الكرة المحلية دخلت مرحلة الموت الكلينيكي

القول بأن الكرة المحلية، في مرحلة الإنعاش، لم يعد صحيحا، فقد صارت في موت كلينيكي يتطلب معجزة لإنقاذها، فإذا كان البلوزداديون يتفاخرون برقم أربعة ألقاب متتالية كقوة وحيدة في الدوري الجزائري..
فإن خروج شباب بلوزداد بالضربة القاضية من ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا، أمام فريق صان داونز الذي عجز في الخطوة الموالية، ثم خروجه من الدور الأول من الكأس العربية هو دليل على أن شباب بلوزداد مجرد “قوي” أمام ضعاف الدوري الجزائري، من فرق عاجزة عن تحقيق الألقاب، وحتى ما حققه اتحاد العاصمة بفوزه بكأس الكونفدرالية قد يكون سحابة عابرة لا أكثر ولا أقل، والأيام كفيلة بتأكيد أو نفي ذلك، خاصة أن الفريق في آخر منعرج من الدوري كان يسقط أمام فرق ضعيفة وضيع المرتبة الثانية في الدوري والتي كانت في متناوله وكانت ستفتح له باب رابطة أبطال إفريقيا.
لن يجد شباب بلوزداد اي حجة في إخفاقه في الكأس العربية بطريقة باهتة، فقد كان في اللقاء الأول منتصرا ومسيطرا في الشوط الأول على المواجهة، وخسر بسذاجة وفي اللقاء الثاني كان خاسرا ومحتشما في الشوط الأول، وبقي على ذات الحال بسذاجة أيضا، وطريقة تفريط شباب بلوزداد في لاعبيه تدعو للدهشة، وتؤكد بأن الفريق غير محترف فعلا، حيث ترك أمير سعيود الذي كان يمثل أكثر من 50 بالمئة من قوة الفريق وقدّم معه مشوارا رائعا في الدوري والكأس وخاصة في رابطة أبطال إفريقيا، ثم ترك كريم عريبي، ولعب رابطة أبطال إفريقيا من دون رأس حربة، فقتلته حراب بقية الأندية الأقل إمكانيات منه، ثم ترك أحسن لاعب لديه ورئته الفعالة وهو زكريا دراوي يرحل إلى فريق الوداد الذي من المفروض أنه منافس بلوزداد السابق واللاحق في رابطة أبطال إفريقيا، والنتيجة ذاك المستوى الباهت الذي ظهر به شباب بلوزداد في المملكة العربية السعودية، وخيب الظن وجعل المناصرين يقنطون نهائيا من إمكانية تحسن اللعبة في بلدنا على الأقل على المدى القريب، والقول بالانسحاب من مختلف المنافسات القارية والإقليمية، هو رأي سديد بعد النتائج الهزيلة المرفقة بفاتورة مصاريف بالعمليتين الوطنية والصعبة التي تصرف من أموال الدولة.
غادر زرواطي عالم الكرة ولحق به حكيم سرار، وقد يلحق بهما في الأسبوع القادم البقية من الذين يظنون بأنهم جزء مهم من اللعبة، ويبدو أن المرض أصاب الجذور، فاللاعب غير قادر على تقديم لمحات كروية كنا نشاهدها في الجزائريين منذ زمن غير بعيد، والمدرب عاجز عن نسج معادلات تكتيكية ولو بسيطة وحتى الأنصار اختلطت عليهم الأمور فما عادوا يميزون بين الغث والسمين، وأكيد أن أنصار شباب بلوزداد أنفسهم يشكون في قوة ناديهم الذي بمجرد أن يجتاز الحدود حتى يظهر ضعفه ووهنه.