-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحوّلت إلى تجارب اجتماعية ترصد ردة فعل الجزائريين تجاه قضايا معينة

الكاميرا الخفية في رمضان .. حضر “العنف” وغاب عنها “الجن”

حسان مرابط
  • 1542
  • 0
الكاميرا الخفية في رمضان .. حضر “العنف” وغاب عنها “الجن”
أرشيف

كانت برامج الكاميرا الخفية  في السنوات الأخيرة تصنع الجدل كثيرا ومحل انتقادات كثيرة بسبب المضامين الذي تعرضها مع حلول كل رمضان وعلى رأسها ترويج العنف والكلام المبتذل والترهيب بالجن.

وبالنسبة لبرامج الكاميرا الخفية لهذه السنة 2019، يبدو الأمر مختلفا قليلا على صعيد احتوائها على مشاهد العنف أو الشعوذة أو مشاهد الدماء والترهيب بالأسلحة وبالجن والتي تعوّد عليها المشاهد الجزائري خلال رمضان 2018 و2017.
والعام الماضي صدم الجزائريون ببرامج كاميرا خفية بثتها قنوات خاصة مثل “الحبس”، “رانا حكمناك”، “ردوا بالكم”، “دار التكسار” وغيرها، فالمشاهد الجزائري رغم تحفظ فئة منه، إلا أنّ فئات أخرى منه اعتبرت أنّ المضامين لا تتلاءم وعادات الجزائريين خاصة أنّ بعضها كان يروّج للفضائح وتجاوز أعراف العائلة الجزائرية. كما قوبلت الكاميرا الخفية بانتقادات حادة على الصعيد الرسمي والإعلامي.
وفي مشاهد صدمت الجزائريين استقبل برنامج “الحبس” مغنيات ملاهي معروفات في الوسط الفني الجزائري، مثلما حدث ما الشابة دليلة (مغنية راي) حيث تم إقناعها بلعبة تحدي السجن، بتواطؤ المنشط مع أحد الفنانين الذي يحاول الاستخفاف بها، إلى أن يتمكن من إغضابها وتكون النتيجة عنف لفظي وجسدي.
وبخصوص برامج الكاميرا الخفية لرمضان 2019، تبدو مضامينها أقل عنفا ورغم أنّ بعض البرامج في بعض القنوات تكررت مرّة أخرى ولكن تغير المضمون مع عنف حاضر دائما، لا يفهم مرّده إلى ماذا؟، هل لعدم إمكانية تطوير فكرة بسيطة ويمكن أن تبني عليها عملا جميلا أم أنّ العنف أصبح موضة في برامج الكاميرا الخفية في الجزائر.؟.
ورغم أن بعض البرامج من هذا النوع تقوم على موضوع اجتماعي مهم يحمل رسائل ونصائح تربوية وتوعوية، وتجارب اجتماعية غايتها رصد ردة فعل الجزائري تجاه مسألة معينة سواء اختطاف قاصر، أو معاملة ابن لوالديه أو غيرها، ولكن العنف لا يفارقها حتى تكاد تهرج الأمر عن السيطرة في بعض حلقات هذه البرامج. فمثلا برنامج “بلاك موراك” تجري أحداثه داخل “السيرك”، حيث يكون الضيف مع المنشط يتحدثان، ليخرج فجأة ثور يجري بنحو دائري في الحلبة، ما يشكل فزعا للضيف. وفي برنامج “طاكسي راني وليت” يصدم ركاب الطاكسي من خبر مزيف يزعم عودة الرئيس بوتفليقة إلى الحكم، ما يخلق إجابات ونقاش داخل الطاكسي مع سائقه. أمّا في برامج على قناة أخرى فالعنف بلغ مداه ويصل حد الضرب.
والملاحظ عن برامج الكاميرا الخفية في رمضان 2019 هو تخلي معديها على أفكار مثل “الحبس” والجن” و”الشعوذة” و”الموت” و”الخلايع” و”الأموات الأحياء”، بل كان تركيز جلّهم على ما يسمى “التجارب الاجتماعية” لمعرفة ردات فعل الجمهور أو المواطنين إزاء قضايا معينة في المجتمع الجزائري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!