القسطل: فاكهة الشتاء تجتاح شوارع قسنطينة

تعرف شوارع قسنطينة وأحياؤها الشعبية على وجه الخصوص انتشارا واسعا لطاولات بيع ثمرة القسطل الشتوية، التي يقبل على شرائها المواطنون من كل الأعمار للذّتها وطعمها الشهي، حيث يباع المائة غرام منها (القرطاس) بـ 20 دج، علما أن هذه الثمرة المنتشرة بكثرة في غاباتنا على غرار القل وسكيكدة وقسنطينة وغيرها من مناطق الوطن تؤكل مشوية على لجمر، وهو ما يعطيها نكهة خاصة ومذاقا محببا.وتعود عادة بيع القسطل في قسنطينة إلى عشرات السنين، سيما في فصل الشتاء، حيث يشتري تجار هذه الثمرة القنطار الواحد منها بـ 600دج من سوق »البوليڤون« ثم يقومون بعد ذلك بتسويقها مشوية في قراطيس لا يتعدى وزنها في الغالب المائة غرام. وتعتبر شجرة الكستناء أو شجرة القسطل من الأشجار كبيرة الحجم، الجميلة المنظر، ولون ثمارها بني غامق بقشور ملساء وجذّابة، والطريف في الأمر أن ثمرة القسطل كانت تؤكل كحلوى بعدما تغطس في ماء الورد، غير أن الشائع عنها الآن هي أن تؤكل مشوية وتؤكل من طرف جميع شرائح المجتمع بدءا بالفقراء إلى الملوك، كما أن القسطل كان في القرون القديمة يعتبر الغذاء الرئيسي في كل بلاد العالم منذ الإغريق والرومان، وحين اكتشفت البطاطا في القرن السادس عشر بأمريكا اللاتينية أخذت مكان القسطل على الموائد العامة.
ويرى إبن البيطار الذي عاش في الأندلس في القرن الثاني عشر والذي زار بالمناسبة قسنطينة وبجاية في رحلاته الاستكشافية في علم النبات الذي يعدّ من أعظم علمائه، أن للقسطل فوائد غذائية وصحية عديدة منها أنه يقطع القيء ويفيد الأمعاء والمعدة ويدُرّ البول، ومن مضاره أنه يولّد الريح والنفخ، كما يعتبر علماء النبات أن القسطل ينشّط العضلات ويرمّم الأعصاب والشرايين، وتحتوي هذه الثمرة الشتوية على فيتامين »ح«، حمض الفوليك، فيتامين »ب«، البروتين، الحديد، الفوسفور، الريبو فلامين، الثيامين والمعادن، وهو إضافة إلى ذلك يُقدَّم لمنهكي القوى والنحفاء والشيوخ والمصابين بفقر الدم والقروح والبواسير، ولا ينصح به للمصابين بعسر الهضم والمغص وعلل الكبد والسكري.
رشيد فيلالي