الكرة المحلية تبصم على محدوديتها على المستوى الإفريقي

هي صدمة للكرة الجزائرية التي تأكد بأن فوزها بلقب رابطة أبطال إفريقيا، لن يكون هذا الموسم، الأمر لم يقتصر على النتائج المسجلة في عقر الديار من طرف شبيبة القبائل الخاسرة بهدف نظيف أمام ترجي تونسي فاقدة لهيبتها المعروفة ولا بالنتيجة الساحقة التي مُني بها شباب بلوزداد برباعية أمام بطل جنوب إفريقيا، وإنما في الأداء الهزيل جدا الذي يجعل كل مشاهد يتساءل إن كان لاعبو القبائل وبلوزداد محترفين فعلا، ويتدربون ويسيرون على تكتيك معيّن.
المهم، أن عيد الكرة الجزائرية لم يكن حلوا على الإطلاق، والذي يدافع عن الدوري الجزائري ولاعبيه وعن الكرة المحلية هو فعلا مصاب بالجنون، فما شاهدناه في مباراة شبيبة القبائل المدعمة بعشرات الآلاف من الأنصار في ملعب الخامس من جويلية أمام الترجي التونسي يوحي بأن الشبيبة كانت تصارع فريقا أوروبيا كبيرا، باعتمادها على اللعب الدفاعي ولم تخلق طوال تسعين دقيقة سوى فرصة واحدة ووحيدة، وشعرنا في الشوط الثاني بأنها كانت تريد الخروج بأقل الأضرار من أجل اسم الفريق الكبير، وباستثناء لاعب أو اثنين في أحسن الأحوال، فإن البقية كانوا مجرد عدائين داخل الملعب، في حالة تيهان سواء الكرة بين أقدامهم أو عند افتقادها، مع العلم أنه في غالب أطوار المباراة كان التونسيون مسيطرين في الاستحواذ بحوالي 70 بالمئة، وإذا كان المدرب حمدي قد دفع بالون أمل، للأنصار، بالقول بأن كل شيء ممكن في لقاء الذهاب في رادس في العاصمة التونسية، فإن الأنصار طووا صفحة رابطة الأبطال نهائيا وهم يفكرون في إنقاذ الفريق من السقوط وفقط.
الصدمة الكبرى، جاءت من أشبال الكوكي، الفريق البلوزدادي الذي يضم زبدة الفريق الوطني المحلي الذي لعب ماراطونا من المباريات، واستفاد من ملعب نيلسن مانديلا المدشن من هؤلاء اللاعبين وبأنصار من ذهب، الفريق الجزائري يسير نحو رابع لقب تواليا محليا، لم يخسر سوى مباراة محلية واحدة، علق نتيجتها في الحكم أمام مولودية وهران خارج الديار، ومدعم بشركة وإدارة قوية، ولا يمكن للجزائر أن تقدم فريقا مثل بلوزداد، ومع ذلك سارت المباراة في اتجاه واحد، وحتى الرباعية المسجلة في شباكه، لكل من شاهد اللقاء تبدو رحيمة جدا، وحتى المدرب الكوكي كان خارج الإطار وكلامه عقب نهاية المباراة غير مقنع، فقد تحدث عن ظلم القرعة، وهو الذي فشل في احتلال المركز الأول في دور المجموعات لتفادي بطل جنوب إفريقيا، كما أن تضخيم ماميلودي صان داونز فيه الكثير من الخطأ، لأن منتخب جنوب إفريقيا صار عاديا على المستوى الإفريقي من دون ألقاب ومن دون مشاركات مونديالية، وفريق صان داونز يضم لاعبين من جنوب إفريقيا بالكامل، ولم يشارك في لقاء بلوزداد سوى لاعب مغربي غير دولي ولاعب من إثيوبيا، ومع كل ذلك بدا بلوزداد صغير جدا أمام هذا الفريق العادي وكأنه في مواجهة منتخب البرازيل.
لا يوجد ما يبرر خروج الجزائريين من دور الثمانية من أهم منافسة قارية، سوى الوهن الذي تعيشه الكرة الجزائرية محليا، وعلى الفاف بذل مزيد من الجهد لخطف أمين غويري وريان شرقي، وغيرهما، من أجل الخضر على المدى القريب، والقيام بثورة حقيقية من أجل إنقاذ الكرة الجزائرية من لبّها على المدى البعيد.