“الكاف” وفيّة لمؤامراتها

يواصل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذي يترأسه الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، سقطاته المتتالية، فبعد أن منح سابقا عددا من الدول شرف تنظيم مختلف المنافسات الكروية، متجاهلا الجزائر التي باستطاعتها إقامة أي تظاهرة مهما كان حجمها، واصلت على المنوال ذاته، في حفل توزيع جوائزها السنوية الذي أقيم في مراكش المغربية حين حرمت اللاعب الدولي الجزائري ياسين بن زية من جائزة أحسن هدف كان قد سجّله شهر مارس المنصرم، خلال دورة الجزائر الدولية “فيفا سيري” في مباراة المنتخب الجزائري ونظيره الجنوب إفريقي، والذي عدّل من خلاله النتيجة (3-3).
ورغم أن وسائل الإعلام الدولية أكدت أن هدف بن زية يعدّ الأحسن والأجمل، بدليل أنه كان مرشّحا لجائزة “بوشكاش” لأجمل هدف في العالم لسنة 2024، إلا أن “الكاف” ارتأت منح الجائزة للاعب الدولي الأنغولي مابولولو، نجم نادي أهلي طرابلس الليبي، والذي أمضى هدفا عاديا في مباراة ناميبيا في كأس أمم إفريقيا 2023.
وإذا كانت الهيئة الإفريقية قد حرمت بن زية من جائزة كانت تبدو مؤكدة، فإنها شطبت كل اللاعبين الجزائريين من مختلف الجوائز.. وحتى الحكم الدولي مصطفى غربال، الذي يعدّ الأحسن في القارة بدليل إدارته مختلف اللقاءات الصعبة في القارة الإفريقية، وتواجده في كأس العالم الأخيرة وبقي حتى نهاية المونديال، لم ينل جائزة أحسن حكم، وهو دليل على أن المعايير التي تعتمدها “الكاف” في كل خياراتها غير منطقية.. معايير بعيدة كل البعد عن الواقع، وتطبخ النتائج وفق سياسة المحاباة، وهي العملة المعتمدة منذ سنوات لإرضاء أطراف همها الوحيد تهميش الكرة الجزائرية.
الهيئة الإفريقية تعتزم مواصلة السير على السياسة ذاتها في السنوات القادمة، فالجميع يعلم أن البلدان التي أسندت لها، مثلا، تنظيم منافسة بحجم كأس إفريقيا للأكابر لم تكن جاهزة. والكل لاحظ الفضائح التي سجلت في الطبعات القادمة، وحتى الطبعة القادمة المقررة بالمغرب في الفترة ما بين 17 ديسمبر 2025 إلى 18 جانفي 2026، خاصة أن هذا البلد غير جاهز لهذه المنافسة، وهو يعاني من مشاكل عديدة، فحسب صندوق النقد الدولي، فإن المغرب يحتل المرتبة الثانية عربيا والثالثة إفريقيا من حيث الدول الأكثر اقتراضا من هذه الهيئة الدولية، فكيف إذن لـ”الكاف” أن تمنح له تنظيم أكبر عرس إفريقي نهاية السنة، وهو يعيش دوامة من المشاكل؟ سؤال لا نجد له إجابة مادامت هذه الهيئة الإفريقية تسير بمكيالين، وهو ما يجعل كرتنا تتراجع من حيث المستوى ومن حيث اكتشاف لاعبين بإمكانهم الاحتراف.
وإذا كان البعض يرى أن “الكاف” التي أصبحت في السنوات الأخيرة دمية في يد الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو الذي يسيّر أمورها بشكل مباشر، ويصدر كل القرارات وفق مصالحه، فإن كل التظاهرات الرياضية وحفل توزيع الجوائز السنوية ترتبط نتائجها بالمصالح الشخصية، خاصة خلال الانتخابات، فـ”الفيفا” تعمل من أجل الحصول على أصوات قارتنا، و”الكاف” مرتبطة ارتباطا شديدا بهيئة أنفانتينو. ويبقى الخاسر الكبير هو الكرة الإفريقية التي أصبحت لا تنجب عمالقة مقارنة بالسابق، فهل يعقل أن نجما كبيرا مثل أبو تريكة لا ينال هذه الجائزة لمّا كان في أوج عطائه، وتمنح لآخرين كانوا يحلمون طوال حياتهم أن يملكوا نصف إمكاناته؟