-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“القرآن كم هو أفضل”

“القرآن كم هو أفضل”

صاحب هذه الجملة الجميلة والجليلة يهودي، اسمه ميليتس يعقوب، الذي ولد في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد ولد في أسرة يهودية ملتزمة بما تعتقد أنه دين، وهو إلى الشرك والكفر أقرب.. فنشأته على ما كانت تعتقده.. خاصة أمه التي كانت تشحن عقله بتلك القصص “التوراتية”، وهي مما كتبه الأحبار بأيديهم، ثم قالوا هي من عند الله، وما هي من عند الله..

لم يحس هذا الصبي والفتى والشاب بأدنى تجاوب عقلي، أو تأثر قلبي بما كانت تصبه والدته في عقله.. وزاده نفورا من ديانته التي نُشّئ عليها ارتداد والده عن هذه الديانة، ولكنه اعتنق ما هو  أضل من ديانته، أعني الديانة المسيحية، فاليهودية على الأقل تؤمن بإله واحد، أما المسيحية فهي – أو أكثر فرقها- تؤمن بأن “الله ثالث ثلاثة”، وهو ما نهي عنه المسيحيون كما جاء في القرآن الكريم: “لا تقولوا ثلاثة”.

تزعزع إيمان ميليتس باليهودية، فراح ينأى عنها شيئا فشيئا، وتاه بين الفلسفات والمذاهب الفكرية والاجتماعية الوضعية، واستهوته – لمراهقته- الشيوعية.. ولكن لم ينشب أن كفر بها، كما كفرت هي بالذي خلق الأكوان وقدر الأقدار.

بدأ الإسلام يتسرب شعاعه المنير إلى عقله المظلم، وكان ذلك عن طريق اهتمامه بالقضية الفلسطينية، التي كان بعض أبنائها وبعض “العرب” يكفرون بها.. وانتهى الأمر بهم جميعا إلى وصف المناضلين الفلسطينيين بـ “الإرهاب”، وبدأ يحس بـ “العطش الديني”، ويقول في نفسه: “أتمنى لو أني كنت رجلا متدينا”.

وجاءت اللحظة التي قدرها العليم الخبير لهذا الرجل أن يهتدي، وهذه اللحظة هي ما سماه بعضهم “غزوة نيويورك”، حيث وجد نفسه على عكس الأكثرية الأمريكية – من اليهود والنصارى وغيرهم- الذين انفجر حقدهم ضد الإسلام والمسلمين.. حيث اعترف بأن “الإسلام بدأ يبدو أكثر سحرا في عيني”، وتأكد من أن كثيرا مما سمعه – مباشرة أو في وسائل الإعلام – عن الإسلام هو أقوال تافهة..

وأراد أن يقطع الشك باليقين، فراح يقارن بين ما يقرأه وما يسمعه في “الكتاب المقدس” وبين القرآن الكريم، “فوجدتُ – كما يقول- الكثير من الأشياء المذهلة”، واعترف بأنه “أدهشه ذلك التناغم المنطقي في القرآن الكريم.. وأدركت كم هو القرآن أفضل”.

كما اعترف هذا الرجل الذي علم الله في قلبه خيرا، فهداه إلى الطيب من القول، وشعر بما في القرآن الكريم من متعة عقلية ونفسية عكس ما كان يحس به من ملل عندما كان يقرأ ما يسمونه “الكتاب المقدس”..

وانتهى به “التيه الفكري” والقلق النفسي إلى الاقتناع بـ “أن كل شيء في الإسلام منطقي ومعقول، وكل العبادات مثل الصلاة وصوم رمضان بوسعي أن أفهمها”. (انظر: هالة لولو: كيف أسلمت؟ دار الفكر. صص 98-101).

عندما قرأت قصة هذا “اليهودي” الذي أسلم وجهه لله، بعد بحث عن الحقيقة، تعجبت من “بني جلدتنا” الذين ضلوا، ويريدون أن يضلّوا غيرهم.. والمفروض أن يكونوا مهتدين في أنفسهم، هادين لغيرهم.. ولكنها حكمة الله، الذي لا يهدي لدينه القويم إلى الطيبين والطيبات، أما الخبيثون والخبيثات فيجعلهم كمثل الكلاب إن تحمل عليها تلهث أو تتركها تلهث، وهم يحسبون ويحسبن أنفسهم وأنفسهن على شيء، وإن هم وهنّ إلا كالأنعام، بل هو أضل.

