-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يروّج لها طبّاخون جزائريون على حساب أكلاتنا التقليدية

الكبّة السّورية والسمبوسة تهدد عرش البوراك والمثوّم في رمضان

نادية سليماني
  • 1241
  • 0
الكبّة السّورية والسمبوسة تهدد عرش البوراك والمثوّم في رمضان
ح.م

لم تعُد الشّوربة سيّدة الأطباق الرمضانية، ولا المثوّم أكثر الأطباق حضورا في رمضان، كما غادر البوراك كثيرا من الموائد.. والسبب، أن ثقافة الأكل تغيرت في مجتمعنا، وباتت أطباقنا التقليدية التي انتشرت عالميا ونالت جوائز عالمية، بشهادة خبراء طبخ عالميّين، مهددة في عقر دارها، بعدما أدخل من يسمّون أنفسهم “الشاف” من الجيل الصاعد، أطباقا من ثقافات أخرى وبيئات مغايرة إلى المطبخ الجزائري، وهو ما يُحذّر منه مختصّون في الطّبخ.
كل يوم يطل علينا “شاف” جديد في الطبخ، مقدما كيفيات ومكونات جديدة في الطبخ، إلى درجة اختلطت الأمور على النساء من كثرة الوصفات التي ينقلنها يوميا، سواء من القنوات الجزائرية أم من منصّات التّواصل الاجتماعي. والمُلاحظ، هو تركيز الجيل الصّاعد من الطباخين على إدخال ثقافات شعوب أخرى في الأكل إلى مُجتمعنا، إلى درجة صارت بعض العائلات تحضر مائدة رمضانية غالبيّتها مكونة من أطباق غير جزائرية، فتم تعويض البوراك بالكبّة السورية، وشطيطحة جاج بالشاورما التركية، والشاربات الجزائرية والمخيطو صارت تنافسها عصائر أخرى، هي مزيج من مُكوّنات كثيرة. أما سيّدة الأطباق الجزائرية الشّوربة، فأدخل عليها الطبّاخون الجدد تعديلات غيّرت من مذاقها وشكلها.
وفي الموضوع، ترى رئيسة المنتدى الوطني لخبراء الطهي والحلويات والحرفيين، ورئيسة التراث الجزائري الدولي، رشا مبروكي، في حديث مع “الشروق”، بأن ظهور طباخين مؤخرا، سواء عبر التواصل الاجتماعي أم القنوات التلفزيونية، بات لافتا، بل باتت حصص الطبخ لها نصيب الأسد.

مائدة رمضان لابد من أن تكون تقليدية
وأضافت مبروكي بأن “كثيرا من هؤلاء الطباخين يُروّجون لأكلات لا تخصّ مجتمعنا ولا بلادنا، ومنها الأطباق الشرقية والأجنبية.. وأنا، كخبيرة في مجال الطبخ وناشطة في ميدان إحياء التراث المادي واللامادي للجزائر، فأنا ضد فكرة الترويج للطبخ الأجنبي على حساب الطبخ الجزائري”.
وأكدت محدثتنا أن الحفاظ على تراث البلاد وإحياء تقاليدنا في الطبخ، وفي جميع المجالات الأخرى، هو “واجب على الجميع”، وخاصّة في مختلف المناسبات، مثل رمضان أو المولد النبوي الشريف أو الأعياد الدينية. ودعت إلى تعليم الأجيال الصاعدة أكلاتنا التقليدية، “حتى نغرسها في عقولهم منذ الصغر، ونحميها من الاندثار”، على حدّ تعبيرها.
وختمت رشا مبروكي، مؤكدة أنها ضدّ فكرة الترويج للطبخ الأجنبي على حساب الجزائري، مضيفة: “أنا، كامرأة، قبل أن أكون ناشطة في مجال حماية التراث، أدعو إلى المحافظة على تقاليدنا في الطبخ والترويج لها إعلاميا ورقميا، وأتمنى أيضا أن تكون جميع الأطباق التي تزين موائدنا الرمضانية تقليدية، لأن الأسرة قلّما تجتمع على طاولة واحدة معا وخاصة الأطفال والشباب المُعتادين على أكل الشوارع، وعليه، فرمضان يعتبر فرصة لتعليم أطفالنا تناول الأطباق التقليدية الصحية، بعيدا عن المقليات والسندويتشات”.

الأجيال الصاعدة تجهل الأطباق التقليدية
وتأسفت رشا مبروكي لكون كثير من الأجيال الصاعدة لا تعرف طعم أطباق تقليدية جزائرية، وتجهل حتى أسماءها، في وقت تحفظ عن ظهر قلب أسماء وأذواق أطباق مشرقية وأجنبية، محملة سبب ذلك إلى العائلة، التي عودت أبناءها على الأطباق والأكلات السريعة والسّاندويتشات..
وذكرت محدثتنا بعض أسماء أكلاتنا الشعبية، التي غاب كثير منها عن موائدنا، ومنها سكران طايح فى الدروج، ممّو فى حجر أمّو، القاضي وجماعته، طاجين دار عمّي، عُصبان الهجّالة، طاجين البرّانية، طاجين الرّنة، طاجين بونارين، خيدوج على الدّربوز، مخ الشيخ، شنتوف العازب، وشباح الصفرة..
وأيضا طاجين المنشية، والڨريتلية، العشّوبية، التليتلي الحرّ، طاجين الرّخام الأصلي، طاجين حاجب بوعوينة، عيون السبنيوليا، فداوش مزعفر، طاجين القارص، المغمومة، السفيريات والبرّانيات بجميع أنواعها، لاكناف، الڨناوية، الدّفينة، المفرمسة الحلوة والسامطة، طاجين الزيتون على كارو وبحراكو، طاجين خداوج، طاجين سلطان وطاجين الخوخ والمشماش المالح …

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!