القرضاوي يطالب بتعبئة الأمة لـ “المعركة المصيرية”
شدد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على ضرورة عدم الاكتفاء بترديد الشعارات في مواجهة الاحتلال الصهيوني، مطالبا العلماء والدعاة بالتركيز على تعبئة الأمة “للمعركة المصيرية” مع المحتل الإسرائيلي التي اعتبرها “فرضا على المسلمين لا سيما في ضوء حالة الموات التي انتابت الأنظمة العربية”.
شروق أون لاين/وكالات
جاء ذلك في لقاء للشيخ القرضاوي تحت عنوان “صراع الإرادات.. المواجهة الإستراتيجية مع إسرائيل” بنادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة مساء الإثنين 14-8-2006.
وقبل أن يلقي القرضاوي كلمته، احتشد مئات الطلاب والعلماء والدعاة المصريين إلى جانب عدد من اللبنانيين في ساحة النادي، حيث حملوا أعلام مصر ولبنان وفلسطين إلى جانب علم حزب الله وصور أمينه العام حسن نصر الله. كما عصب الطلاب شارات على رؤوسهم مكتوب عليها: “كلنا مع المقاومة”.
وردد المحتشدون شعارات، منها “بالروح بالدم نفديك يا لبنان” و”يا نصر الله قول قول.. إسرائيل خلاص بتزول” و”يا لبناني يا فلسطيني.. أرضك أرضي ودينك ديني” و”مهما تقدم مهما تأخر.. هو النصر جاي من الأزهر”، في إشارة إلى انتماء الشيخ القرضاوي للأزهر.
الهدف والإرادة
واستهل الشيخ القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حديثه بدعوة الطلاب إلى الكف عن الهتافات قائلا: “إن الهتاف لن يرد فلسطين ولن ينصر المسلمين، والأهم هو ضرورة أن تتفهم الأمة بكاملها ما الذي يجب أن يكون عليه أبناؤها حتى تحقق النصر”.
وأبدى القرضاوي دهشته إزاء عنوان اللقاء قائلا: “أي إرادة نتحدث عنها؟! فالعرب لا إرادة لهم في الصراع مع إسرائيل، وإن كانت إسرائيل لها إرادة في مواجهتنا فهذا لأنها تملك أهدافا محددة، ولذلك يجب أن نسأل أنفسنا أين هي أهدافنا التي تجعل لنا إرادة لتحقيقها؟ وما هو هدف العرب؟”.
وتعليقا على الهتاف “مهما تقدم مهما تأخر هو النصر جاي من الأزهر”، تساءل القرضاوي مستنكرا: “أين دور الأزهر؟، فالأزهر سيكون له دور عندما يكون للعرب الحرية في أن يقولوا كلمة الحق”.
تعبئة الأمة
وتوجه القرضاوي بالحديث إلى علماء ودعاة الأمة قائلا: “عليكم تعبئة الأمة لمقاومة المحتل وطرده من الأوطان الإسلامية؛ لأن أولى مقومات النصر هو أن نعبئ الأمة للمعركة المصيرية.. فالأمة الإسلامية لا بد ألا يكون فيها استيطان صهيوني”.
ودعا القرضاوي الشعوب الإسلامية إلى إخراج الزكاة للفلسطينيين واللبنانيين، موضحا أنه يمكن تقديم الدعم لهم كذلك من أموال وصايا الموتى، ومن الأموال المشبوهة كفوائد الربا، كما دعا إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية.
وفي الوقت نفسه شدد القرضاوي على أهمية الدعاء للمجاهدين والمقاومة الإسلامية في كل مكان، منتقدا المساجد المصرية التي امتنعت عن القيام بذلك.
موات عربي
وبينما اعتبر القرضاوي أن هذا الاحتشاد من الطلاب والدعاة دليل على أن الأمة تنبض بالحياة، انتقد حالة “الموات” في أنظمة الحكم العربية.ووصف القرضاوي شراء الأنظمة العربية الحاكمة للأسلحة دون استعمالها لصد العدوان على الأوطان العربية بأنه خيانة قائلا: “للأسف لا يوجد إرادات في الأنظمة والحكام والجيوش العربية، مع أن العرب ليسوا ضعفاء وعندهم أسلحة تفوق إسرائيل، وقد تم شراؤها بعشرات المليارات، وحالها الآن أنها تخزن في المخازن”.
واستدرك بالقول: “هذا في حد ذاته يعد خيانة للأمة؛ لأن أموالها وأسلحتها تخزن دون مواجهة العدو المعتدي على أراضيها، ولولا أن الله أكرمنا بهذه المجموعات الصغيرة مثل حركة حماس وجماعة حزب الله، التي صممت على مقاتلة إسرائيل، لكان وضع الأمة أسوأ”.
وأشار القرضاوي إلى أن “بطولات حزب الله في لبنان يجب ألا تنسينا بطولات إخواننا في فلسطين؛ حيث إن المقاتلين في لبنان يقاتلون وسط دولة لبنانية تؤيدهم، بينما الفلسطينيون يعيشون وسط جيش محتل، ومع ذلك استطاعوا أن يصنعوا صواريخ القسام التي توجع الإسرائيليين”.
الجامعة العربية
كما انتقد القرضاوي موقف جامعة الدول العربية من لبنان وفلسطين قائلا: “بالرغم من أن الجامعة العربية في عام 1948 كان عمرها 3 سنوات فقط، وكانت مؤلفة من سبع دول فقط، إلا أن العرب وقفوا بجوارها (فلسطين) وقرروا دخول الحرب”.
واستطرد “وبعد نصف قرن، حينما صارت الجامعة العربية تضم 22 دولة، ترك العرب فلسطين تقاوم بمفردها، ولذلك نقول اليوم لا توجد إرادة في الصراع الإسلامي الصهيوني سوى إرادة إسرائيل، ولولا إرادة الجهاد في فلسطين وفي حزب الله لما كان هناك أية إشارة على وجود نبض لإرادة إسلامية”.
وخلص إلى القول: “إن إخواننا في فلسطين عجزوا عن مقاومة الترسانة الإسرائيلية؛ لأن إسرائيل تقاتل بالقوة الأمريكية، ومن ثم يصبح طرد إسرائيل من فلسطين فرضا على الأمة الإسلامية عامة والعرب خاصة”.