اللهم حبب إلينا الإيمان، وزيّنه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • merghenis

    الأخ الكريم ، الكتاب بعنوان " كيف أسلمت"، سواء كانت العبارة ركيكة أو غير ذلك ، فهو موجود ورقمه العالمي ( ISBN ) : 1-59239-538-4 ، عدد الصفحات : 112 ، تاريخ الإصدار : 2012 .
    سي الحسني أعطى المعلومات الكافية في مقاله. و لكن يوجد كتاب آخر بعنوان :" لماذا أسلمت." . نفي وجود الكتاب الأول بالقول أن العنوان ركيك لا شيء أمام رقم ISBN.

  • ملاحظة

    وفي نظرك هل نحن متقدمون في الجانب الاخلاقي
    ولاتحسبن العلم ينفع وحده..مالم يتوج ربه بخلاق
    انما الامم الاخلاق مابقيت اخلاقهم.....

  • سليم

    لا يوجد كتاب اسمه "كيف أسلمت".. العبارة
    ركيكة ولا تصلح تكون عنوان كتاب

  • احمد

    اللهم عاملنا بعفوك وكرمك

  • merghenis

    (كتاب هالة لولو، يحمل عنوان: " هكذا أسلمت. " وليس : " كيف أسلمت ؟")
    هما كتابان ،بالعناوين الآتية : " كيف أسلمت" و " هكذا أسلمت. " برقمين عالميين مختلفين ،صدر واحد في 2010 و الثاني في 2012 . شكرا للأخ سليم .

  • ابراهيم

    يا استاذ من فضلك اريد جواب عن سؤالي. هل بعد اسلامه بقي يؤمن بانه لن تمسه النار الى اياما معدودة مهما كان او يكون عمله بدون توبة ام خالف قومه اليهود و كثير من المسلمين .
    الى متى نبقى نتبع الاكذوبة اليهود على الله و نقول مثلهم الموحد لا يخلد في النار مهما كان او يكون عمله بدون توبة هل نعبد الله ام نعبد بعض العلماء و نقدس اقوالهم رغم اننا نعلم ان جميع الأمور المتعلقة بالآخرة أخبرنا الله به في كتابه

  • الجاهل/صح فطوركم

    و كذلك جملة:(الشيطان يدفعنا للإعتقاد بأنه غير موجود) قائلها مسيحي.

  • سليم خيراني - أستاذ جامعي

    استدراك:
    كتاب هالة لولو، يحمل عنوان: " هكذا أسلمت. " وليس : " كيف أسلمت ؟"، كما أذكر إخواني وأخواتي أن للمفكر الفرنسي كتاب يقترب عنوانه مما ذكر، وهو: " لماذا أسلمت ؟ نصف قرن من البحث عن الحقيقة "، وهو موجود في الأنترنيت لمن أراد تحميله وقراءته. لا تنسونا بالدعاء الصالح. أخوكم سليم خيراني. والسلام عليكم ورحمة الله

  • بدون اسم

    امين ... شكر خاص لك ... لن تحزن عليهم لا السموات ولا الارض ...

  • بدون اسم

    اللهم ثبتنا على الايمان في زمن الفتن اعجبتني مقولة (جبران خليل جبران )قلت انقلها للافادة حيث قال
    احبك يا اخي ساجدا في جامعك وراكعا في هيكلك ومصليا في كنيستك فانت وانا ابناء دين واحد هو الروح
    فما بال امتنا القت عباءتها واصبحت من اهون اللعب
    ما بال امتنا تجري بلا هدف وترتمي في يد باغ ومغتصب
    ما بالها مزقت اسباب وحدتها ولم تراع حقوق الدين والنسب

  • عبد الحي ع

    جزاك الله خيرا أستاذنا، بارك الله فيك، سبحان الله تشعر انه يوجد موازين داخل قلوب الناس، بعضهم من بني جلدتنا يقبل على الإسلام بكماليته وحفظ الحقوق ومراقبة الله في اعماله واخرين يحملون قلوب ذئاب أعاذنا الله منهم..قرأت مرة ان نسبة من علية القوم في الغرب يخفون إسلامهم

  • أحمد عليان

    هذا كلام ملتزم باعتقاد ، لا يلزم عنه الحط من قيمة كلام ملتزم باعتقاد مغاير .. و إلا كنا أمام ادعاء امتلاك الحقيقة ..

  • مراد

    مشايخنا صنعوا للناس وعيا جعلوه "سيد الموقف في كل شأن وكل أمر" ،أن تخلفنا يا سيدي هو في الجانب العلمي المعرفي الحضاري، والاعتراف بالخطأ ليس كفرا.