة التين الشوكي، لما لها من فوائد صحية، ولكن ارتفع سعر الحبة الواحدة منها إلى 20 دج، ما يجعل الكيلوغرام غير مناسب لمدخول البسطاء ومتوسطي الدخل.

التجار والفلاحون يعانون نقص المنتج
وفي هذا السياق، أوضح الأمين العام الاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، حزاب بن شهرة، أن الفواكه الموسمية تشهد ندرة فادحة، وتدنيا في نوعيتها، حيث إن الكثير من المناطق التي كانت تنتج العنب و”الدلاع”، تأثرت بالتقلبات المناخية، والأمطار التي سقطت متأخرة خلال الربيع.
وقال إن هناك فعلا من يتحكم في بعض الأسعار من المحتكرين، لكن في جميع الأحوال، فإن السبب الرئيسي يعود إلى ضعف الإنتاج المحلي، وأكد أن محصول الفواكه قليل هذا العام، وأن الفلاح والتاجر على حد سواء اشتكوا ذلك، حيث إن العرض في الكثير من النقاط يفوق الطلب، بينما، بحبسه، بعض الفواكه تأثرت بدرجات الحرارة والجفاف، مثل التين والعنب.
وعن تغير مذاق الدلاع، قال بن شهرة إن المنتج الخاص بهذه الفاكهة يأتي من مناطق صحراوية، وهو لا يتعلق بمناطق كانت توفر هذه الأخيرة، مشيرا إلى أن سعر الكيلوغرام من “الدلاع”، وصل إلى 200 دج.

صدمات حرارية خلال الربيع وراء تراجع الإنتاج
ومن جهته، أكد زكريا محمدي، دكتور باحث في العلوم الزراعية بالمدرسة الوطنية العليا للفلاحة، لـ”الشروق”، أن فصل الربيع الماضي، تميز بانخفاض ملحوظ في درجة الحرارة ليلا، وارتفاعها نهارا، ما جعل الفارق بين درجات هذه الحرارة كبيرا، وفي شكل صدمات أثرت على الأشجار المثمرة، كالعنب والتين، وبعض المحاصيل.
وقال إن بعض مساحة بعض الحمضيات، تعرضت بنسبة 60 بالمائة للتلف، خاصة أن الخمسة عشر يوما الأخيرة للربيع، عرفت انخفاضا في درجة الحرارة، التي وصلت ليلا إلى 2 درجة مئوية، بينما ارتفعت نهارا إلى ما فوق 20 درجة أحيانا، وبمقابل ذلك، فإن شح الأمطار أزم الوضع الفلاحي.
وقال زكريا محمدي، إن شهري سبتمبر وأكتوبر يشهدان نتائج سلبية للتقلبات المناخية، على بعض المحاصيل، مع ظهور لبعض الفطريات والأمراض البكتيرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!