-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الكلمة للعقلاء والحكماء!

جمال لعلامي
  • 809
  • 2
الكلمة للعقلاء والحكماء!
ح.م

استحداث “لجنة حكماء” أو “لجنة عقلاء”، من طرف هيئة الحوار والوساطة، قرار يجب الوقوف معه، لأن البلاد والعباد فعلا بحاجة إلى حكماء وعقلاء ونزهاء وشرفاء، يقرّبون وجهات النظر، ويبدّدون السحب التي يخشى متشائمون أن تتحوّل فجأة ودون سابق إنذار، إلى “عاصفة” والعياذ بالله.

الآن، صوت الحكمة يقول، إنه على هؤلاء وأولئك أن لا يمسكوا بخيوط الدخان والسراب، ويصبوا البنزين على النار، ويتهربون ويهربون من الحوار والتفاوض والتنازل، وفق المعقول والمقبول من ما يمكّن الجميع من الوصول إلى حلّ توافقي يرضي كلّ الأطراف ويُقنع أغلبية الجزائريين، الذين لا يريدون الاستمرار في الأزمة، أو تطويل عمرها!

كلمة العقلاء والحكماء، ينبغي أن تكون مسموعة من الجميع، حتى لا تستمرّ نفس الأسباب في نفس الظروف فتكون نفس النتائج التي أوصلت الجزائر إلى “المأزق” الذي تنادي اليوم أبناءها بسببه من أجل ابتكار مخرج النجدة للخروج جماعيا بطريقة آمنة ومؤمنة من عنق الزجاجة، التي فرضتها 20 سنة من تنافس سوء التسيير مع تسيير السوء!

الواقع يكشف، أن صوت العقل والحكمة والتبصّر، قد غاب من عقول وتصريحات ومواقف الكثير من ما يسمى “ضيوف البلاطوهات”، وقد غرق أغلب هؤلاء، باستثناء قلة قليلة، إمّا في الترويج لطموحاتهم وبضاعتهم الكاسدة، وإما برعوا في “تسخين البندير”، وإمّا أنهم يقولون ما لا يفعلون، أو أنهم يبحثون عن “القمل في راس الفرطاس”!

لم يسمع الجزائريون “المتفرّجون”، الكثير من المقترحات العملية والحلول الواقعية والبدائل المعقولة، لكنهم سمعوا الكثير من السبّ والسباب والشتم وتصفية الحسابات، سمعوا الكثير من التهوّر والنرجسية والاستعراض الفلكلوري والبهرجة، تارة بحثا عن الأضواء، في “تصديرة” سياسية وانتخابية مسبقة، لكنها مفضوحة، وتارة أخرى في محاولة لتبييض الصورة وكسب ودّ وتعاطف وتضامن وتأييد حراك شعبي سلمي كفر كفرا جمّا منذ بدايته بكل السياسيين، سلطة، وموالاة، ومعارضة!

لا يجب تضييع المزيد من الوقت الضائع أصلا، في الفعل وردّة الفعل، وأحيانا في “الهبل” ونشر اليأس والإحباط وسط المواطنين، من طرف محللين وخبراء ومنظرين وفلاسفة، اكتشفهم الرأي العام فجأة مع “انفجار” غضب فخامة الشعب، فإمّا أنهم كانوا من الصامتين لأسباب موضوعية وأخرى شخصية، وإمّا أنهم كانوا مع المطبلين والمزمّرين، وإمّا أنهم كانوا مع فصائل المستفيدين والغماسين والمفسدين في الأرض!

على الجميع، أن يسمع ويستمع إلى عقلاء الأمة وحكمائها، فمفتاح الخلاص وسرّ الفلاح، قد يكون عند أحد هؤلاء، أو عندهم مجتمعين، فلا داعي إذن لتفويت فرصة أخرى قد لا تعود مع زخات الأمطار!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الديكتاتور الازرق

    الشاشات. عين الحدث. وما خلفهم. رجل. ينام. تحت اشعة الآلات ليبرز. قوته وما اعثره

  • عامر

    أخشى أن يفوق دهاء الخبثاء حكمة العقلاء..فقد صرنا كالمذعور في الليلة الظلماء ما تحرك عود بجانبه إلاّ و خاله وحش سيلتهمه..فوجلنا هذا بقدر ما يجعلنا متنبهين لأي خطر محتمل هو في نفس الوقت يشلنا و يعيقنا عن أي تقدم في اتجاه الحل..فهل من وطني أصيل مقدام مخلص لشعبه و وطنه؟